رأي قلمي

المعنى الصحيح..!

1 يناير 1970 11:50 م

تردد الألسنة مصطلح ذهنية منفتحة، والكثير يعتقد أن الذهن المنفتح هو قبول أفكار وثقافات وسلوكيات تخالف وتضاد عادات وتقاليد المجتمع، وبعضاً منها يصادم الشرع أي يخالف خلافاً صريحاً للقوانين الربانية والقواعد والأحكام الإسلامية، ومن يؤمنون بهذا المعنى يقولون: نحن لسنا ضد استعارة الأفكار والثقافات والسلوكيات الجديدة، ولكن! بشرط أنها تتوافق مع العادات والتقاليد المجتمعية الصحيحة، ولا تصادم الأحكام والقوانين الربانية.
والمعنى الصحيح للذهنية المنفتحة الذي يغفل عنه كثير من الناس، هو اعتقاد الشخص أنه ليس الأكمل ولا الأفضل، وتعني أن ما لديه من أفكار ومفاهيم ليست صائبة دائماً، وعاداته وتقاليده فيها ما هو صالح، وفيها ما ينبغي الخلاص منه، حين يعتقد كل شخص وكل أبناء أو أتباع حزب أو طائفة ذلك، فهذا يعني أنهم قادرون على التعايش والتغافر والتفاهم. أما الانغلاق الذهني ليس ذهنياً بالمعنى الدقيق، وإنما هو انغلاق ثقافي، أي حمل الشخص أو الجماعات الحزبية والطائفية أو القبلية.. أفكاراً مغلوطة عن نفسها وعن الآخرين، وحمل مشاعر تكبر واستعلاء بالذات إلى جانب مشاعر الكره للآخرين، أو الاستخفاف بهم.
إن تكوين ذهنية منفتحة لدى عموم المجتمع، يشكل أساساً عميقاً لقبول التعددية وإدارة التنوع، حيث ان الانغلاق الذهني يفضي إلى التعصب، والتعصب للحزب أو الطائفة أو أو... هو العدو اللدود للعيش المشترك. ولا يخفى على أحد منّا نحن جميعاً في حاجة إلى امتلاك التفتح الذهني، وهو مشروط بالتحرر والاستقلالية من الكثير من الأفكار والانطباعات الموروثة، والتي تلعب دور المباعدة بين الناس والتمهيد للفتنة والانشقاق والاقتتال، وهذه مهمة إصلاحية وحقوقية وفكرية جليلة وعظيمة.

[email protected]
‏mona_alwohaib@