«الأزرق» مُطالب باستعادة الهيبة في مواجهة الأردن ضمن التصفيات المشتركة اليوم

يبيلها... «عناد»

1 يناير 1970 11:01 م

يجد منتخب الكويت لكرة القدم نفسه مدعواً لاختبار مهم للغاية عندما يحل ضيفاً على نظيره الأردني، على استاد عمان الدولي، مساء اليوم، ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية للتصفيات المشتركة لكأس العالم 2022 في قطر وكأس آسيا 2023 في الصين، والتي تشهد لقاء آخر بين أستراليا وضيفتها نيبال.
وتدخل الكويت المباراة، متصدرة بثلاث نقاط من مباراتين، بفارق الأهداف عن أستراليا (مباراة واحدة) والأردن (مباراة واحدة) ونيبال (مباراتين)، فيما تتذيل تايوان بلا نقاط.
وافتتح «الأزرق» مشواره بتحقيق فوز عريض على ضيفه النيبالي 7-1 لكنه عاد ليسقط على أرضه أيضاً أمام أستراليا بثلاثية نظيفة تسببت في إقالة المدرب الكرواتي روميو يوزاك ليتم تكليف أحد مساعديه، ثامر عناد، بقيادة المنتخب، بصفة موقتة، ابتداء من مباراة اليوم، وانتدب كل من مساعد المدرب الكرواتي «بوجو»، واختصاصي اللياقة البدنية والأحمال التونسي خليل الجبابلي، ومدرب الحراس سمير دشتي للعمل في الجهاز.
وطلب عناد اجراء تعديلات على برنامج الاعداد ليبدأ 7 أيام قبل الموعد المحدد، ما حدا باتحاد اللعبة إلى تأجيل «دوري فيفا» الممتاز، وترتيب معسكر قصير للمنتخب في العاصمة الأردنية.
كما اجرى المدرب الجديد تغييرات على القائمة شملت استدعاء لاعبين جدد مثل مدافع السالمية مساعد طراد ولاعب وسط «الكويت» عبدالله البريكي، وزميله الظهير الشاب مشاري غنام الذي لم تتضح الصورة حول قانونية مشاركته بعدما تقدم الاتحاد المحلي بطلب استيضاح بهذا الشأن إلى نظيره القاري.
في المقابل، خلت القائمة من أسماء شاركت في الجولتين الماضيتين من التصفيات كلاعبي «الأصفر» عبدالله ماوي وخالد إبراهيم ومحمد خالد، ومدافع «الأبيض» سامي الصانع، ولاعب العربي علي خلف.
ولاحقاً، تم استدعاء لاعب القادسية الشاب عيد الرشيدي الذي كان ضمن القائمة الرسمية في المباراتين السابقتين أمام نيبال وأستراليا، بدلاً من مهاجم العربي فيصل عجب الذي أثبتت الفحوصات والأشعة، أول من أمس، تعرضه لاصابة تحتاج الى فترة من العلاج والتأهيل.
وحرص عناد على الاحتفاظ بعناصر «الخبرة»، وفي مقدمها القائد بدر المطوع (171 مبارة دولية)، وفهد الأنصاري الذي كان خارج حسابات المدرب السابق، والبريكي، ويوسف ناصر.
ووضح انه سيعتمد عليهم بصورة كبيرة في المباراة للاستفادة من تجاربهم السابقة في التعامل مع مثل هذه المباريات التي تكتنفها ضغوط جماهيرية ونفسية.
ويدرك الجهاز الفني أهمية احتواء المنافس الذي سيدخل المباراة بهدف واضح وهو تحقيق الفوز وعدم التفريط بميزة اللعب على أرضه وبين جماهيره، فضلاً عن ان إلحاق الخسارة بـ«الأزرق» كفيل بإبعاد الأخير بصورة كبيرة عن صراع المركزين الأول والثاني في المجموعة.
وينص نظام التصفيات على تأهل المنتخبات الثمانية المتصدرة للمجموعات، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حلت في المركز الثاني، إلى كأس آسيا مباشرة وكذلك إلى المرحلة الأخيرة (الدور الثالث) من تصفيات كأس العالم حيث سيكون الصراع على أربع بطاقات مؤكدة وواحدة متاحة للتأهل الى «قطر 2022»، فضلاً عن الدولة المضيفة.
أما أحسن 24 منتخباً تالياً، فستتنافس في تصفيات لاستكمال بقية مقاعد كأس آسيا التي تقام للمرة الثانية بمشاركة 24 فريقاً.
من جهته، خاض منتخب الأردن بقيادة المدرب البلجيكي فيتال بوركلمانز مباراة واحدة ضمن الجولة الأولى تغلب فيها على مضيفه التايواني 2-1، قبل أن يركن الى الراحة في الجولة التالية.
ويرزح بوركلمانز تحت ضغوط اعلامية وجماهيرية بدأت مع الفوز الصعب في مستهل مشوار التصفيات على تايوان، ثم الخسارة ودياً أمام البارغواي 2-4 في عمّان بعد التقدم بهدفين نظيفين، قبل أن تتزايد حدّتها وتظهر أصوات تطالب بإقالته بعد التعادل المخيب مع سنغافورة ودياً في عمّان مع العلم ان «النشامى» خاضوا اللقاء من دون اللاعبين المحترفين في الخارج.
واكتملت صفوف الفريق في التدريبات أخيراً بانتظام بقية «محترفي الخارج»، الحارس عامر شفيع «الفيحاء السعودي»، بهاء عبدالرحمن «أحد السعودي» وموسى التعمري «أبويل القبرصي»، والذين لحقوا بأنس بني ياسين «فولاذ الايراني» وياسين البخيت «اتحاد كلباء الاماراتي»، فيما تم استبعاد كل من الحارس أحمد عبدالستار ولاعب السيلية القطري محمد ابو زريق للاصابة، ومهاجم الوحدات حمزة الدردور لأسباب فنية.
يقود المباراة طاقم تحكيم ياباني مكوّن من ساتو روجي للساحة، ميهارا جون وياموشي هيروشي مساعدين، وياماموتو يودي حكماً رابعاً، فيما يراقبها ادارياً الصيني دونغ زهينغ، وتحكيمياً البحريني جاسم محمود.

