أقيم - ضمن فعاليات صيفي ثقافي 14 في مركز بروميناد الثقافي «صوب بوكس»- أمسية قصصية تحدثت عن الحكاية، وأحياها الكتاب الحميدي حمود من الكويت وخليل الخميس من عمان وأحمد أبو دياب من مصر، في حضور الأمين العام لرابطة الأدباء الدكتور خالد عبد اللطيف رمضان ومديرة المهرجان فوزية العلي ونخبة من المثقفين والجمهور.
طرحت الأمسية الكثير من المحاور تلك التي تناولت مسائل إبداعية عدة مثل التجربة الخاصة بالكتابة والطقوس التي اعتاد عليها كل كاتب عند جنوحه للكتابة، والمواضيع التي تناولت إبداعاتهم السردية ورسالة الكاتب، وتأثير السفر والمكان على ما يطرحون من مواضيع وغيرها من المحاور التي تؤثر بشكل أو بآخر على الكاتب الذي يريد إيصال مشاعره وأفكاره إلى المتلقي، خصوصاً تلك المتعلقة بمكونات الشخصية السردية وصراعاتها الذاتية، سواء كانت جزءاً من الواقع، أو أنها من نسج الخيال.
والمحور الأول الذي يتعلق بمسألة التجربة الخاصة بالقراءة أوضح فيها خميس أنه يتناولها من جانبين اجتماعي وذاتي، خصوصا وأن نشأته ريفية في بيئة قريبة من البحر والصحراء، وهذا أعطى له انسجاماً تاماً في الكتابة، كما أنه استفاد من المجالس التي تقام في قريته والتي يحضرها كبار السن.
وأبو دياب أوضح أنه بدأ القراءة في وقت مبكر، وساعده في ذلك شخصيته التي تميل إلى العزلة، حيث كان خلال مراحل دراسته يذهب إلى المكتبة بينما كان زملاؤه يذهبون إلى اللعب واللهو، وأنه شغف بالقراءة في المرحلة «الإعدادية» المتوسطة، وفي الجامعة تكونت شخصيته ليكتب الشعر الذي له تجارب عدة فيه، ثم اتجه إلى السرد من خلال القصة القصيرة.
وحمود أوضح أن البداية كانت مع الدراسة، حيث كانت القراءة قليلة نوعاً ما ثم اغترابه في بريطانيا لنيل شهادة الهندسة تلك التي عوّدته على القراءة المكثفة حينما وجد أن الجميع هناك لديه شغف بالقراءة، وأنه كان يقرأ كتباً مختلفة خصوصاً الأجنبية، وعند عودته إلى الكويت، طفق في قراءة الكتب العربية، منوّهاً إلى أهمية انضمامه في الكويت إلى منتدى المبدعين الجدد الذي أنشأته رابطة الأدباء وكان يحضره ويشرف عليه كبار الكتاب.
والمحور الثاني من الأمسية حول طقوس الكتابة، كي يؤكد الخميس أنه يكتب في الأجواء الهادئة مثلما يكتب في الأجواء الصاخبة، وأنه يفضل الكتابة في وسط الطبيعة، ولكنه يفضل الهدوء، وقد يكتب وقت السفر.
وأبو دياب أشار إلى أنه يبحث عن العزلة أثناء الكتابة، وأن صوت الفكرة هو الذي يكون موجوداً في وجدانه عند الكتابة.
وحمود أكد أنه يكتب من دون أن تحكمه طقوس محددة، فالفكرة هي التي تتولى تحديد مسار أي كتابة له.
والمحور الثالث تضمنت أهم الروايات أو القصص التي أحبوها بعد الانتهاء منها، والمواضيع التي تطرقوا إليها في كتاباتهم، ليرى الخميس أن كل ما كتبه يشبه الأبناء الذين لا يفرق بينهم في الحب، وأبو دياب أوضح أنه كان يقرأ في البداية الكتب المترجمة للناشئة ثم دراسته للأدب الإنكليزي في الجامعة التي ساعدته على تكوين وعيه الأدبي، واشتغاله على فكرة الغياب كمعادل موضوعي للحضور، وبيّن حمود أن مواضيعه التي يميل إليها في كتاباته السردية تتمحور في مساحة الإنسان والواقعية، وأنه لا يميل إلى تحديد الزمان أو المكان في سردياته.
والمحور الأخير من الأمسية طرح فيه سؤالاً يتعلق بالرسالة التي يود الكاتب والمبدع إيصالها إلى المتلقي، كي يشير الخميس إلى أن الكاتب يقدم القضايا ولا يطلب منه وضع الحلول، التي هي مسؤولية القارئ نفسه، الذي من المفترض أن يبحث في وجدانه عن الحلول لتلك القضايا التي تطرحها عليه الرواية أو القصة القصيرة.
وأوضح أبو دياب أن على الكاتب ابتكار أشكال جديدة، وسبر أغوار النفس من أجل التميز واقتحام المسكوت عنه، قائلاً: «أطمح إلى تقديم أدب ذي طابع إنساني، حيث إن الكتابة فعل ولكل فعل رد فعل».
وأكد حمود أن الكاتب ابن مجتمعه الذي يعيش فيه، وكل الأشياء المحيطة به تؤثر فيه وعليه أن يتفاعل معها، من أجل استفزاز القارئ وحضه على التفكير في قضاياه.