وجع الحروف

الكذب... والأعراف الاجتماعية!

1 يناير 1970 01:45 ص

نتابع إعلاماً كاذباً? حسابات وهمية? مصالح متبادلة «من تحت الشليل ـ تحت الطاولة»? عنصرية? محسوبية? محاصصة... وأضحت عرفاً متبعاً نتج عنه تيه اجتماعي? مؤسساتي? إعلامي وثقافي.
يعني الحديث عن التنمية والتطوير وتقدير الكفاءات وتطبيق القانون بحذافيره، هو حسب الأعراف الاجتماعية الجديدة يصنف بـ«الكذب» أو«ضحك على الذقون»!
نتحدث وغيرنا عن الوضع المالي الجيد المتين? ومصير المليارات المدفوعة? ضرورة تنويع مصادر الدخل? والسرقات المقننة ويأتي مَنْ يقول: إننا نعاني من عجز مالي... و«أنتم شتبون»؟
تعلمون أن الكفاءات لا تحصل على فرصتها لأنها ببساطة لم تجد مَنْ يزكيها عند أصحاب القرار من جهة وأنها مستبعدة، لأنها تبحث في المشاكل التي نعاني منها وتعرض الحلول.
أصبحنا تجاريين حتى في ممارستنا للديموقراطية ومن يظن أننا نطبق التنمية المستدامة فهو واهم، فما نراه غير متصل بجوهر احتياجات العيش الكريم من تعليم وصحة ومستوى معيشي وخلافه في دولة غنية كدولة الكويت.
عندما يتقدم الصفوف قيادات وصلت عبر البراشوت المتعددة الأنواع والسُبل? وتتحدث عن مشاريع وتغيير وتطوير، أتذكر على الفور قول عمرو بن العاص لمسيلمة: «والله إنك تعلم أنك كاذب? وتعلم أني أعلم أنك كاذب»، مع خالص احترامي لشخوصهم.
أما قاعدة الناخبين فنجدها مع قرب أي انتخابات جديدة تسرف في الحديث عن التغيير إلى الأفضل، في حين الواقع يقول إن الاختيار يذهب لمَنْ يسدي لهم خدمة أو يكرمهم بتأشيرة لا مانع، أو أي مصلحة دنيوية هي في الأساس حق للناخب ناهيك عن اتباع منهج «الأقربون أولى بالصوت».
أين العقلاء والحكماء من أصحاب القرار... ؟
لماذا لا تختارون من هم أهل لقيادة مؤسساتنا وإدارة شؤوننا وفق معايير اختيار سليمة وتطبقون الدستور كما نص عليه المشرع الكويتي؟
ألا يكفيكم ما تتابعون في التحصيل العلمي لفلذات أكبادكم? والتشخيص الطبي غير السليم في أغلبه? ألا يكفيكم ما تقرأون من مؤشرات عالمية تحدد ترتيب الكويت بين دول العالم في مختلف المجالات؟
الزبدة:
الإصلاح يبدأ من اختيار كادر استشاري على قدر من الخبرة والمعرفة وحسن السيرة والسلوك: من يصدقكم القول يا حضرات السادة أصحاب القرار، فوظيفة مستشار ليست ترضية؟ إن مهمة المستشار هي التي تحدد خارطة التغيير.
قد يقول قائل: «شالحل... الوضع صعب تغييره»، ولهؤلاء نذكر قول الإمام علي رضي الله عنه: «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه».
المراد? نحتاج إلى رجل رشيد يحرص على تطبيق الدستور واختيار الكفاءات، ورجال ونساء من قاعدة الناخبين تؤشر في ورقة الاقتراع لمَنْ نستطيع تسميته «رجل دولة»... مرشح يمتلك المتطلبات المفروض توافرها من إلمام بجوانب التشريع والرقابة ويملك المعرفة? الثقافة? مفوّه يستطيع التعبير عن نفسه وحسن سيرة وسلوك... الله المستعان.


[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi