شارك في مؤتمر «من التعاون بين الأديان إلى التضامن البشري»

الديباجي: لتكن الرحمة شعارنا في التعامل مع الأديان الأخرى

1 يناير 1970 12:27 م

أكد الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الاسلامي ابوالقاسم الديباجي، حاجة الدول والحكومات إلى السلام والأمن والتعايش والتضامن بين الأديان، مبينا أنه على الرغم من أن الطريق لا يزال طويلا للوصول إلى السلام الدولي، إلا أن هذه الجهود في تنظيم مثل هذه المؤتمرات من شأنها ان تساعدنا في تحقيق السلام الدولي.
وقال الديباجي، في كلمة ألقاها بافتتاح مؤتمر «من التعاون بين الاديان والحضارات إلى التضامن البشري» الذي اقيم في مدينة فيينا، ان الأنبياء الربانيين بُعثوا لتوحيد رب العالمين وإنقاذ البشرية ولنشر الأمن والسلام والمعاملة الحسنة تجاه أتباع الديانات الأخرى، لكن مع مرور الوقت، وفي ظل الابتعاد عن قيادة القادة الالهيين والتخلف عن إطاعتهم، بدأ أتباع الديانات بالإقبال تدريجياً نحو الانحرافات وإنكار الحياة السلمية مع أتباع الديانات الأخرى.
وأوضح ان «التعايش السلمي بين البشر بمختلف عقائدهم هو قيمة وهدف في الاسلام، حيث يعتبر الاسلام الخبث وأساليب الهجوم ضد أتباع الديانات الأخرى طريقة غير دينية وغير مقبولة، لافتا إلى ان الإعلان العالمي للإسلام هو (قُلْ يا أَهْلَ الْكتابِ تَعالَوْا إِلي كلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَکُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)».
وذكر أن «أهم مبادئ التعايش السلمي هي المساواة بين البشر، داعيا إلى بغض العنصرية والعصبية التي تسببت في خلق مشاكل عديدة داخل المجتمعات البشرية، والإنسانية لها معنى مشترك بين جميع سكان الأرض ولا يوجد فرق بين الشعوب التي تعيش في مناطق مختلفة، والجميع أبناء أب واحد وأم واحدة وهذه الاختلافات لا تؤثر في إنسانية الانسان ويجب القبول بهذه الاختلافات والسعي للإصلاح والتعايش دون صراع أو قتال».
وتابع «الاختلاف يوطّد العلاقات بين الأفراد والشعوب والثقافات والأديان ولا يُفسدها بل يُكرّس التضامن في ما بينها، والتعايش السلمي وإقامة علاقة رحمة ومودّة ومحبّة مع الآخرين هي من الأمور التي يمكن الاستفادة منها في العلاقات الدولية». ودعا إلى «أهمية اتخاذ الرحمة شعاراً في تعاملنا مع الأديان الأخرى، وأن نعاملهم بروح المحبة والتقدير والتكريم والاحترام والرفق والمداراة، وألا نفرض عقائدنا على الآخرين ونكرههم على ذلك بل يجب مراعاة المنطق والاستدلال والحوار، وكل ما لا نجيزه لأنفسنا لا نجيزه أيضاً للآخرين، مؤكدا ان الجميع شركاء في الإنسانية مهما اختلفت عقائدهم ومذاهبهم».