قالت الممثلة المصرية نبيلة عبيد إن فكرة اعتزالها الفن غير واردة في قاموسها، مستبعدة في الوقت نفسه فكرة التبني للطفل، لأنه لديها 86 من الأعمال، اعتبرتها جميعها بمنزلة أبنائها.
عبيد، التي حظيت بحفاوة بالغة في مهرجان الإسكندرية السينمائي الأخير، أوضحت في حوار مع «الراي» أنها تمتلك رواية للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس بعنوان «هكذا تزوجا»، مُعبّرة عن توقها للعودة من خلالها إلى السينما، بعد تواريها عن خارطة الفن السابع قرابة 13 سنة.
وشددت على أن غيابها كان مقصوداً، وذلك بعد ظهورها المكثف في برنامج المواهب «نجمة العرب»، «فكان لا بد من وقفة، لمنح النفس فرصة للراحة والسفر».
وألمحت «نجمة مصر الأولى» إلى أن مشروعها بتجسيد حياة الإمبراطورة الإيرانية «الشهبانو فرح ديبا» زوجة شاه إيران الأسبق محمد رضا بهلوي، ذهب أدراج الرياح، لا سيما بعد وفاة مؤلف المسلسل الكاتب نبيل سيف.
? في البداية، نود التعرف على شعورك فور إبلاغك بأنه سيتم تكريمك في الدورة 35 لمهرجان الإسكندرية السينمائي، الذي اختتمت فعالياته قبل أيام قليلة؟
- بمجرد أن حدثني رئيس المهرجان الأمير أباظة عن تكريمي، وبأن الدورة الـ35 من المهرجان ستحمل اسمي، تملكني خوف ورهبة شديدين، وهذا نابع من احترامي لجمهوري الذي قدرني ومنحني لقب نجمة مصر الأولى، فلجأت إلى الله بقراءة القرآن، كي يزيل الخوف من قلبي ويكون بجانبي في يوم التكريم، وقد تكون الحالة التي انتابتني بعد علمي بالتكريم مصدر قوة لي في ما بعد، خصوصاً أنني لم ألتق الجمهور منذ عامين أو أكثر بقليل.
? وما سبب هذا الغياب الطويل الذي لم يتعوده الجمهور منك؟
- الحقيقة أن هذا الغياب كان مقصوداً، لأنني منذ عامين قدمت برنامج «نجمة العرب» لاكتشاف المواهب، وكنت أظهر أسبوعياً في التلفزيون، وخلال تلك الفترة ظهرت بكثرة، فكان لا بد من وقفة، حيث ابتعدت خلال العامين الماضيين ومنحت نفسي فرصة للراحة والسفر ومشاهدة الأفلام، وجاءت مفاجأة تكريمي من مهرجان الإسكندرية كفرصة جيدة للعودة والظهور مجدداً.
? من بين كل أفلامك اخترتِ فيلم «الراقصة والسياسي» ليعرض في تكريمك بالمهرجان، لماذا؟
- لأنه يشكل مرحلة مهمة في مشواري السينمائي، كما أن الجمهور اختاره بالإجماع، فلا تمر مناسبة إلا والناس يحدثونني عنه، لا سيما السيدات. حتى إنه توضع على مواقع التواصل الاجتماعي جملاً من حوارات تلك الشخصية، وتكون التعليقات على أحداث نعيشها الآن. أعتقد أن هذا نابع من حوار عبقري وواقعي كتبه المؤلف وحيد حامد، فمن ينسى توقعه للدولة الجديدة في فيلم «كشف المستور» وتولي الإخوان الحكم، فما توقعه حدث على أرض الواقع المصري.
? كنتِ من النجمات اللائي تسلمنَ راية البطولات النسائية. في رأيك لماذا اختفت البطولات النسائية في الجيل الحالي؟
- أعتقد أن المتطلبات في الوقت الحالي صارت مختلفة، كما أن الجمهور اختلف عن ذي قبل. ربما لأنني كنتُ أركز في اختياراتي على روايات إحسان عبدالقدوس، التي يغلب عليها الحديث عن قضايا المرأة. أما الآن، فالمؤلفون لا يكتبون للبطلة، بل إن كل تركيزهم ينصب على الرجال، في حين أصبحت النجمات منشغلات، إما في تقديم البرامج وإما في الإعلانات.
? قدمتِ دور المرأة بمختلف مستوياتها وظروفها في أفلامك، فما الشخصية الأقرب إلى قلبك؟
- كل شخصية جسدتها هي بالتأكيد قريبة إلى قلبي لأنها من اختياري، لكنني أتوقف عند شخصية المعاقة ذهنياً في فيلم «توت توت»، وأتذكر أنه عندما قام المؤلف عصام الشماع بعرض فكرة الفيلم عليّ، تعجّب المنتج إبراهيم شوقي من موافقتي عليها، ولكنني شعرت بأنه من الممكن أن أقدم من خلالها دوراً مُغايراً، وهو ما اعتبرته تحدياً بالنسبة إليّ. فمثلاً، الفنان محمود ياسين قدم شخصية الأخرس، وكذلك فعل الفنان نور الشريف، ولكن لكل منهما طريقته المختلفة في الأداء، وكلاهما نجح في تأدية هذه الشخصية.
