الكويت شريك بولندا المهم في المنطقة
ندرك الدور الذي تلعبه الكويت في المنطقة والعالم
إدانة العدوان العراقي على الكويت كانت أحد القرارات المهمة لأول حكومة بولندية غير شيوعية
نخطط لإطلاق مشروعين للبنية التحتية والاتصالات ونأمل أن يهتم المستثمرون الكويتيون بذلك
نتابع عن كثب الوضع في مضيق هرمز ونجري مشاورات مع شركائنا وحلفائنا
نشجع إيران على القيام بدور بناء في حل النزاعات الإقليمية بالوسائل السلمية
نعتقد أن العناصر الرئيسية لمبادرة السلام العربية سيتم إدراجها في الجزء السياسي من الخطة الأميركية
فيما أشار وزير الخارجية البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش إلى أن أحد القرارات المهمة التي اتخذتها أول حكومة بولندية غير شيوعية كان إدانة العدوان العراقي على الكويت، والانضمام إلى التحالف الدولي لتحرير الكويت، أكد أن مساهمة بولندا في التحرير كانت أول مهمة عسكرية أجنبية لبولندا تتم بالاشتراك مع القوات المسلحة الغربية، وخطوة مهمة في تقارب البلدين.
وكشف الوزير البولندي في حوار مع «الراي» أن الحكومة البولندية تخطط لإطلاق مشروعين للبنية التحتية والاتصالات، وأن بعض المؤسسات المالية من منطقة الخليج أعربت عن رغبتها في الانضمام إليها، مؤملا أن يهتم المستثمرون الكويتيون بها كذلك.
وذكر أن عضوية الكويت في مجلس الأمن الدولي بدأت مع بولندا في الأول من يناير 2018 وتستمر لمدة سنتين، لافتا إلى أن الكويت ومنذ الأيام الأولى قامت ببناء موقع قوي كدولة ملتزمة بحل القضايا العالمية، معربا عن تقديره بشكل خاص لنشاط الكويت في تطوير أساليب عمل المجلس، بما في ذلك الجهود المبذولة لتعزيز دور أعضائها غير الدائمين.
وفي ما يلي نص الحوار:
? كيف تصف العلاقات الثنائية البولندية - الكويتية؟
- أنشأنا علاقاتنا الديبلوماسية الرسمية عام 1963، ويمكن الإشارة إلى الفترة حتى عام 1989 على أنها «صداقة سلبية» بسبب حقيقة أن حرية وارسو في إدارة السياسة الخارجية السيادية كانت محدودة في ذلك الوقت، ولكن في عام 1989 وبعد سقوط الشيوعية في بولندا تغير تماما الوضع في هذا الصدد، فقد كان أحد القرارات المهمة التي اتخذتها أول حكومة بولندية غير شيوعية هو إدانة العدوان العراقي على الكويت والانضمام إلى التحالف الدولي لتحرير الكويت. ويؤكد العديد من المؤرخين البولنديين أن مساهمة بولندا في تحرير هذا البلد كانت أول مهمة عسكرية أجنبية لبولندا تتم بالاشتراك مع القوات المسلحة الغربية، في الوقت نفسه، كانت خطوة مهمة في تقريب بلداننا ودولنا.
وأعتقد أن التعاون البولندي الكويتي بعد عام 1989 والطريقة التي أصبح بها الآن جيد جدًا، ولا توجد قضايا سياسية خلافية بين بلدينا. وقد التقيت في كثير من الأحيان بنظيري الشيخ صباح الخالد خلال اجتماعات دولية ومؤتمرات متعددة الأطراف، لدينا تعاون جيد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كأعضاء غير دائمين، كما نجري أيضًا مشاورات سياسية ثنائية، تتيح تبادلًا مفتوحًا للآراء حول القضايا الإقليمية والعالمية الرئيسية.
