الحريري: مهلة 72 ساعة للاتفاق على مخرج للأزمة الاقتصادية

1 يناير 1970 04:14 م

منح رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأفرقاء السياسيين في لبنان مهلة 72 ساعة للاتفاق على مخرج للأزمة التي تمر بها البلاد.

وقال الحريري في كلمة ألقاها مساء اليوم وتوجه بها الى اللبنانيين بالقول: أشعر بوجعكم وأنا مع كل تحرك سلمي للتعبير عنه.

وأشار الى اننا اتفقنا مع كل الشركاء بالوطن على الإصلاحات، موضحا أن الإصلاحات ليس معناها فرض ضرائب.

وتطرق الحريري الى ما واجهه منذ فترة تكليفه بتشكيل الحكومة لافتا الى انه  واجه مماطلات وعقبات كثيرة منذ 3 سنوات، ومضيفا:  كلما عملنا على مشروع وأنجزناه هناك من يقول «ما بيمشي».. حتى التعيينات هناك من يوقفها.

وتابع: الجميع يعلم أنني قبلت بالتسوية السياسية وقررت أن أقلب الطاولة على نفسي لأحافظ على البلد.. لكن ما حصل أمس جعلني أنظر للأمور نظرة أخرى. 

قتل شخص وجرح 7 آخرين في حادثة إطلاق نار من قبل عناصر مواكبة لأحد السياسيين في مدينة طرابلس شمال لبنان، وفق ما ذكرت وسائل إعلام لبنانية. 

باسيل: البديل عن الحكومة الحالية قد يكون الفوضى.. والآتي أعظم إن لم يتم الاستدراك

قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في كلمة ألقاها من القصر الرئاسي في بعبدا اليوم إن لبنان بحاجة إلى صدمة وقلت سابقا إن الرصيد المالي المتوفر غير كاف، وأضاف تعليقاً على المظاهرات الجارية في البلاد إن ما يحصل كان متوقعاً والآتي أعظم إن لم يتم الاستدراك، ونحن أمام خيارين الانهيار الكبير أو الإنقاذ الجريء.
وإذ دعا أنصار التيار السياسي الذي يمثله إلى عدم الانجرار وراء تحركات مشبوهة، اتهم باسيل أطرافا بمحاولة إسقاط رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان عبر استغلال مطالب عادلة.

محتجون على طريق القصر الرئاسي: الشعب يريد إسقاط النظام
من جهة ثانية، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إن أعدادا من المحتجين وصلوا على دراجات نارية على طريق القصر الجمهوري في بعبدا وأخذوا يرددون هتافات: «الشعب يريد إسقاط النظام».

