حفل غنائي جماهيري ناجح كانت نكهته كويتية بحتة، أحياه أول من أمس «بلبل الخليج» الفنان نبيل شعيل وأعضاء فرفة «ميامي» الكويتية في «أرض المعارض» من إنتاج الملحن ضاري المسيليم وإشراف عام صالح العبدالسلام، إذ قدموا للجمهور البالغ عدده 3600 شخص في تلك الليلة جرعة من «الوناسة» دامت طوال أربع ساعات من الوقت، صفقوا فيها وغنوا ورقصوا فرحاً وسعادة.
الفقرة الأولى انطلقت شرارتها مع «نبض الكويت» الفنان نبيل شعيل، عندما أطلّت الإعلامية إيمان النجم على خشبة المسرح وقدمته لجمهوره المتعطش له، بعدها أفسحت المجال له كي «يولّع» المسرح بقيادة المايسترو الدكتور أيوب خضر، وفعلاً لم يخيّب «بوشعيل» الآمال بتاتاً.
أول ما اختاره «البلبل» لجمهوره كانت أغنية «فرق السما» التي لقيت ترحيباً وقبولاً حارّين. بعدها أخذ يتنقل من هنا إلى هنا، يقطف من هذا الألبوم أغنية ومن ذاك أخرى يعيد من خلالها الذكريات ويقلبها بكل سلاسة. وهنا نقول إن الخبرة الفنية التي يمتلكها شعيل كانت لاعباً أساسياً في نجاح فقرته، إذ كان واضحاً تمكنه من السيطرة على الخشبة وتقديمه للأغاني التي يريدها الجمهور كاملاً، ومنها أغنية «يا عسل»، «منطقي»، «نورت يا حلاها»، «عزة النفس»، «عالم أحبابي»، «يا شمس»، «دلوعة»، «شمسوي مع غيري» و«اللي ماله أول». كما لم يغب عن بال «بوشعيل» أن يغني للكويت أجمل الأغاني الوطنية التي يمتاز بها، مثل أغنيتي «يا دار» و«يا بلادي».
بعدها، وفي تمام الساعة العاشرة والنصف، اعتلى أعضاء فرقة «ميامي» خشبة المسرح على وقع أغنية «يا علاية»، التي من خلالها أشعلوا الجمهور غناء وتصفيقاً، ومنها كانت استكمالاً لأجواء الفرح و«الوناسة» التي كان قد قدمها لهم «بوشعيل». إذ اختاروا بعدها أغنية «شلون أنساك»، ثم أتبعوها بأغنية «صبوحة» والجمهور ما زال يغني معهم ويصفق ويرقص فرحاً.
هذه الأجواء الجميلة منحت «ميامي» طاقة إيجابية فأبدعوا فعلاً في وصلتهم الغنائية، والتي قدموا فيها أيضاً مجموعة من أجمل أغانيهم «النقازية» مثل «فيكم طرب» إلى جانب أغنية «ملكش دعوة»، «الليلة»، «السمرا والبيضا»، «عاشوا»، «يا عمري أنا»، «شاقني»، «وسعوا الملعب»، «جويرة»، «الحمد لله وشفناكم»، ليكون الختام مع أغنية «يا حلوكم».
على هامش الحفل، تحدث «بوشعيل» إلى وسائل الاعلام المحلية، التي حرصت على تغطية الحفل، قائلاً: «كنت بين أهلي وأصحابي. إلى جانب ذلك، هذا هو الجمهور الكويتي المعتادين عليه، ولاحظت أن غالبية الحضور هم من فئة المراهقين الذين أصفهم بالجمهور الواعد الرائع (وحافظين الأغاني كلها)».
وتابع: «السنوات التي قضيتها فوق خشبة المسرح علمتني كيف أتعامل مع الجمهور بكل حب وود، وبالنسبة إليّ أحرص على كسر الحاجز بيني وبينهم حتى نكسب بعضنا البعض، والحمد لله أسير على هذا المنهج الناجح منذ زمن بعيد، وأرى أنه أمر يضيف إلى الحفل والأجواء العامة أمراً إيجابياً».
وأكمل موضحاً الطلب الذي اقترحه على الجمهور خلال الحفل، بقوله: «سألتهم إن كانوا يريدون مني أن أقدم حفلتين غنائيتين كل ستة أشهر، فكان ردهم بالموافقة. وشخصياً أنا مستعد لذلك في حال كان الجمهور بروعة ما شاهدته».
وحول مشاركته الحفل مع فرقة «ميامي» قال: «بيننا عشرة عمر وتربطني بهم علاقة طبية مبنية على الأخوة، ولقد تشرفت بأن أكون معهم بهذا الحفل. وقبل صعودهم الخشبة أوصيت خالد بأن (يكسّر المسرح)، لأن الجمهور الحاضر هم أهلنا وعيالنا (ونبيهم يستانسون)».
وفي ما يخصّ تعاونه مع الملحن، منتج الحفلة، ضاري المسيليم، قال: «ضاري من الشباب الكويتي الرائع المحب لعمله، إذ وفرّ جميع المتطلبات والاحتياجات اللازمة لإنجاح الليلة (الله يوفقه)، فعلاً كان التعاون معه بهذه الحفلة مثمراً ورائعاً جداً، وشخصياً حرصت على أن أكون معكم هنا اليوم على الرغم من تعبي».
وختاماً كشف «بوشعيل» عن جديده المقبل، قائلاً: «في الفترة الحالية بدأت التحضير لصناعة (ميني ألبوم)، ومن المتوقع أن يكون مطروحاً في الأسواق منتصف شهر ديسمبر المقبل».
ومن جانبه، وفي تصريح خاص لـ«الراي»، تحدث مشرف عام الحفل ومدير فرقة «ميامي» صالح العبدالسلام، بالقول: «ما شاهدتموه البداية فقط، وبإذن الله انتظروا القادم الذي سوف يسعد أهل الكويت، وشخصياً سعيد جداً بهذا النجاح الكبير الذي تحقق بفضل جهود كثيرة من الجنود المجهولين الذين عملوا ليلاً نهاراً على مدار أشهر. كما لا أنسى جهود الزملاء وسائل الاعلام المحلية الداعمة لنا في جميع المحافل، فهي الصوت والصورة التي تنقل للعالم ما نجتهد به».