كما نبذل الجهود لتوسيع تعاوننا الاقتصادي وتعزيز التجارة، والسلع البولندية باتت أكثر وضوحًا في سوق الكويت، والناس يتعرفون عليها بسهولة في المتاجر الكويتية من منتجات غذائية، وملابس، وأثاث، ومستحضرات تجميل وأدوية.
كما أن الحكومة البولندية أيضًا تخطط لإطلاق مشروعين للبنية التحتية والاتصالات، وقد أعربت بعض المؤسسات المالية من منطقة الخليج عن رغبتها في الانضمام إليها، كما نأمل أن يهتم المستثمرون الكويتيون بها كذلك.
? كنتم قد ترأستم الأكاديمية الديبلوماسية في بولندا، هل لديكم تعاون مع معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي الكويتي؟
- للأسف ليس هناك تعاون من هذا القبيل حتى الآن، لكن لا أستبعد إمكانية حدوث ذلك في المستقبل، فالجامعات البولندية مفتوحة للطلبة الكويتيين،على الرغم من قلة أعدادهم، ولكن لدينا الكثير من الطلاب من المملكة العربية السعودية المسجلين في البرامج الطبية، على سبيل المثال، حيث تقدم جامعاتنا برامج باللغة الإنكليزية ودبلوماتها معترف بها عالميًا.
دور مشهود للكويت
في حل القضايا العالمية
? كيف تنظربولندا لدور الكويت في مجلس الأمن الدولي؟
- لدينا وجهة نظر إيجابية للغاية بشأن عضوية الكويت في مجلس الأمن الدولي، فقد بدأت الكويت فترة مدتها سنتان مع بولندا في الأول من يناير 2018. ومنذ الأيام الأولى، قامت ببناء موقع قوي كدولة ملتزمة بحل القضايا العالمية. ونحن نقدر بشكل خاص نشاط الكويت في تطوير أساليب عمل المجلس، بما في ذلك الجهود المبذولة لتعزيز دور أعضائها غير الدائمين.
أود أيضًا أن أذكر أنه في 13 يونيو من هذا العام، بناءً على دعوة من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، شاركت في النقاش حول التعاون بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وكان اجتماعًا جيدًا وأود أن أهنئ الكويت على هذه المبادرة.
? شريكنا المهم في المنطقة
? لقد زرتم العديد من دول المنطقة هذا العام، والآن جاء دور الكويت، أخبرنا عن أسباب هذه الزيارة والقضايا الرئيسية التي طرحت خلال الزيارة؟
- الكويت هي شريك بولندا المهم في المنطقة. نحن نتمتع بتعاون جيد للغاية في مجال السياسة والاقتصاد والأمن الدولي، والغرض من زيارتي هو استخدام إمكانات علاقاتنا الثنائية بشكل أفضل، وآمل أن تؤدي المحادثات التي أجريتها في الكويت إلى توثيق العلاقات السياسية وتعزيز التجارة وتوسيع التعاون في مجالات السياحة والرعاية الصحية والتعليم والتقنيات الخضراء.
في الأشهر الأخيرة، تابعنا بقلق شديد التطورات في منطقة الخليج، والتي تقوض حرية الملاحة والسلامة البحرية والطيران، مما أدى إلى زيادة التوترات في المنطقة، وأردنا أن نسمع رأي الكويت ومناقشة المزيد من الإجراءات الممكنة في هذا الصدد، فنحن نقدر موقف الكويت الحكيم والتزامها بمحاولة حل مشاكل المنطقة، ونحن ندرك الدور الذي تلعبه الكويت في المنطقة والعالم.
