وجع الحروف

... قد تغرق!

1 يناير 1970 01:45 ص

يقول الخبر: «مدينة صباح الأحمد قد تغرق مجدداً»... لماذا؟ لأن ديوان المحاسبة رفض ترسية ممارسة خاصة بمعالجة مشكلة تجمع المياه، كون وزارة الأشغال لم تلتزم بشرط المناقصات لطرحها (الراي عدد الخميس الماضي).
هذا مثال بسيط جداً يعكس ما نعانيه، وعندما ندلل على إن المشاكل في الكويت لا تتعدى أسباب وقوعها واستمرارها سبب سوء الإدارة وهو من شقين: ضعف أنظمة رقابية وبروتوكولات عمل? وتيه قيادي سببه سوء اختيارنا للقيادات.
في مناسبة اجتماعية? عرفني أحد القياديين بشخصية كويتية بقوله: «الدكتور تركي العازمي? كاتب وناشط... كله معترض ويشتكي»: بربكم وبعد هذا الخبر وما سأعرضه... هل نحن ملامون؟
جميع المؤشرات الدولية تقول إن ترتيب الكويت متأخر ونخص التعليم? الصحة? تنفيذ المشاريع والتنافسية والشفافية: فهل يجوز نعتنا بمعترض ويتشكى!
لو عدنا إلى الوراء ولنقل العشرين سنة الماضية، وبحثنا في كل ما يكتبه الدكتور تركي العازمي وغيره، عن المشاكل التي نواجهها فماذا نستخلص منها؟
بالنسبة لي شخصياً? في الغالب أعرض المشكلة وأقترح الحلول، وقد تقدمت باقتراح بقانون لإنشاء الهيئة العامة للقياديين، وتحدثت عن رؤية الكويت وأركز على جانب الإدارة الإستراتيجية والقيادة الأخلاقية بحكم التخصص والخبرة.
نمتدح النماذج الطيبة وهم قلة مع الأسف? وننتقد و«يزعلون» البعض: «شنسوي... نسكت»!
في المجتمعات المتحضرة? تصرف مئات الملايين على الاستشارات والبحث العلمي، ونحن هنا نقدم الاستشارة ونتائج بحوث علمية بتوصياتها وبالمجان... وفوق هذا ظلت مشاكلنا عالقة.
مدينة صباح الأحمد ليست الوحيدة التي يعتقد أنها ستغرق لسبب إداري صرف? هناك مناطق غرقت و«هرمت» خدماتها تعليمياً وصحياً.
كنت وما زلت أقترح تغيير معظم القياديين? وتغيير المستشارين حول أصحاب القرار لأنه من غير المقبول منطقياً في ظل تدهور الأوضاع بسببهم أن نبقيهم في أماكنهم.
تريدون ترضية شخص أو مجموعة لسبب أو لآخر... لا بأس من ذلك ومنحهم الامتيازات والمكافآت لكن أبعدوهم عن إدارة مؤسساتنا، ولا تأخذوا بتوصياتهم وليكن لدينا كادر استشاري محترف، وقياديون على قدر من المسؤولية.
الزبدة:
نعم نعترض بأدب ولا خصومة لدينا مع أي فرد، ومصلحة الوطن وتحسين أداء مؤسساته هو جل اهتمامنا.
نستعد للعام الدراسي بالمكيفات والبرادات وافتتاح المباني، ولم نستعد لجودة المناهج ومستوى التحصيل العلمي!
نستعد لفتح مراكز صحية ومستشفيات، ولم نستعد لتجهيزها بكوادر طبية وتمريضية وفنية على مستوى عال من الاحترافية في التشخيص والعلاج.
نستعد لموسم الأمطار ولم نستعد لتصحيح الأخطاء في مجارير صرف مياه الأمطار والصرف الصحي في صباح الأحمد وباقي المناطق.
نستعد لتنفيذ الطرق وتقاطعاتها بشكل بطيء، ونتناسى الدائري السادس والسابع والطرق الداخلية.
سهل أن تقول إننا مستعدون وعملنا ونفذنا? لكن يبقى الحكم لنا نحن على حسب مشاهدات الواقع المؤلم... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi