شاهدت فيلماً مميزاً عنوانه «أفضل الساعات»، وهو فيلم دراما أنتج عام 2016م، من إخراج كريغ غيليسبي وقام بتأليفه كيسي شيرمان، ومن بطولة كريس باين وكيسي افليك وبن فوستر وهوليداي غراينفر وجون اورتيز، وقام بتأليف موسيقاه الأميركي كارتل بورل، الذي ساهم في الكثير من الأفلام السينمائية مثل مغامرات بندق وفارغو وثلاثة ملوك والرجل الذي لم يكن هناك ولا وطن للمسنين، وقام بقيادة فريق التصوير خافيير أجيريساروب وهو مصور سينمائي أسباني حصل على جوائز كثيرة آخرها كأفضل تصوير في فيلم الطريق في عام 2009م، وكانت موازنة الفيلم سبعين مليون دولار أميركي.
وقد قرأت عن هذا الفيلم فعرفت أن شيرمان الذي قام بتأليفه صحافي أميركي وهو قريب من سن المخرج - مواليد عام 1969م - وبالتالي فإن تقارب الأعمار بينهما أنتج عاملاً مهماً.
وتدور أحداث الفيلم خلال حقبة الخمسينات ومع هبوب عاصفة قوية للغاية في منطقة الساحل الشرقي في نيو انغلاند مخلفة ناقلة نفط مقسومة نصفين خلفها قبالة ساحل كيب كود، ورغم صعوبة الاجواء وارتفاع الامواج قرابة سبعين قدماً، يقوم أربعة من حرس الساحل في قارب نجاة صغير بمحاولة إنقاذ ثلاثين بحاراً محاصرين على متن سفينة على وشك الغرق تماماً.
ومخرج العمل غيليسبي، أسترالي اشتهر بأفلام عدة منها «لارس والفتاة الحقيقية وليلة الرعب وفيلم انا تونيا» وهو من مواليد 1967م، استطاع أن يقدم قصة مشوقة بحرفية عالية مع فريق عمله من الممثلين، ومنهم كريس باين وهو ممثل أميركي تميز بأداء رائع استحق عليه بطولة الفيلم، وكذلك الممثلون الأميركيون كيس افليك وبن فوستر وجون أوتيز، ومعهم الممثلة البريطانية هوليداي غراينغر، التي تميزت بأداء رائع وهذا ليس غريباً عليها كونها كانت في الأصل ممثلة مسرح صقلت موهبتها فقدمت أفضل أعمالها.
إن عملية إنتاج فيلم سينمائي مميز، ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة، متى ما تم الإعداد لها بصورة دقيقة، ولعل هذا ما ينقصنا كسينمائيين عرب، فيجب أن تكون هناك هيئة عربية للسينما، وليكن مقرها في القاهرة كونها العاصمة الثقافية العربية، التي تتمتع بمكانة مرموقة فنيا، ويكون هناك رأس مال يصل الى مئة مليون دولار، وكل خمس سنوات يكون هناك تقديم فيلم سينمائي عربي بمواصفات عالمية، نستطيع خلاله أن نقدم أنفسنا للآخرين، بينما في الوقت الحالي، هناك من يقوم بتقديمنا للآخرين وفق رؤيته غير العادلة، كما أننا نستطيع أن ندافع عن قضايانا وهويتنا عبر اختيار مواضيع تاريخية، أو من خلال بعض الأحداث المعاصرة، ومنطقة الشرق الأوسط مليئة بالأحداث المؤثرة والجاذبة، التي تساعد في صناعة فيلم يقبل عليه المشاهدين من مختلف دول العالم.
ولا ننسى أنه بات لدينا الكثير من الممثلين العرب الذين يجيدون اللغات الاجنبية مثل الانكليزية والفرنسية، وبالتالي نستطيع تقديم فيلم سينمائي راقٍ، ولا بأس في تقديم نسخة عربية لجمهورنا العربي، كما يجب علينا ألا نضع في عقليتنا المشاركة في المهرجانات السينمائية فقط، بل يجب أن نصل إلى المشاهد الغربي في أميركا الشمالية وقارة أوروبا، عندها نستطيع أن نلفت انتباه النقاد إلينا، ومتى ما استطعنا تسويق هذا الفيلم فإنه سيكون خطوة نحو إنتاج فيلم ثان ثم ثالث كل خمس سنوات، عندها سنجد أن النظرة للسينما العربية ستكون مختلفة، ومع الوقت فإن النظرة للقضايا العربية ستكون مختلفة أيضاً.
* كاتب وفنان تشكيلي كويتي