ROUND UP

قائمة «الفيفا» لأفضل لاعب في 2019 ... لا للمنطق

1 يناير 1970 03:50 م

كيف يتواجد هاري كاين ويغيب برناردو سيلفا... وأين الحارس أليسون بيكر المتألق مع ليفربول ومنتخب البرازيل؟

قبل أيام، خرج الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) علينا بلائحة من 10 لاعبين سيتنافسون في ما بينهم على جائزة «أفضل لاعب في العالم»، خلال حفل الجوائز السنوي في مدينة ميلانو الإيطالية، والمقرر في 23 سبتمبر المقبل.
بُعيد قراءة الأسماء، «انهمرت» التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدةً الاختيارات «التي لا تستند إلى منطق»، حيث دارت علامات استفهام حول البعض، فيما جرى التسليم بحق آخرين في التواجد ضمن القائمة التي شملت المصري محمد صلاح (ليفربول الإنكليزي)، البرتغالي كريستيانو رونالدو (يوفنتوس الإيطالي)، الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني)، الهولندي فرنكي دي يونغ (أياكس أمستردام ثم برشلونة)، الهولندي فيرجيل فان دايك (ليفربول)، الفرنسي كيليان مبابي (باريس سان جرمان)، الهولندي ماتيس دي ليخت (أياكس أمستردام ثم يوفنتوس)، البلجيكي ادين هازار (تشلسي الانكليزي ثم ريال مدريد الاسباني)، الإنكليزي هاري كاين (توتنهام) والسنغالي ساديو مانيه (ليفربول).

الألقاب لا تكفي
بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تشتمل فيها الآراء على «ميول عاطفية»، نشرت صحيفة «أس» الإسبانية لقاءً أجرته مع مواطنها، مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي، جوسيب غوارديولا، انتقد فيه بشدة عدم ترشيح أي نجم من فريقه لنيل جائزة «الفيفا»، مؤكداً استحقاق لاعبيه التواجد في قائمة الـ10.
الواقع أنّ «بيب» على حق، وللموقف الذي اتخذه ما يبرره، خصوصاً أن لاعبيه «أكلوا الأخضر واليابس»، في الموسم الماضي، حاصدين الألقاب المحلية كافة: الدرع، كأس رابطة الأندية المحترفة، كأس إنكلترا والدوري.
غوارديولا صرّح للصحيفة ذاتها: «لن أقول إن المرشحين العشرة للجائزة لا يستحقون. لكن على سبيل المثال، في جوائز الدوري الممتاز، حصلنا على خمسة أو ستة ترشيحات. فزنا بأربعة ألقاب ولم يدخل أيٌّ من لاعبينا في القائمة».
أضاف: «أعتقد أن المعيار الأول للترشيحات هو سبع مباريات في دوري أبطال أوروبا. عندما تفوز بدوري الأبطال، ستكون في قائمة الأفضل. أما الـ10 أو الـ11 شهراً الأخرى، فلا أحد يعرف شيئاً عنها».
وختم: «ربما عليك أن تحقق 5 ألقاب لتدخل قائمة الـ10، أو ربما في حالة (البرتغالي) برناردو سيلفا 6 ألقاب لأن الـ5 لم تكفِ، أو ربما عليك أن تحصد 250 نقطة. لا يوجد لاعب قدّم موسماً أفضل من برناردو سيلفا».

تألق الثلاثي
لا خلاف على تواجد صلاح ومانيه وخصوصاً فان دايك في قائمة الـ10، فقد لعبوا دوراً محورياً في تتويج الـ«ريدز» بدوري أبطال أوروبا، مع التسليم بأن تألق الثلاثي جاء متفاوتاً.
فقد برز الهولندي بشكل لافت، فيما قام السنغالي بخطوات جعلته في منزلة المصري، حتى إنه تجاوزه في بعض فترات الموسم الماضي، وصولاً إلى بلوغه ومنتخب بلاده نهائي كأس الأمم الأفريقية، فيما خرج «الفرعون الصغير» من البطولة القارية التي أقيمت في بلاده، من دور الـ16.
لا ننسى، في هذا السياق، أن فان دايك بلغ مع «منتخب الطواحين» نهائي دوري الأمم الأوروبية قبل الاستسلام أمام البرتغالي رونالدو وزملائه.
رونالدو بالذات يستحق التواجد في قائمة الـ10 بعد موسم مميز مع يوفنتوس، فريقه الجديد، والتتويج بلقب الدوري، فضلاً عن لقب دوري الأمم مع «برازيل أوروبا» (منتخب البرتغال).
البلجيكي هازار كان حاسماً مع تشلسي، وسبباً لتفوق رجال المدرب السابق الإيطالي ماوريتسيو سارّي على جبهة «يوروبا ليغ».
الهولندي دي يونغ قدم أداءً لافتاً مع أياكس أمستردام. وهنا لا نتحدث فقط عن مسيرة فريقه السابق في دوري أبطال أوروبا، وصولاً إلى الدور نصف النهائي، بل عن مردود اللاعب. بلا شك، يستحق التواجد بين الـ10.

