صفقة كوتينيو ... عندما يجري تصوير الفشل على أنه نجاح

1 يناير 1970 06:31 م
  • «حارب» ليفربول بالوسائل كافة  كي «يخلي سبيله»  ويسمح له بالانتقال  إلى برشلونة

طوى البرازيلي فيليبي كوتينيو صفحة فريق برشلونة الاسباني لكرة القدم، وإن موقتاً، بانتقاله، على سبيل الإعارة، إلى صفوف بايرن ميونيخ الالماني لمدة موسم واحد.
خبرٌ شغل أوروبا، في الآونة الاخيرة، بالنظر إلى نجومية لاعب «منتخب السامبا» الذي تألق في «كوبا أميركا» الأخيرة التي توجت بلقبها البرازيل على أرضها.
لا شك في أن هذه الصفقة جاءت مفاجئة للغاية بالنظر الى ما جرى تداوله، في الفترة الاخيرة، حول نية اللاعب بالعودة الى ليفربول الإنكليزي قبل ان ينتهي به المطاف في «أليانز آرينا» إثر موسم ونصف الموسم في صفوف برشلونة.
انتقال كوتينيو يفرض أكثر من إشكالية تشير بأصابعها الى اللاعب، ناديه السابق، وناديه الحالي.
نبدأ باللاعب الذي سبق له ان نشط أيضاً في بداية مسيرته في اوروبا ضمن صفوف انتر ميلان الايطالي.
كوتينيو «حارب» ليفربول بالوسائل كافة كي «يخلي سبيله» ويسمح له بالانتقال الى برشلونة خلال فترة الانتقالات الشتوية للموسم 2017-2018.
اللاعب لم يحظ بفرصة أساسية في صفوف الفريق الكاتالوني، حيث خاض معه 76 مباراة في البطولات كافة، فسجل 21 هدفاً فضلاً عن 11 تمريرة حاسمة.
هي حصيلة لا تتناسب والأموال التي دفعها برشلونة للحصول على خدمات كوتينيو والبالغة نحو 142 مليون جنيه استرليني (172.25 مليون دولار)، ما جعل منه صاحب ثالث أغلى صفقة في تاريخ اللعبة.
معطيات تؤكد أن مرور كوتينيو في كاتالونيا لم يكن مثمراً وناجحاً.
والأمر لا يتخلف بالنسبة إلى برشلونة الذي فشل في رهانه على لاعب برازيلي محنّك لدعم القوة الهجومية للفريق بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي كان أول من رحب بوصوله الى «كامب نو».
أما بايرن ميونيخ الذي سيدفع 8.5 مليون يورو لـ«كوتي» نظير موسم في صفوفه، بموجب العقد الذي ينص على خيار شراء من قبل «العملاق البافاري» بقيمة 120 مليون يورو، فهو الآخر خاسر.
لقد جعلت الإدارة البافارية من الدولي الألماني ليروي ساني، منذ فترة ليس بالقصيرة، هدفاً مركزياً لإعادة بناء الفريق إثر رحيل الهولندي آريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري.
ماطل القيّمون على البايرن في ما خصّ صفقة ساني بعدما بالغ ناديه مانشستر سيتي الإنكليزي في طلباته، قبل ان يتعرض اللاعب لإصابة ستبعده عن الملاعب لفترة قد تصل الى 7 أشهر.
بايرن ميونيخ، الذي تراجع عن التعاقد مع ساني، لم يكن يضع كوتينيو ضمن مخططاته التعاقدية لكن سخط جماهيره من تردده إزاء إبرام صفقة ساني وضياع فرصة التعاقد معه جعلاه يتجه الى البرازيلي الذي سيأخذ موقعاً في تشكيلة المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش لم يكن بحاجة الى تعزيز.
صحيح ان اسم كوتينيو يمثل اضافة لأي فريق الا ان فشل اللاعب في برشلونة يجعل من انتقاله الى بايرن ميونيخ أشبه بالمخاطرة في وقت كان يتوقع فيه ان يتألق ساني في نادٍ جاهز لاحتضانه وبيئة اعتاد عليها.
صفقة كوتينيو أبانت، صورياً، عن نجاح لبرشلونة في التخلص من لاعب فشل في اثبات نفسه في صفوفه، وعن نجاح لاعب في الانتقال من نادٍ كبير إلى آخر من المستوى ذاته، وعن نجاح «بايرن» في الحصول على لاعب كبير.
انتقال كوتينيو يعطي صورة واضحة عن قدرة الإعلام، مدفوعاً ببيانات رسمية «إيجابية» صادرة عن الاندية المعنيّة بالصفقة ووكلاء أعمال اللاعبين، في تحويل الفشل الى نجاح صوري حتى قبل طي صفحة نادٍ معين وفتح صفحة آخر.