بريك الحبيب:
- صحراء الكويت نقطة عبور لكثير من الطيور المهاجرة التي يبحث عنها الصقار
- قناصو الصّقور ينشغلون بالتّحضير والصيد من سبتمبر إلى نهاية ديسمبر
- صفقات بيع الصقور في الموسم الواحد تصل إلى 100 ألف دينار
- طير شيهانة بيع \ بـ 11 ألف دينار
في هذه الأيام التي تشهد ظاهرة هجرة الطيور باتجاه الشمال، استعد بريك الحبيب، كالكثيرين من هواة صيد الطيور، لموسم يرون فيه فرصة لكسب «الذهب»، إذا ما حالفهم الحظ باصطياد صقر، ولذلك جهّز بريك عدة الصيد المتمثلة في بعض طيور الحمام، وشباك تثبت على ظهرها، لتكون طعماً للصقور، في ظاهرة موروثة منذ مئات السنين، وخرج إلى البر تحيّنا لمرور الطيور.
وفيما تتناقص المساحات الخضراء في البر الذي تحول إلى أرض بيضاء، يحدو الصيادين في الكويت الأمل في موسم عبور الطيور، الذي يعتبر فرصة سانحة لكسب صفقة رابحة من دون عناء، للإمساك بصقر أو «شيهانة» عابرة لتكون وجه السعد له ببيعها في السوق بآلاف الدنانير. فهواية صيد الصقور من الهوايات المجزية مالياً، نظراً لارتفاع أسعار الصقور التي يصل الواحد منها إلى 10 آلاف دينار، في مقابل أنها لا تكلف إلا «شبكة» يضعها على ظهر حمامة ويربطها بخيط رفيع ثم يُطلقها بالبر وينتظر قدوم الصقر ويراقبها من بعيد، فعندما ينقض الصقر على الحمامة تشتبك مخالبه بالشبكة ولا يستطيع تخليص نفسه، بل يكون مشغولاً في أكلها، ثم يأتي الصقار مسرعاً ويمسك بالصقر ويتوجه به إلى السوق لبيعه.
«الصقار» بريك الحبيب قال لـ«الراي» إن «مهنة الصيد بالصقور تراث الآباء والأجداد منذ القدم، لذلك تجد لها حباً وإقبالاً كبيرين، من هذا الجيل واهتماماً وحرصاً على المحافظة عليها، رغم الصعوبات التي يواجهها الصقارون بسبب التصحر واختفاء المساحات الخضراء». وأشار إلى أن «صحراء الكويت نقطة عبور لكثير من الطيور المهاجرة التي يبحث عنها الصقار، مثل طائر الحبارى وطائر الكروان، لكن كثيراً من الصقارين يتجه لممارسة هوايته بالدول المجاورة لخصوبة أراضيها وتوافر الصيد بها».
وذكر البريك أن «قناصي الصّقور يبدأون بالتّحضير والتّوجه للصيد من شهر سبتمبر إلى نهاية ديسمبر، أي موسم هجرة الصّقور، حيث تهاجر الصّقور الحرة مثل القرناس من روسيا وتركيا وتركمستان إلى السّعودية والأردن وسورية، وتهاجر من أوروبا إلى مصر وليبيا والسّودان، ومن باكستان والهند وأفغانستان إلى الصّين ومنغوليا، ويستمرّ الصّياد في الصّيد إلى بداية موسم البرد، وفي هذه الرحلة يكون القنّاص مجهّزاً بالعدة والعتاد للرحلة التي تستغرق شهوراً حتى يصطاد الطّيور الثمينة والنّادرة، فهذا الأمر يتطلب الخبرة والدّراية بأنواع الصّقور الحرة التي قد يصطادها فهي ذكية لا يستهان بها».
وأكد أن «صفقات بيع الصقور في الموسم الواحد قد تصل إلى 100 ألف دينار، حيث تم بيع طير شيهانة قبل أيام بـ11 ألف دينار، وهناك صفقات بيع بشكل مستمر لتلك الطيور».
وأفاد أن «الصقر الحر من أغلى الطيور العابرة في الخليج العربي، مثل الفارسي والصافي والشامي وهذه مسميات أفخر أنواع طيور الحر وأغلاها ثمناً... والصقار يبحث عن المرابط المتميزة بالعناية للصقور في وقت الصيف، من حيث نظافة المكان وطرق الوقاية والعلاج، وكذلك الاهتمام بإطعام الصقر مما له الأثر الكبير عليه لتجديد ريشه بالوقت المناسب، وهذا ما يتمناه الصقار فأسعار المرابط تتراوح ما بين 200 الى 300 دينار في الشهر. كما تتوافر في الكويت مرابط الصقور بكثرة، حتى أصبحت مهنة تجارية».
وأشار إلى أن «أمراض الصقور تزايدت في السنوات الاخيرة، لسهولة انتقالها من طير إلى آخر، ما أدى لنفوق الكثير منها. أما قديماً فقد كان الصقارون يقومون بربط طيورهم الخاصة في منازلهم، لقلة عددها والعناية المباشرة بها، وكان ذلك سبباً رئيسياً بعدم تعرض الصقر للامراض طوال الموسم». وزاد «لم ينل الصقر ولا الصقار حقهما من اهتمام الدولة إلا في السنوات الاخيرة، بعد نشاط كثير من المهتمين بهذه الهواية والنشر بالإعلام».