قيمة ثابتة
مشكلة القائمة تتثمل في 4 أسماء نبدأها بميسي.
«ليو»، بلا شك، قيمة ثابتة، لكنه في الموسم 2018-2019، لم يحقق ما يوازي موهبته.
محلياً، اكتفى مع برشلونة بلقب الدوري إثر السقوط في نهائي الكأس أمام فالنسيا، قبل الفشل المتجدد، مع منتخب بلاده، هذه المرة في «كوبا أميركا» التي استضافتها البرازيل وتوجت بلقبها.
لا مجال للتشكيك في موهبة «البرغوث»، لكن الموسم الماضي كان عادياً بالنسبة الى واحد من أعظم اللاعبين في التاريخ، وإذا أراد البعض الحديث عن هدفه الرائع من ركلة حرة في مرمى ليفربول في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال لتبرير حضوره في قائمة الـ10، فثمة من يذكّر بأنه لم يفعل «أي شيء» في لقاء الإياب الذي سقط فيه «العملاق الكاتالوني» برباعية نظيفة في «أنفيلد».
كاين، من جهته، لم يقدم أداء يجعله بين أفضل 10 لاعبين في العالم، خصوصاً أنه غاب لفترة طويلة من الموسم بسبب تعرضه للكثير من الإصابات. وفوق ذلك، لم يتوّج بأي لقب ولم يفز بلقب هداف الدوري الممتاز.
وعندما عاد في الأسابيع الأخيرة من الموسم ليلعب دور «المنقذ» لفريقه توتنهام، شارك في نهائي دوري الأبطال أمام ليفربول حيث لم يكن له أي بصمة. حتى أن مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو تعرض لانتقادات لاذعة لأنّه زجّ بلاعب عائد من الإصابة بدل الاعتماد على البرازيلي لوكاس مورا، عرّاب التأهل إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ النادي اللندني.

موهبة رائعة
مفاجأة أخرى شهدتها القائمة وتمثلت في حضور دي ليخت بين سطورها.
وعلى الرغم من أنه أظهر امتلاكه الموهبة في سن صغيرة (19 عاما)، إلا أنه لا يستحق التواجد في قائمة «مهمة» كهذه.
الفرنسي مبابي، لاعب صاعد بقوة، لكنه لم يكن «متفجراً»، في الموسم الماضي، حيث اكتفى بقيادة سان جرمان إلى لقب الدوري فقط، ولم يقم بـ«شيء» كي يمنع خروج الفريق مبكراً من دوري الأبطال على يد مانشستر يونايتد الإنكليزي «المتواضع».
وإذا كانت القائمة تعتمد على الموهبة فقط، من دون أن تعطي الألقاب حيّزاً في سلم الاختيار، فإن موهبة البرازيلي نيمار دا سيلفا تفترض حضوره فيها.
قائمة الـ10 جاءت «يتيمة» بعد إقصاء الحارس الألماني أندري تير شتيغن الذي تألق طيلة الموسم الماضي، لكن يبدو أنه دفع ثمن الرباعية أمام ليفربول على الرغم من أنه لا يتحمل تبعاتها، بل خط دفاعه «النائم».
في الموسم الماضي، كان برشلونة عبارة عن رأسين، تير شتيغن وميسي. فكيف يختار «الفيفا» الأرجنتيني وينسى الألماني؟

تفسير منطقي
المصيبة الكبرى تمثلت في غياب الحارس البرازيلي العملاق أليسون بيكر. لا تفسير منطقياً لعدم تواجد هذا النجم المتوج بدوري أبطال أوروبا و«كوبا أميركا»، حيث لعب دوراً مفصلياً في البطولتين وكان الأكثر تأثيراً.
البعض ذهب إلى الاعتبار بأن بيكر لا يستحق فقط التواجد بين الـ10 الكبار، بل في القائمة النهائية التي تشمل 3 لاعبين.
مصيبة أخرى تمثلت في عدم اختيار برناردو سيلفا، اللاعب الأفضل في صفوف مانشستر سيتي، الفائز بالألقاب كافة، خلال الموسم الماضي، والذي حصد مع منتخب بلاده أيضاً لقب دوري الأمم الاوروبية.
سيلفا كان الأكثر ثباتاً في المستوى خلال «حملة سيتي»، وفاز بلقب أفضل لاعب في «دوري الأمم»، إلى حد دفع البعض إلى التساؤل: كيف يتواجد كاين في قائمة تخلو من برناردو؟
الألماني جوشوا كيميتش يستحق أيضاً التواجد في القائمة نظراً إلى الأرقام التي حققها، في الموسم الماضي، ضمن صفوف بايرن ميونيخ، من موقعه كمدافع.
لكن يبدو أن خروج «البافاري» من دور الـ16 لدوري الأبطال حال دون تواجده في قائمة الـ10.