ولدى بولندا برنامج لتطوير البنية التحتية للفترة 2021-2027، يهدف إلى تحويل بلدنا إلى أحد مراكز النقل والخدمات اللوجستية الرئيسية في أوروبا، ومشروعنا الرئيسي هو Solidarity Transport Hub Poland الذي يقع على بعد 40 كم غرب عاصمتنا. إنه مصمم للتعامل مع حوالي 100 مليون مسافر سنويًا في مرحلته النهائية، ونأمل أن يضمن موقعه عند تقاطع السكك الحديدية والطرق عالية السرعة اتصالاً ملائمًا مع أهم المراكز الإقليمية. وتشمل المشاريع الأخرى بناء ميناء بحري مركزي جديد في غدانسك، وتمديد محطة سوينوجسكي للغاز الطبيعي المسال، وبناء طرق سريعة جديدة وخطوط السكك الحديدية عالية السرعة.
وتقدر القيمة الإجمالية للاستثمارات في البنية التحتية بنحو 250 مليار دولار أميركي، ونتوقع أن يتم إصدار العروض الأولية الأولى للمستثمرين الأجانب في عام 2020.
نؤمن بالحوار والمفاوضات
? كيف تنظر بولندا للوضع في منطقة الخليج؟ وهل يمكن القول إن بولندا ستلعب دور الوسيط لحل مشاكل المنطقة؟ وكيف هي علاقات بولندا مع طهران؟
- دول الخليج هي شريكنا المهم في المنطقة، سياسيا واقتصاديا. وتلعب الكويت دورًا مهمًا بشكل خاص، بصفتنا شريكًا مؤكدًا، في ما يتعلق بالتعاون في مجال الأمن الدولي. ففي خطابي الأخير في مجلس الأمن الدولي، أكدت أن الوضع في الشرق الأوسط يؤثر على الأمن العالمي، وتسعى بولندا جاهدة لاتخاذ خطوات إيجابية لحل القضايا الإقليمية، فنحن نؤمن بالحوار والمفاوضات ونؤكد أيضًا ضرورة احترام القانون الدولي، لذلك نحن نحافظ على علاقات جيدة مع جميع الجهات الفاعلة الرئيسية على الساحة السياسية في الشرق الأوسط.
وقد شاركت بولندا في أهم مهام حفظ السلام في الشرق الأوسط (قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في مرتفعات الجولان - قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل)، كما تشارك في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي بهدف استعادة الاستقرار والأمن، على سبيل المثال من خلال المشاركة في «العمليات ضد داعش». وحاليا، نحن نتابع عن كثب الوضع في مضيق هرمز ونجري مشاورات مع شركائنا وحلفائنا.
ومع الولايات المتحدة، بدأنا عملية أطلق عليها اسم «وارسو» وهو تعبير عن التزامنا بالبحث عن حلول تهدف إلى إحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط كجزء من العملية، وأنشأنا سبع مجموعات عمل، مع التركيز على قضايا مثل الإرهاب وانتشار الأسلحة والأمن البحري والفضائي والطاقة، والقضايا الإنسانية وحقوق الإنسان.
ولقد كانت لدينا علاقات ودية مع إيران تعود إلى عدة قرون، ونحن نبذل جهودًا لتطويرها، تمامًا كما نفعل مع جميع دول المنطقة في الوقت نفسه، ولاحظنا بقلق بعض الإجراءات التي اتخذتها إيران، مثل انسحاب طهران من تنفيذ بعض أحكام خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)Joint Comprehensive Plan of Action. ونحن نشجع السلطات الإيرانية على التنفيذ الكامل للاتفاق والقيام بدور بناء في حل النزاعات الإقليمية بالوسائل السلمية.
? هل وقعت أي اتفاقيات ثنائية خلال زيارتك للكويت؟
- بولندا والكويت بينهما الكثير من الاتفاقيات، منها بشأن دعم حماية الاستثمار، وتجنب الازدواج الضريبي، ونظام الدخول بدون تأشيرة لحاملي جوازات السفر الديبلوماسية، ونحن نود أن نركز على استخدام هذه الاتفاقات لزيادة تعاوننا، ولم نوقع اتفاقيات جديدة خلال هذه الزيارة، لكننا نتفاوض على اتفاقيات بشأن الدفاع والنقل الجوي والسياحة وحماية الصحة.
