قيم ومبادئ

أسباب التخلّف الحضاري

1 يناير 1970 06:04 ص

إذا تحول الجانب المادي في أي أمة من الأمم بصورة أسرع من التحول القيمي، فسيظهر عدم الانسجام ما يؤدي إلى تصدع في أبنية المجتمع، وصولاً إلى التفرّق والضعف في النسيج الاجتماعي، فمن مظاهر التخلف وأسبابه الشخصانية الانطواء نحو الداخل والعنصرية والحسد والاستغراق في الشهوات والملذات، والتبعية وفقدان وضعف الهوية.
وهذا في تقديري ما تعاني منه أميركا بشكل خاص والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وإن كانت آثاره ليست ماثلة للعيان ولكنها على الطريق.
وعليه، نقول إننا بحاجة ماسة إلى وقفة مع الذات، تراجع فيها دول مجلس التعاون جميع الفرص المتاحة أمامها والقيود المفروضة عليها والتحديات المستجدة على الساحة الداخلية، لصياغة مسارات جديدة نحو المستقبل، بما يتفق والرؤى التي طرحها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود 2030م، وما طرحه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وما سعت إليه الكويت دائماً في خطابها العام والخاص، في التأكيد على أهمية الاتفاق الجماعي لطموحات وتطلعات الشعب لغد أفضل للأجيال القادمة.
ولا مناص من دراسة العمل المشترك بين دول مجلس التعاون، لتحديد نقاط الاتفاق والاختلاف والعمل على سرعة البت فيها، حيث إن الوضع العام في الخليج يحتاج الحكمة التي تقتضي تحديد مسارات أفضل لحركاتها التنموية تجاه غايتها المنشودة من دون المساس بالسيادة، ولا شك أن مجلس التعاون بما يملك من قدرات وخبرات منذ عقد السبعينات إلى يومنا هذا، قادر على خلق تكامل اقتصادي واجتماعي وسياسي.
عوامل السقوط والتخلف:
أولاً: تعدد المشارب والمصارف، فلم تعد المدرسة المحضن التربوي الوحيد الذي يصنع الإنسان، بل تعددت المشارب والمصارف من خلال دور السينما والمسارح والصحافة والفنون ووسائل التواصل الاجتماعي، وما أنتجته المدنية الحديثة، فما تبنيه المدرسة والمعلم تنقضه هذه المشارب، تحت شعار الحريات أو الترف أو التربية الناقدة وإبداء الرأي والاعتراض، فأنتج هذا الواقع أمزجة باردة ونفوساً تخلد إلى الدعة والترفيه والأكل والشرب.
ثانياً: التقليد للغرب، فمؤسف حقاً أن تتأثر النخبة منّا بهوس التقليد بثقافة الغرب، فعمد المثقفون منّا إلى ترجمة ما تقذفه مطابع الغرب من أطنان الكتب والبرامج والإدارة والاقتصاد وخطط النجاح والتميز وتغيير نمط السلوك، بل حتى الأدب العربي وقصص ألف ليلة وليلة لم ينتبه لها الأدباء، حتى ترجمها الغرب إلى لغته ونشرها إنها حياة العرب، حين إذ تناولها المسرح والسينما... ويا للعجب!