انطلقت مساء أول من أمس فوق خشبة «المسرح الوطني» في مركز الشيخ «جابر الأحمد الثقافي» أول عروض السيرك العالمي «سيرك 1903»، والتي تستمر حتى يوم الأحد المقبل، مفتتحة بذلك فعاليات «الموسم الثقافي الثالث 20/19» الذي يضم برنامجاً يجمع بين الأعمال الاستعراضية والفنية، والحوارات الثقافية والندوات والمعارض، إلى جانب الموسيقى بألوانها المختلفة وفي قوالب متعددة من الفرق الموسيقية التقليدية الصغيرة، وصولاً إلى الأوركسترات الكبرى، وأيضاً نجوم الغناء العرب والعالميين ضمن أنشطة موجهة لكل فئات المجتمع.
بالعودة إلى أجواء السيرك الممتع والشيّق، فقد استمر عرضه ساعة ونصف الساعة، وانقسم إلى مجموعة من الفقرات المتنوعة قادها ويلي ويبسنايد – مدير الحلبة – الذي أضفى روحاً من الكوميديا ومزيجاً من الحوادث الفكاهية والمواقف المدهشة والمبهجة والمفاجآت السحرية، على الرحلة التي نقلت الجمهور إلى العصر الذهبي للسيرك.
أولى الفقرات التي تم تقديمها كانت مع الثلاثي الجريء على اللوح الطائر وهم جاز سيكويرا، لوان بريتكو وكلوفيس دوس سانتوس، إذ استخدموا نوعاً من الألواح المصممة خصيصاً للوصول إلى ارتفاعات شاهقة من دون قيود، بطريقة مذهلة شدّت انتباه الحضور من خلال العديد من الحركات البهلوانية الصعبة التي قاموا بها. بعدها أطلّت ناتاليا ليونتيفا مع كرتها الطائرة وقدمت عرضاً جريئاً أظهرت به براعة مذهلة في التوازن ومهارات غير اعتيادية.
وأعقبها بعد ذلك، ميخائيل سوزونوف وإيفيجينيا فوتكولوفا اللذان قدما عرضاً لا مثيل له في الحركات البهلوانية والتوازن على «رولا بولا» والدوران بزاوية 360 درجة فوق مجموعة من الألواح التي تدعهما الاسطوانات.
ومع حلاوة الأجواء وحماستها، أطلّ الثنائي فاديم بانكيفيتش وداريا شيليست وقدما للجمهور عرضاً بهلوانياً راقصاً وفق قصة درامية على أنغام الموسيقى بمهارة وقوة في ارتفاعات شاهقة على الحبل المعلق وسط خشبة المسرح، ومنهما سحرت لاعبة الجمباز والمرونة سينيا آسيفا أماري الحضور بما قدمته من عرض احترافي امتاز بالقدرات الخارقة التي تمتلكها، فكانت أشبه بالجسد الخالي من المفاصل، إذ تمكنت أماري من تطويع جسدها بالصورة التي تريدها بكل سلاسة وهي تؤدي حركات الجمباز.
وبما أن السيرك لا يخلو من الحيوانات، قدّم «سيرك 1903» الفيل الأفريقي، لكن بصورة مغايرة تماماً، إذ تمت الاستعانة بدميتين تشبهان الفيلة إلى صورة كبيرة وتطويعهما للمشاركة في العرض وفق قصة درامية جميلة، ومن خلالها قدموا أداءً سحرياً لم يخلُ من الخدع البصرية الصعبة والرائعة كان وراءها 7 أشخاص تولوا تحريك الدميتين باحترافية فائقة، الأمر الذي حاز على إعجاب وتصفيق حار من الحضور الذي نال على فترة راحة دامت 20 دقيقة، ليعود مجدداً إلى مقاعده ويستمتع بما تبقى من العرض.
وكانت بداية الجزء الثاني مع روكاردي رودريغيز بطل التوازن والألعاب البهلوانية، إذ قدم مجموعة من الحركات الخطيرة بكل شجاعة وتركيز متلاعباً بجسمه، أعقبته إطلالة الثنائي يفيني داكفسكي ويفريم بيتكن اللذين قدما فقرة مليئة بالمرح والحركات البهلوانية الفريدة من نوعها، إذ لم تخلُ فقرتهما من الإثارة والمتعة من خلال مزيج رائع من الألعاب البهلوانية الممتزجة بالكوميديا والفكاهة والمتعة، ليأتي بعدها موعد الختام مع الجرأة المطلقة والألعاب البهلوانية المثيرة لفريق «ريسليز» المكوّن من أندريه باتبولد وغانبيار منكبات اللذين تحديا قوانين الفيزياء من خلال تأديتهما لحركات مذهلة باستخدام مهارة فائقة في اليدين والقدمين بلياقة استثنائية ومعقدة على منصة مرتفعة.