مبادرة السلام العربية
? هل تعتقد أن مبادرة السلام العربية الهادفة إلى إنهاء النزاع على أساس وجود دولتين قد انتهت؟ وما وجهة نظر بولندا في هذا الموضوع؟
- لقد أيدت بولندا دائمًا الحل السلمي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني على أساس حل الدولتين المؤدي إلى قيام دولة ديموقراطية ذات سيادة في الوقت نفسه، لا ينبغي لنا أن نرفض تلقائيًا مشاريع تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين حتى يكون هذا الحل ممكنًا، ونعتقد أيضا أنه يجب أن يكون لإسرائيل ضمان لمصالحها المبررة في مجال الأمن، إن المشاركة البناءة للدول العربية في جهود السلام يمكن أن تكون مفتاحًا لإنشاء تدابير لبناء الثقة والتغلب على التحامل المتبادل، مما سيساعد في جعل المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني أكثر انفتاحًا على الحلول السلمية، إن اتباع نهج متماسك وموحد ونشط من جانب الدول العربية يمكن أن يغير الديناميات الداخلية على الساحة السياسية الإسرائيلية.
نعتقد أنه على الرغم من بعض أوجه القصور، تواصل مبادرة السلام العربية تقديم منصة تسمح لأطراف النزاع باستئناف الحوار. بالتأكيد يستحق أن يؤخذ في الاعتبار في جميع الخطط لتحقيق السلام والاستقرار والأمن وتطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية، إذا تم تعديلها وتكييفها بشكل صحيح مع الوضع الحالي في المنطقة، يمكن أن تلبي توقعات كل الجانبين من الصراع، ونحن نعتقد أن العناصر الرئيسية لمبادرة السلام العربية سيتم إدراجها في الجزء السياسي من الخطة الأميركية.
القانون الدولي الإنساني
? لقد ترأست اخيرًا جلسة إحاطة رفيعة المستوى لمجلس الأمن حول القانون الدولي الإنساني، ما رأيك في التطورات الحالية في الشرق الأوسط في ما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني؟
- إن احترام القانون الدولي الإنساني أمر أساسي لبولندا، والإجراءات التي تهدف إلى تحسين وضع المدنيين في النزاعات المسلحة هي من بين أولوياتنا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأثبتت الإحاطة التي رأيتها في 13 أغسطس أن هذا القانون قد انتهك في أجزاء كثيرة من العالم بما في ذلك سورية واليمن وفلسطين.
في رأيي، ما نحتاجه لتحسين الوضع الإنساني هو الإرادة السياسية لتنفيذ القوانين القائمة بدلاً من تمرير أعمال جديدة، ومن الضروري أن يتحمل مرتكبو الجرائم ضد المدنيين المسؤولية ومعاقبة مرتكبيها.
? كيف تقيمون نتائج COP24 التي استضافتها بولندا في ديسمبر الماضي؟
- تشرفت بولندا برئاسة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ للمرة الرابعة، نحن نرى ذلك كدليل على ثقة المجتمع الدولي بأسره. ويمكن اعتبار قمة المناخ COP24 علامة بارزة في سياسة المناخ العالمية، ويسمح كتاب «قواعد كاتوفيتشي» الذي تم الاتفاق عليه في المؤتمر بالتنفيذ الكامل لاتفاقية باريس لعام 2015 التي تضع نظام مناخ جديد لعقود قادمة، وخلال فترة الرئاسة البولندية تم اعتماد ثلاثة إعلانات حول أولوياتنا: الانتقال العادل، القدرة على الحركة الكهربائية، ودور الغابات في مكافحة تغير المناخ، وأعتقد أنه خلال مؤتمر الأطراف COP24 أثبتت بولندا أنها منظمة جيدة للأحداث على المستوى الدولي.