«درونز» الضاحية... اغتيال مسؤول ارتباط أم ضرب مصنع صواريخ؟

1 يناير 1970 07:37 م

دخل الجيش والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، في حالة من هستيريا الاستعداد والتحضير، وإغلاق المجال الجوي من مسافة ستة كيلومترات عن الحدود مع لبنان. كما طُلب من طائرات رش المبيدات في المنطقة الحصول على تصريح قبل الإقلاع...
وتدعي غالبية التحليلات بأنه لا توجد ضمانات كافية تمنع فقدان السيطرة على تطورات الأوضاع، والتدهور نحو الحرب حتى لو كان رد «حزب الله»، مدروساً ومحسوباً. وتنطوي كل التحليلات على التهويل من رد إسرائيلي عنيف يجعل لبنان كلها تدفع الثمن، حال وقوع إصابات إسرائيلية.
وكتب المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن الهجوم على ضاحية بيروت الجنوبية، «استهدف مُركّباً مركزياً في مشروع الصواريخ الخاص بحزب الله. وبالنتيجة تضررت ماكينة تزن نحو 8 أطنان، ضرورية لإنتاج مواد تحسن أداء محركات الصواريخ، وبالتالي رفع مستوى دقتها». وبحسب قوله، فإن هذه الماكينة استهدفت قبل وقت قصير من تنفيذ قرار «حزب الله» نقلها إلى مكان حصين من الضربات الخارجية.
وكتب مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» للشؤون الأمنية والعسكرية، يوسي يهوشوع، أن «من هاجم بيروت نجح في مهمته»، معتبراً أن المهمة كانت «عرقلة الإنتاج الصناعي لمشروع رفع دقة الصواريخ البعيدة المدى لحزب الله في لبنان».
ونقل عن مسؤولين، أن تل أبيب «لا تنوي احتواء الوضع في حال وقوع إصابات». وحذروا من أن «لبنان كله سيدفع الثمن».
وزعمت مصادر استخباراتية، أنّ إسرائيل «رفضت اقتراح (حزب الله) بالرد بشكل محدود»، رداً على سقوط طائرتين في الضاحية الجنوبية والغارة التي ادت الى سقوط عنصرين من الحزب في سورية.
ووفقا لموقع «ديبكا» الاستخباري، فان الحزب تقدّم بهذا الاقتراح لتفادي «احتدام الأعمال العدائية» في إطار تبادل للرسائل عبر قنوات سرية مساء الثلاثاء، ناقلاً عن «مصادر عسكرية واستخبارية» انّ تل أبيب ردّت بأنّ أي هجوم يشنه الحزب، بغض النظر عن الهدف الذي يطاله، سواء أكان «محدوداً أم لا»، من شأنه أن يؤدي إلى تسديد إسرائيل ضربة «قاصمة» ضد «عناصره في لبنان».
وأورد الموقع، وفقاً لـ«التقديرات الاستخباراتية»، ان الحزب «سيسعى إلى شن هجوم خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة ليستفيد من الفترة التي تسبق الانتخابات الإسرائيلية في 17 سبتمبر».
وكشف الموقع ان حادثة الضاحية، أرادت اسرائيل من خلالها «اغتيال مسؤول ارتباط رفيع المستوى عينته إيران، وليس مصنعاً للصواريخ».