«مغامرة... وقبلتُها»

يخوض المدرب ثامر عناد «مغامرة» الإشراف على منتخب الكويت ضد الأردن، مؤكدا في حديث لوكالة «فرانس برس»، جهوزيته للإمساك بدفة القيادة مهما كانت الصعوبات.
ويستعد «الأزرق» لخوض مباراة شبه مصيرية في عمّان، يقاربها عناد من زاوية أنه معني بها أكثر من غيره، انطلاقاً من انها واجب وطني بحت.
وكلف ابن الـ49 عاما، في سبتمبر الماضي، الإشراف على المنتخب خلفا للكرواتي روميو يوزاك، بعد إعفاء الأخير اثر الخسارة أمام أستراليا بثلاثية في الجولة الثانية.
وتدخل الكويت المباراة ضمن المجموعة الثانية، متصدرة بثلاث نقاط من مباراتين، بفارق الأهداف عن أستراليا (مباراة واحدة) والأردن (مباراة واحدة) ونيبال (مباراتين)، فيما تتذيل تايوان بلا نقاط.
يدرك عناد بأن المهمة ستكون الأكثر أهمية في مسيرته: «عندما تتبلغ بأنك ستكون مدرب منتخب بلادك، تشعر بالسعادة والتفاؤل. لكن، في ضوء الامكانيات المتوافرة والدعم والظروف، يمكن القول ان التجربة تعتبر مغامرة بالنسبة لي».
وتابع: «أقول دائما إن المدرب الذي لا يغامر، لا ينجح. المدرب الذي لا يخسر لن ينجح. كان شعوري شعور أي مدرب يلبي نداء وطنه في ظروف صعبة. شعور طيب وباب يفتح للمدربين الوطنيين».
ويسعى عناد الى «تسجيل انطلاقة ايجابية تتمثل في انتزاع النقاط الثلاث لكني أرى بأن العودة بنقطة من خارج ملعبك بعد الخسارة أمام استراليا، ستكون مرضية نوعا ما، ومن شأنها تعزيز موقفنا في سباق التأهل. يبقى الهدف الأول لدى اللاعبين والجهازين الفني والاداري والاتحاد النقاط الثلاث، ونحن قادرون على تحقيق ذلك».
وقبل انتقال المنتخب الى الأردن، رأى عناد أن «الحظوظ متساوية»، معتبرا أن منتخب النشامى «محترم، وفرض احترامه في كأس آسيا (في الإمارات مطلع 2019). هو فريق قوي لكني أثق بلاعبي منتخب الكويت وأفتخر بكوني مدربهم. التدريبات الأخيرة تجعلني متفائلاً، المهمة صعبة وليست مستحيلة».
يُنظَر في الكويت الى المباراة على أنها خشبة خلاص رغم أن نتيجتها لن تحسم مصير المجموعة، لكنها ستعطي مؤشرا على قدرة «الأزرق» بطل آسيا 1980، على العودة للعب الأدوار الأولى في المنطقة بعد إيقاف حرم المنتخب والأندية المشاركات الخارجية لنحو 3 أعوام.
ويؤكد عناد أن «هدف اللاعبين والجهاز الفني يتمثل ببلوغ النقطة الأعلى أي الدور الثالث من تصفيات مونديال 2022. وفي حال لم تخدمنا الظروف، فالهدف البديل سيكون بلوغ كأس آسيا 2023».
وبعد بداية قوية تمثلت في الفوز على نيبال بسباعية، عاد منتخب الكويت ليسقط على أرضه أمام أستراليا، ما تسبب بإحباط جماهيري وإقالة يوزاك الذي تولى مهامهم في يوليو 2018.
في الأسابيع الماضية، عمل عناد وجهازه على تجاوز خيبة مباراة أستراليا، ويوضح: «رفع المعنويات يحتاج لاعبي خبرة، ونحن نملك هذه النوعية. لدينا القائد بدر المطوع، فهد الأنصاري، فهد الهاجري، يوسف ناصر وحسين الموسوي. كل هؤلاء مروا في ظروف مماثلة لما نعيشه راهنا، ونجحوا في تجاوزها».
يتابع: «الهزيمة باتت خلف اللاعبين، وتركيزهم منصب على مواجهة الأردن».
وكانت خيارات يوزاك لاقت انتقادات واسعة، لجهة عدم الزج بالمطوع وناصر والانصاري أساسيين أمام أستراليا.
يعلق عناد على تلك الخيارات: «عندما تعمل مع مدرب مثل الدكتور يوزاك، فإن الفائدة تكون كلية. هناك قاعدة، عند الخسارة يتحمل الجميع المسؤولية. وعند الفوز، يحظى الكل بالإشادة».
يضيف: «كان ليوزاك فكر معين أو خطة معينة لأستراليا. ربما حدثت أخطاء في الملعب لم تكن في باله. هو من المدربين الكبار واستفدت منه شخصيا. ليست المشكلة ان كنتُ موافقا على تشكيلته. من الممكن أن يكون لاعب أو أكثر داخل الملعب في غير يومهم. أي انسان قد يخطئ. هذا عمل، والعمل يحتمل الخطأ».
يعي عناد أهمية المنصب الذي تولاه وإنْ بقي مقتصرا على مباراة الأردن، ويرى اختياره «نوعا من التقدير للمدرب الوطني القادر على العطاء متى ما توافرت له كل الامكانيات».
سبق لعناد أن مثل منتخب الكويت، قبل أن يدخل عالم التدريب ليشرف على فريقي الصليبخات والجهراء.
لا يخشى مصيره بعد مباراة اليوم، فـ«مهما كانت النتيجة، أنا مستمر مع المنتخب، كمدرب أو ضمن الطاقم الفني أو حتى من خارجه»، مضيفا: «لا أتطلع الى مصيري الشخصي. تركيزي منصب على المباراة. فزت، تعادلت او خسرت، أبقى مدرباً يتقبل قرارات الاتحاد برحابة صدر».
وختم: «هذه مغامرة، وأنا قبلتها».