? شخصية الراقصة كانت حاضرة بقوة في أفلامك «الراقصة والطبال» و«الراقصة والسياسي» و«أبناء وقتلة» و«سمارة الأمير»... فما سر التكرار في تقديمك لهذه الشخصية؟
- كل دور له ظروفه المختلفة والقضية التي يتناولها. والحمد لله أن هذه الأدوار لاقت استحسان الجمهور، فهذه الشخصيات مكتوبة بحرفية شديدة والجمهور لم يشعر بتكرارها، ولهذا تجدون أن شخصية الراقصة «سونيا سليم» تختلف عن شخصية «مباهج»، وإلى جانب حبي لهذه الشخصيات فأنا أحب الرقص كثيراً.
? من هو المخرج الذي تشعرين بـ«كيمياء فنية» في التعاون معه؟
- كل مخرج تعاونت معه في مشواري كان بيننا احترام متبادل وكيمياء معينة. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، المخرج علي عبدالخالق الذي قدمت معه 5 أفلام، بالإضافة إلى تعاوني مع المخرج أشرف فهمي في 3 أفلام.
? ولماذا لم تعاودي تجربة الإنتاج؟
- لأن الإنتاج «له ناسه»، الذين يفهمون في تفاصيله، لكنني أراه بعيداً عني.
? بعد 13 عاماً من الغياب عن السينما، ألم يشدك الحنين إليها؟
- بكل تأكيد. اشتقت إليها ولم أكن أتخيل أن كل هذه الفترة مرّت بسرعة، فأنا لم أشارك في أي عمل سينمائي منذ أن قدمت فيلم «مفيش غير كدا»، وأتمنى أن أجد الفيلم الذي يعيدني للفن السابع ويضيف إلى تاريخي.
? وهل من روايات توّدين العودة بها إلى شاشة السينما؟
- نعم، لقد اشتريت رواية للكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس بعنوان «هكذا تزوجا»، وأتمنى أن تبصر النور قريباً.
? كان لديكِ مشروع لتجسيد حياة الإمبراطورة الإيرانية «الشهبانو فرح ديبا» زوجة شاه إيران الأسبق محمد رضا بهلوي. فمتى سيدخل حيز التنفيذ؟
- للأسف، توقف كل شيء بعد وفاة كاتب المسلسل نبيل سيف، الذي كان لديه كل خيوط العمل، مع العلم أن الموضوع كان يجذبني بقوة.
? سبق وأعلنتِ عن رغبتك في تبني طفل، فهل اتخذتِ قراراً بهذا الخصوص؟
- بصراحة، ألغيت هذه الفكرة تماماً من بالي، فكل من حولي ينادونني بـ«ماما»، حتى المعجبات والمعجبين. كما أعتبر نفسي محظوظة لأنه لديّ 86 فيلماً أعتبرها بمنزلة أبنائي.
? لماذا أنتِ بعيدة عن «السوشيال ميديا»؟
- لأنني ما زلت «بليدة» في التعامل معها، باستثناء «إنستغرام» الذي أضع من خلاله صوراً أحبها من أعمالي. على كلٍ «السوشيال ميديا» أصبحت مليئة بالمشاكل.
? لماذا يربط الجمهور دائماً بين غياب الفنان واعتزاله، وهل قرار اعتزالك وارد؟
- كلمة الاعتزال غير واردة في قاموسي، فأنا أعطيت الشيء الكثير من عمري ومن حياتي للفن. أما الغياب، قد يكون إجبارياً في وقت من الأوقات، لأني أحترم جمهوري، فإذا لم أجد الموضوع المهم الذي يجعل الجمهور يحترم ظهوري، فليس هناك داعٍ للتواجد، وفي المقابل أنا لست غائبة، بل أشارك في مناسبات فنية كثيرة. كما أنني كُرمت أخيراً في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وأعتبر هذا التكريم بداية للعودة إلى الفن، وإن شاء الله يكون هناك عمل مهم أعود من خلاله.
? هل خطر في بالك فكرة حول إقامة معرض لمقتنياتك الخاصة وملابسك في الأفلام؟
- لا، لم أفكر في هذا الأمر من قبل، لكنني خصصت في منزلي غرفة وضعت فيها الجوائز التي حصلت عليها في مشواري، إلى جانب صوري وملابس أهم أفلامي، إلى حد أنه من يدخل هذه الغرفة يشعر بأنه في «متحف نبيلة عبيد».
? ما رأيك في أن يصنف الفنان نفسه كـ«رقم 1» على الساحة الفنية؟
- طالما أن الجمهور «بيحبه»، والمنتجون يتهافتون عليه وأعماله تحقق النجاح، فمن حقه أن يقول عن نفسه أنه رقم (1) وكل واحد حر في رأيه.