أكد رئيس مجلس الإدارة مدير الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد أن «عدم إعطاء الموافقات البيئية لبعض المشاريع التي تقام على سواحل الكويت هدفه الحفاظ على عدم غمر المياه لهذه المشاريع ولا سيما مع ارتفاع منسوب المياه على الساحل»، مشيراً إلى أن دراسات كشفت عن سيناريو محتمل «يعتبر الأسوأ في ما يتعلق بارتفاع مستوى سطح البحر» ويفيد بأن المياه ستغمر 80 في المئة من جزيرة بوبيان.
وفي تصريح على هامش افتتاح ورشة العمل الثانية لإشراك أصحاب المصلحة، في إعداد الإطار التنظيمي لخطة الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية في الكويت التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، قال الأحمد إن «هناك العديد من الدراسات التي تتعلق بالتأثيرات المناخية على سواحل الكويت، والتي أظهرت أن بعض السواحل سيرتفع فيها منسوب المياه لأكثر من نصف متر، وخصوصاً بعض الجزر وبعض المناطق الجنوبية، وسنستمر في القيام بهذه الدراسات للحفاظ على الكويت».
وأضاف أن «كل المياه المستخدمة في الكويت تأتي من محطات التقطير، وإذا كانت سواحلنا ملوثة أو بها أي خلل عضوي فلن نستطيع الحصول على هذه المياه»، مشدداً على «ضرورة إيجاد أفضل الحلول لاستدامة سواحل دولة الكويت وخاصة أن المشاريع الكبيرة تقع أغلبها على سواحل دولة الكويت».
وتابع «لدينا شح في الأماكن الساحلية، ومن الأفضل لجميع الجهات النظر في نقل مشاريعها لمناطق داخلية بعيدة عن سواحل الكويت لتقليل الجهد والعبء على تلك السواحل والمحافظة على التنوع الأحيائي»، معتبراً أنه «من غير اللائق توزيع أراضي محطات الكهرباء بحيث تكون على البحر فهناك محطات آمنة يمكن أن تقام داخل المناطق البرية ويمكن توليد كميات كبيرة من الكهرباء منها دون التعرض لسواحل الدولة».
وفيما أكد أن «رؤية حضرة صاحب السمو أمير البلاد 2035 تتضمن رفع كفاءة الموانئ»، لفت إلى أن «أهمية السواحل واستدامتها واجب على كل مواطن ومقيم، وواجب على كل جهة في الدولة وعلينا إيجاد خطة لاستدامة هذه السواحل من خلال أخذ المعطيات من أصحاب المصالح وبلورتها على شكل خطة».
من جهتها، قدمت منسق عام مشروع عملية التخطيط للإدارة المتكاملة للسواحل في الكويت، عضو إدارة رصد السواحل في الهيئة، إيمان فيصل عبدالله عرضاً مرئياً عن الإطار الزمني لعملية التخطيط، أشارت فيه إلى أن «هناك عدداً من المشاكل التي تواجه سواحل الكويت، من بينها التلوث الذي يؤثر على جودة المياه، وتآكل التربة، والنحت والترسيب بسبب التعديات مما يؤدي لنفوق الأسماك وفقدان العديد من الأنواع الحية»، لافتة إلى أن «أحد السيناريوهات المحتمل حدوثها (وهو الأسوأ فيما يتعلق بارتفاع مستوى سطح البحر) هو أن المياه ستغمر 80 في المئة من جزيرة بوبيان».