قصّة عشق لا مثيل لها، تجمع بين رابطة مشجعي نادي بايرن ميونيخ بطل ألمانيا في كرة القدم في الكويت والفريق البافاري. جمهور النادي العملاق مرتبطون به الى حد «الهوس» على الرغم من عدم نقل احتكاره للقب الـ«بوندسليغا» في المواسم السبعة الماضية، الى خارج الحدود والتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا الغائب عن الخزائن منذ العام 2013.
هذا العشق آخذ بالتطور يوماً بعد يوم بينهما، وهو يترجم عملياً بالرحلات التي تبادر الرابطة الى تنظيمها لمن يرغب من أعضائها، لزيارة مقر النادي في بافاريا وتفقد منشآته ومتابعة نجومه «على الطبيعة» عبر حضور مباراة في معقله «أليانز أرينا»، في فبراير، من كل عام، كما لم تتوان عن أن تكون على مسافة قريبة من الفريق في المعسكر الشتوي السنوي في العاصمة القطرية الدوحة.
وللمصادفة، أبصرت الرابطة النور بالتزامن مع العيد الوطني، وهو ما يدعو الأعضاء الى الفخر والاعتزاز بالمناسبة الغالية على القلوب.
رئيس الرابطة محمد الدمخي، تحدث لـ«الراي» عن فكرة اطلاقها، وقال: «ولدت الفكرة في الأساس العام 2012، وتمثلت في تأسيس رابطة للمنتخب الألماني عبر تجمع مجموعة من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي. تواصلنا مع نادي بايرن ميونيخ، وحصلنا على الاعتراف الرسمي في اليوم نفسه الذي صودف في يوم العيد الوطني 25 فبراير 2013، فجرى الإعلان الرسمي عن تأسيس الرابطة بمشاركة 40 عضواً، بيد أن عدد الأعضاء راهناً ناهز 292، ما يؤكد اتساع رقعة محبي النادي البافاري في الكويت».
وعن أهداف الرابطة، أوضح الدمخي: «لا تركز الرابطة على المجالات الرياضية فحسب، بل لها أهداف اجتماعية أيضاً، مثل حرص اعضائها على التبرع بالدم والتجمع لمتابعة مباريات الفريق، علما ان الأعضاء يستفيدون من خصومات الشركات الراعية».
وزاد: «من أهم نشاطات الرابطة تنظيم رحلات إلى بافاريا لحضور مباريات الفريق في ملعبه خلال فبراير من كل عام، ويترافق ذلك مع الحصول على تذاكر المباريات بأسعار زهيدة، ومتابعة التدريبات، والمعسكرات خلال العطلة الشتوية في دبي سابقاً او الدوحة راهناً».
ورأى الدمخي بأن المعسكر الشتوي يعتبر فرصة لتجهيز الفريق بعد انقضاء مرحلة الذهاب، حيث يعمل المدرب على إعادة شحن اللاعبين بالطاقة من اجل استكمال ما تبقى من تحديات الموسم محلياً وقارياً، وقال: «يشكل المعسكر مناسبة لأعضاء الرابطة للقاء لاعبي بايرن عن قرب والتقاط الصورة التذكارية معهم، وتكريم لاعبين عدة، وتفقد المنشآت المتطوّرة في الدوحة، التي تستعد لاستضافة كأس العالم 2022».
وتطرّق للحديث عن الزيارة التاريخية التي قام بها بطل ألمانيا الى البلاد وخوضه مباراة ودية أمام نادي الكويت، في 13 يناير 2014، حيث استمتعت الجماهير بالمهرجان مع بطل الخماسية آنذاك على ملعب «الكويت»، وانتهى اللقاء بفوز «بايرن» بثمانية أهداف نظيفة.
وأشار الى ان اللجنة المنظمة أقامت استقبالا مميزا للفريق البافاري بالتعاون مع الرابطة، لافتا الى ان «العميد» حقق حلم الكثير من مشجعي الكرة الأوروبية عامة وجماهير «بايرن» خاصة، حيث تكفّل أحد محبي نادي الكويت بإحضار الفريق مقابل مبلغ وصل الى مليون و100 ألف يورو، فيما تكفّل رئيس نادي القادسية السابق فواز الحساوي بشراء تذاكر بقيمة 15 ألف دينار لتوزيعها على الجماهير، فيما اشترت الرابطة 300 تذكرة.
معلوم ان تشكيلة «بايرن» في تلك الفترة كانت تضم فيليب لام والهولندي اريين روبن وباستيان شفاينشتايغر والإسباني خافي مارتينيز وماريو غوتزه وتوماس مولر والسويسري شيردان شاكيري والكرواتي ماريو ماندزوكيتش ومانويل نوير، فضلا عن المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، الذي قاد الفريق.
وفي ما يتعلق بحظوظ بايرن ميونيخ في المنافسة على الألقاب في الموسم الراهن، اعتبر الدمخي بأن مستوى الفريق ليس سيئاً على الرغم من تخبّط النتائج في الدوري بعد مرور 10 مراحل وتراجعه الى المركز الرابع، في ظل المعاناة من مشاكل فنية في الدفاع الذي تعرض أخيرا الى ضربة مزدوجة موجعة بإصابة نيكلاس تسوله والفرنسي لوكاس هرنانديز، حيث انتهى الموسم بالنسبة للأول، فيما سيغيب الثاني لأسابيع عدة، ما أربك حسابات المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، الذي لم يقنع الجماهير بقدرته على تولي المهمة الفنية لفريق بحجم «بايرن»، وهو بات مهدّداً بالإقالة بعد الخسارة المدوّية امام اينتراخت فرانكفورت 1-5، في المرحلة 10 من الدوري.
وشدّد على أن «بايرن» يملك الشخصية التي قد تساعده على الاحتفاظ بلقب الـ«بوندسليغا» للموسم الثامن تواليا، والمزاحمة على لقب دوري الأبطال بفضل ضمه كوكبة من النجوم، فضلا عن التألق اللافت لماكينة الأهداف المهاجم روبرت ليفاندوفسكي هذا الموسم، حيث بات أول لاعب يسجل هدفاً على الأقل في أول 10 مباريات من الدوري، حاصداً 14 هدفاً حتى الآن.