 رؤساء حكومات سابقين: نرفض تحميل الحريري مسؤولية الأزمات
ومن ناحية أخرى، أكد رؤساء حكومات سابقين في لبنان أن البلد دخل منعطفا دقيقا في ظل أزمة سياسية تلوح في الأفق بالتزامن مع غضب شعبي نتفهمه، نتيجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي يعيشها الوطن واللبنانيون. وكان لافتا ان ما يجري سبقته مواقف تصعيدية لأفرقاء كانوا ولا يزالون مشاركين أساسيين في السلطة منذ وقت طويل، هولاء هم من رفع سقف المواجهة بالتحريض المباشر على "قلب الطاولة" على الجميع.
وأضاف الرؤساء نجيب ميقاتي فؤاد السنيورة وتمام سلام في بيان: "في هذه الأجواء بات واضحا أن هناك محاولات من قبل البعض للتنصل من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع والبحث عن حلول للأزمات الراهنة، ووضع المسألة كلها على عاتق رئيس الحكومة. وهذا التوجه يتزامن مع نهج متكرر لفرض تجاوزات دستورية تستهدف بالدرجة الأولى مقام رئاسة الحكومة ودور رئيس الحكومة ومجلس الوزراء مجتمعا".
وتابعوا: "إننا، من موقعنا الوطني والسياسي كرؤساء سابقين للحكومة نعلن الآتي:
أولا: التفهم المطلق للتحرك الشعبي الذي يعبّر عن صرخة وجع من الأزمات الخانقة التي يشهدها لبنان، ودعوة جميع المواطنين الى الحفاظ على سلمية التحرك وعدم الانجرار في انفعالات تسيء الى الشعارات النبيلة التي يعبرون عنها.
ثانيا: مناشدة جميع القيادات السياسية وعي دقة الوضع وعدم إطلاق المواقف التصعيدية والانفعالية التي لا طائل منها، والتعاون على كلمة سواء لمعالجة الأزمات الراهنة وملاقاة المواطنين الموجوعين بمعيشتهم وحياتهم وقوتهم.
ثالثا: التضامن الكامل مع دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في هذه المحنة، والوقوف الى جانبه في ما يقرره للخروج من الأزمة الراهنة، ورفض أي محاولة لاستفراده عبر تحميله مسؤولية الأزمات كلها وعدم إيجاد الحلول لها".
وقال رؤساء الحكومات السابقين: "صحيح ان دولة رئيس مجلس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية إلا أن مشاركة غالبية الأطراف في الحكومة، تفرض عليها أدبيا وسياسيا ووطنيا المشاركة في البحث عن حل. كما يجب العودة الى أحكام الدستور لجهة الصلاحيات والمهام، وعدم القفز فوقها لفرض نهج وأحجام سياسية لا تتلاءم مع الدستور وروحيته، وتشكل تعديا صارخا عليها".
وختموا بالقول إن "أفق الحل ليس مقفلا فليتعاون الجميع على ملاقاة صرخة الناس المحقة بخطوات تنفيذية سريعة تمهيدا لاستكمال البحث في ما يجب القيام به".

 إلغاء جلسة مجلس الوزراء
وكانت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن قالت في وقت سابق اليوم إن رئيس الوزراء سعد الحريري ألغى اجتماع الحكومة المقرر اليوم، وفق ما نقلت عنها قناة المنار اللبنانية.
وقبل ذلك، كشفت مصادر مطّلعة أن الحريري يتجه لإلغاء جلسة مجلس الوزراء اليوم على أن يوجه رسالة الى اللبنانيين بعد الظهر.

إغلاق طرق وحرق إطارات
أما ميدانيا، فقد أغلق محتجون في أنحاء لبنان الطرق مستخدمين إطارات مشتعلة اليوم ونظموا مسيرة في بيروت في ثاني يوم من احتجاجات مناهضة للحكومة على خلفية أزمة اقتصادية عميقة.
وتجمع الآلاف أمام مقر الحكومة في وسط بيروت مساء أمس في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام مما أجبر مجلس الوزراء على التراجع عن خطط فرض رسوم جديدة على المكالمات الصوتية عبر تطبيق (واتساب).
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على بعض المحتجين بينما وقعت اشتباكات في الساعات المبكرة من اليوم.
وتصاعد الدخان من الحرائق التي كانت مشتعلة في شوارع وسط بيروت صباح اليوم. وتناثرت قطع من الزجاج على الأرصفة بعد تهشم عدة واجهات متاجر ومُزقت اللوحات الإعلانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام إن محتجين أغلقوا الطرق في الشمال والجنوب ووادي البقاع ومناطق أخرى. وأغلقت المدارس بموجب تعليمات من الحكومة.
وقال محتج في بلدة جعيتا «نحن شعب واحد متحد ضد الحكومة ونريد إسقاطها».

سندات لبنان الدولارية تنخفض
انخفضت سندات لبنان السيادية الدولارية 1.9 سنت اليوم بعد أن استمرت أكبر احتجاجات منذ سنوات لليوم الثاني في أنحاء الدولة التي تعاني من أزمة اقتصادية.
وتكبدت سندات استحقاق 2025 أكبر انخفاض في شهرين لتتراجع إلى 67.09 سنت للدولار، وفقا لبيانات تريدويب.