حروف باسمة

أسامة الغريب في حفظ الله وأمانه

1 يناير 1970 07:59 ص

الحياة سفر عظيم، الذي يقلب صفحاته يبصر كثيراً من المشاهد والصور لشموع زاهرة يلتمس المرء من وميض شعاعها مزيداً من الإصرار والعمل الدؤوب من أجل تحقيق الغاية النبيلة، فيسعد المستبصر بتلك الجهود ويلتمس منها مزيداً من الإصرار لتحقيق آماله وتبصر طريقه ومعرفة سبيله.
من تلك الشموع الزاهرة هو الأستاذ أسامة محمد الغريب، الذي انتقل إلى رحمة ربه الكريم منذ بضعة أسابيع، ما أجملها من شمعة لشعاعها وميض زاهر يقتبس منه الذي عمل معه كثيراً الإصرار، نعم إنه جاد في عمله، مخلص في أداء رسالته عملت معه وهو موجه للتربية الموسيقية في رحاب التربية الخاصة، فوجدته مصرّاً على تلمس قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، مفكراً في استعداداتهم، مشيرا إلى ميولهم وهو يوجهها إلى سبيل صحيح.
كم من يد ترتعش استطاع الاستاذ أسامة من فكره الطيب أن يجعلها مستقرة، إنما يجعلها واثقة لتبني سبيل الخير والنماء.
رحمك الله أيها الأستاذ القدير والمربي الواثق في تربيته، المجد في إشاراته.
كم من ملتقى تربوي ووطني في رحاب التربية الخاصة أشرف عليه، فجعل من أصحاب الإعاقة يتفوقون على من يسبقهم في قدرات واستعدادات ومواهب.
كم من تجمع في رحاب التربية الموسيقية في التعليم العام أسهم في قيادته فنشر من خلاله قدرات واثقة، واستعدادات خلاقة لكثير من الطلبة في هذا المجال.
إنه سلك سبيلين في دراسته... تخرج في معهد المعلمين ليحصل على دبلوم آداب عام 1983 ليكون معلماً للتربية الإسلامية واللغة العربية والمواد الاجتماعية، بعد ذلك التحق بالتجنيد الإلزامي ليضيف إلى مفكرته العلمية والثقافية صنوفاً من التدريب العسكري لخدمة الوطن والدفاع عنه.
واصل جهده ودخل كلية التربية الأساسية وذلك عام 1989 ليحصل على تخصص في التربية الموسيقية.
إبداع جديد يضاف إلى إبداعات أستاذنا أسامة الغريب - يرحمه الله - لصقل الموهبة وتوجيه القدرة، وتمكين الاستعداد، وذلك عن طريق الدراسة في المعهد العالي للفنون الموسيقية.
هكذا كان - يرحمه الله - متسلحاً بالعلم والمعرفة، ليوجه ويرشد ويعلم ويثقف في مجالات مختلفة من مراحل التعليم بجد واقتدار.
ما أجملها من صفحة وما أحسنها من شمعة في رحاب أستاذنا أسامة الغريب يرحمه الله.
وإن العين لتدمع والقلب ليحزن لفراق ذلك الإنسان الطيب، ولكن أمر الله لا بد وأن يكون، فهو انتقل من هذه الدنيا ليكون في حفظ الله الكريم وأمنه وأمانه.
اللهم بارك لأخي وحبيبي أسامة الغريب في حلول دار البلاء، وطول المقام بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على أهله وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان، إنك ولي ذلك والقادر عليه حقاً:
أخاك أخاك إن من لا أخا لهُ
كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ
في أمان الله يا أخوي أسامة.