أكد رياض محمد البغلي نجل العم محمد طاهر أحمد البغلي المفقود في رومانيا منذ 5 أغسطس 2015، أن «ثمة تقصيرا واضحا في أداء الشرطة الرومانية في ما يتعلق بقضية اختفاء والده»، مدللاً على ذلك بـ «قضية ظهرت حديثاً على الساحة الرومانية، متعلقة بسفاح روماني قتل فتاة وذبحها وقطعها وحرق جثتها، بينما تباطأت الشرطة الرومانية ولم تتحرك لإنقاذها إلا عقب ثلاث استغاثات بعد فوات الأوان».
وكشف البغلي، في تصريح لـ«الراي»، عن أن «أسرة البغلي تقدمت بطلب اعادة تحقيق في قضية اختفاء الوالد وتم رفض الطلب مرتين»، مردفاً «وقدمنا طلبا لرئيسة مجلس الوزراء الرومانية في زيارتها الأخيرة للكويت خلال شهر أكتوبر الماضي، وطلبنا منها إعادة التحقيق ونقل القضية من مكتب وكيل النيابة في المحافظة التي وقعت بها حادثة الاختفاء، إلى مكتب النائب العام، ووعدت خيراً ولكن هذه الوعود لم تتحقق رغم أننا نرى أن هناك مبررات قوية لإعادة التحقيق في القضية».
وفيما أشاد البغلي بـ«الاهتمام الحكومي المتمثل بوزارتي الخارجية والداخلية بتلك القضية»، تمنى أن «يتم تنسيق زيارة مسؤول كويتي كبير للدفع باتجاه إعادة التحقيق وكذلك تنسيق زيارة وفد أمني لرومانيا». وأضاف «نحن متواجدون في رومانيا بشكل مستمر منذ الاختفاء وحتى قبل الاختفاء فقد كنا بصحبة الوالد في رحلة صيفية قبل أن يختفي، ومنذ ذلك الوقت ونحن متواجدون بالتناوب لمتابعة قضية الوالد».
وبشأن تفاصيل قضية السفاح التي شغلت الرأي العام في رومانيا، قال البغلي «خلال تواجدي على مدار الأسبوعين الماضيين تابعنا قضية قتل بشعة ارتكبها سفاح روماني، أظهرت إخفاق الشرطة الرومانية، حيث أن المخطوفة اتصلت مرتين برقم الطوارئ وجاءت الاستجابة متأخرة جداً بعد الاتصال الثالث، في حين أن الشرطة لم تصل إلا بعد أن ذبحت تلك الفتاة وقطعت وأحرقت جثتها، وتم إلقاء القبض على المجرم، وهناك حديث عن أنه قد يكون تسبب في قضايا أخرى لأنهم وجدوا بقايا جثث أخرى، وبالتالي فهذه ليست الحادثة الأولى، وقد تسببت هذه القضية في استقالة وزير الداخلية ومفوض الشرطة العام ورئيس الشرطة في المحافظة التي وقعت بها تلك الحادثة».
وتابع «الحديث الدائر الآن في كل وسائل الإعلام الرومانية، أن الشرطة لا تقوم بدورها المطلوب، وخاصة في المحافظات خارج العاصمة، ونحن نرى أن الشرطة لم تؤد دورها المطلوب»، مشيراً إلى أن «محامية رومانية معروفة من أصل عربي تتابع قضيتنا. ونتمنى أن تخاطب السلطات الكويتية الجانب الروماني لإعادة التحقيق، لأنه من الواضح من خلال قضية السفاح أن هناك تقصيرا من قبل الشرطة الرومانية، والملف مازال مفتوحاً، لكنه غير مفعل، ونشكر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وجهوده المستمرة في عدم إغلاق الملف، لأنه في العادة يتم إغلاق قضايا الاختفاء بعد ستة أشهر»، معرباً عن أمله في أن «يتم الدفع بنقل الملف من محافظة براهوفا التي حدثت بها واقعة الاختفاء إلى العاصمة بوخارست».
وشدد على أنه «تم تقديم الكثير من الشكوك للشرطة الرومانية، ولكنها لم تستجب أو تأخرت استجابتها»، لافتاً إلى أن «بعض الأسئلة التي طرحتها الشرطة اثناء التحقيقات كانت سطحية». وأضاف «طلبنا عرض بعض المشكوك بهم على جهاز كشف الكذب، ولكن حقق معهم بعد ثلاثة اشهر، وهذا وفقا لمختصين يقلل من دقة الجهاز، ولذلك نأمل في تشكيل وفد أمني كويتي للاطلاع على ما تم لأننا نشعر باهتمام الشرطة الرومانية في حال زيارة وفد كويتي لبوخارست». وأشار إلى أن «هناك حوادث مشابهة كثيرة، والكثير منها لم يحل، وهذا يؤكد ما نذهب إليه من اتهام الشرطة الرومانية بالتقصير»، ضارباً المثل بـ«حادثة طيار اختفى أثناء تحليقه بطائرة شراعية، وتم العثور عليه مصادفة».
وأعرب البغلي عن أمله في «تفعيل دور لجنة الصداقة البرلمانية الرومانية الكويتية، وتشكيل وفد لأن البرلمان الروماني قوي مما يشكل ضغطا على الحكومة الرومانية التي تسرع في حل القضايا المختلفة»، لافتاً إلى أنه «تم الإعلان عن مكافأة نصف مليون يورو». واختتم حديثه بالقول «أتتنا اتصالات لكنها غير جادة، النوع الأول كان يعتقد أنه رأى الوالد لوجود شبه، كما حدث عند ادعاء شخص بأنه رأى الوالد في أحد المستشفيات، ونحن عندما ذهبنا للتأكد استغربنا من شدة الشبه، النوع الثاني يعطي معلومات غير مفيدة أو غير صحيحة طمعاً بالمكافأة».