قبل الجراحة

متى نتغير....؟

1 يناير 1970 04:44 م

الأمور تتغير ومزاج الإنسان أيضا قد يتغير ورغباته ممكن أن تتغير... وما كان في الأمس يعد من الأخطاء، ممكن أن يصبح في الغد من الأمور التي ينصح بفعلها.
في الأمس القريب، عندما ظهر طبق استقبال القنوات الفضائية... ظهر معه من حرم استخدامه... حتى ان أحد المشايخ - أطال الله في عمره - قال في خطبته الشهيرة: «إذا ذهبت لتخطب لابنك ولاحظت أن بيتهم فيه طبق لاستقبال القنوات الفضائية... فلا تدخل البيت ولا تخطب ابنتهم... وما هي إلا فترة زمنية أصبح بعدها هذا الشيخ في الصفوف الأمامية للقنوات الفضائية... وأصبحت الدعوة في القنوات الفضائية هي السائدة.
ظهر الهاتف النقال... ثم جاء بعده هاتف به كاميرا للتصوير... ظهر لنا بعض أعضاء مجلسنا الموقر من نادى بمنع دخول الهاتف الذي به كاميرا... لأن الكاميرا في الهاتف تشيع المفاسد بين الناس... لقد طالبوا بقانون لمنع الهاتف الذي به كاميرا... ثم تسابقوا على اقتنائه....!
ثم جاء البلوتوث... وخرج من مشايخ مجلسنا الموقر - أدام الله ظلهم - من حرم البلوتوث وقدم اقتراح قانون يمنع دخول البلوتوث إلى البلد... وبعدها أصبح هو وجماعته في الصفوف الاولى لمستخدمي البلوتوث.
عند ظهور الهاتف النقال كانت العوائل المحافظة تتفاخر بأنها منعت الهاتف عن أولادها الصغار... بعدها بدأت هذه العوائل المحافظة تتفاخر بامتلاك ابنائها الصغار لأغلى الهواتف وأكثرها تطوراً... لقد استخدمت العديد من الحجج لتقنع الآخرين بصحة فعلها... وكأن الآخرين كانوا في انتظار حججهم...!
نعم... إن الأمور تتغير وتفكير الإنسان وقراراته تتغير... لكن الشيء الذي لم يتغير هو طريقة اختيارنا لمرشحينا... لم تتغير الطريقة التي نختار بها... فما زالت النزعات الطائفية والمذهبية والقبلية والعائلية هي المسيطرة علينا... لم نستطع أن نتقدم لاختيار الأفضل رغم قناعتنا بأنه الأفضل... نعم ليس لدينا القدرة على اختيار من نراه الأفضل...!
فمتى سنتغير... ومتى سنخرج من المطب الذي أوقعنا فيه الآباء و الأجداد...؟