«الأولى»

تعتبر مواجهة منتخبي الكويت والأردن، الأولى التي تجمع بينهما ضمن تصفيات كأس العالم، رغم انهما التقيا في 26 مباراة رسمية وودية خلال 56 عاماً.
وتواجه المنتخبان 6 مرات ضمن بطولة كأس العرب، و3 في التصفيات الأولمبية، ومرتين في كل من تصفيات كأس آسيا وبطولة غرب آسيا، ومرة واحدة في نهائيات كأس آسيا، بالاضافة إلى 10 مباريات ودية.
وفي المجموع، حقق «الأزرق» الفوز 13 مرة، مقابل 5 لمنافسه، وتعادل المنتخبان في 8 مباريات.
ويعتبر نجم ستينات القرن الماضي، عبدالرحمن الدولة أكثر من سجل للكويت في مباريات الفريقين بـ10 أهداف، يليه مهاجم المنتخب الحالي يوسف ناصر (4).
أردنياً، يعتبر حسن عبدالفتاح أكثر من سجل في مرمى الكويت بـ4 أهداف.

احترام المنافس

أكد لاعب الوسط فهد الانصاري على أن المواجهة ستكون قوية ولن تخلو من الصعوبة، وقال: «نتمنى أن نقدم مباراة تليق بمستوى المنتخبين الشقيقين، اللاعب الكويتي معتاد على الضغط الجماهيري، لدينا الخبرة في التعامل مع مثل هذه الظروف».
وأبدى الانصاري احترامه لقدرات المنتخب الأردني الذي يمتاز بالقوة ويمتلك محترفين على مستوى مميز، خصوصاً عندما يلعب على أرضه وبين جماهيره.
وينتظر أن يعود الأنصاري أساسياً إلى التشكيلة بعدما حيّده عنها المدرب السابق الكرواتي روميو يوزاك في أول مباراتين من التصفيات، بعد استبعاده عن بطولة غرب آسيا في العراق.

مطالبة
بـ «الدعم»

شدّد المدير الفني لمنتخب «النشامى»، البلجيكي فيتال بوركلمانز، أن استمراره في منصبه على رأس الجهاز الفني لن يكون مرتبطاً بمباراة الكويت، التي يتمنى من خلالها تحقيق نتيجة إيجابية.
وأكد في المؤتمر الصحافي للمباراة، استعداد فريقه للمواجهة، وقال: «تحضرنا جيداً لهذه المباراة، انا أؤمن بقدرات اللاعبين واعلم ما الذي سيقومون به».وناشد الجماهير الأردنية بمؤازرة، وطالبها بالابتعاد عن الأمور التي تؤثر بالسلب على اللاعبين داخل الملعب.
أما الحارس المخضرم عامر شفيع، فأبدى احتراماً لـ«الأزرق» واصفاً اياه بـ«المنتخب القوي»، مضيفاً: «لكننا نمتلك الروح والارادة لإسعاد الجماهير وتقديم أداء يليق بسمعة الكرة الاردنية».
وأكد أن المنتخب سيخوض المباراة المهمة بعزيمة عالية.