حوار / «أفضِّل إنتاج أعمالي... كي لا أكون تحت رحمة المُنْتِجين»

منى طايع لـ «الراي»: مُقِلَّةٌ وأكتب بمَزاج

1 يناير 1970 05:14 م

لا يهمّني أن أطلّ سنوياً على الشاشة ... ولا أحب أن تُعْرَضَ أعمالي في رمضان

تعكف الكاتبة اللبنانية منى طايع على كتابة مسلسل جديد، لم تكشف عن تفاصيله، موضحةً أنها فرغت من كتابة أربع حلقات منه.
طايع، التي قالت إنها تكتب بـ «مزاج»، أشارتْ في حوار مع «الراي» إلى أنه ليس شرطاً أن يُنْجِزَ الكاتبُ عملاً كل سنة، مشددة على أنها مُقِلَّةٌ كتابياً ولا تهمّها الإطلالات السنوية، كما أنها لا تحبّ أن تُعرض أعمالها في رمضان بسبب كثرة المسلسلات.
وأوضحت أنها تفضّل أن تُنْتِجَ أعمالَها شركتها الخاصة، التي تتشارك فيها مع ابن عمها، كي لا تكون تحت رحمة المُنْتِجين، كما تطرقت إلى الإنتاجات الضخمة التي تم رصْدها في مسلسليْ «أمير الليل» و«حبيبي اللدود».

• لماذا أنتِ مُقِلَّةٌ في الكتابة، فالمتابِع لأعمالك يلاحظ أنها محدودة مع أن هناك الكثير من الأعمال الدرامية تُنْتَج سنوياً؟
- أنا مُقِلَّةٌ، وحالياً أكتب مسلسلاً جديداً، ومنذ عام حتى اليوم انتهيتُ من كتابة 4 حلقات منه فقط. أكتب بمزاجٍ، وأُنْجِزُ عملاً واحداً كل سنة أو سنتين، وهذا أمر جيّد جداً. لا يهمّني أن أطلّ سنوياً على الشاشة، كما أنني لا أحب أن تُعْرَضَ أعمالي في رمضان.
• هل تتعاملين كـ كاتبةٍ حصراً من الناحية الإنتاجية مع شركة الإنتاج التي تملكينها؟
- بما أنني أملك شركةَ إنتاج بالشراكة مع ابن عمي، فإنني أتعامل معها، وأعمل وأُنْتِج أعمالي براحتي، ولا أكون تحت رحمة مُنْتِج. الظروف هي على هذا الحال حالياً، ولا أحد يعرف ماذا يمكن أن يحصل في المستقبل. لو أنني أكتب 3 أو 4 أعمال، يمكن أن أوزّعها على أكثر من شركة ولكنني أكتفي بعملٍ واحدٍ في السنة أو خلال سنتين، ومن الطبيعي ان تُنْتِجَه شركتي.
• ألا تفضّلين أن تُقَدَّمَ أعمالُك بإنتاجٍ ضخم، وخصوصاً أنكم كشركة إنتاج لا تملكون القدرة على الإنتاجات الضخمة؟
- هذا الكلام غير صحيح. مسلسل «حبيبي اللدود» تم تصويره بإنتاجٍ عال جداً، ومَشاهد الاغتيالات والمعارك التي صُوِّرَتْ فيه ليست موجودة في أي دراما عربية أخرى، هذا عدا الثكنة العسكرية التي بنيناها خصيصاً للمسلسل. هو مسلسل «أكشن» وتكلفته ضخمة، ومسلسل «أمير الليل» لم يركّز الإعلام عليه كما حصل مع مسلسل «ثورة الفلاحين»، وقد بلغتْ تكلفته 3 ملايين ونصف المليون دولار، وشارك فيه فنانون من كل العالم العربي. «نحنا ما مْنِنْتُج على قدّنا».
• المقصود بالسؤال لماذا لا تكتبين أعمالاً تُنْتِجها شركة «الصباح» صاحبة الإنتاجات الكبيرة التي يتم تسويقها في كل العالم العربي؟
- نقوم بواجبنا ونقدّم إنتاجات كبيرة على أمل أن تصبح هناك ثقة بالدراما اللبنانية في يوم من الأيام، ويتم تسويقها عربياً. «أمير الليل» عُرض على شاشة «القاهرة والناس» المصرية و«روتانا دراما» الخليجية. طبعاً لسنا بحجم «الصباح» الذي لديه وفرة في الإنتاج. وفي الأساس شركتنا لا يمكنها أن تعتمد عليّ، لأنني أكتفي بعملٍ واحد كل سنة أو خلال سنتين، ولذلك نستعين بكتّاب آخرين، بينهم داليا حداد التي أَنْتَجْنا لها مسلسلاً.
• الدراما اللبنانية تحتاج إلى ممثلين معروفين عربياً كي يتم تسويقها في الأسواق العربية، ولا شك في أنك راهنتِ على اسم رامي عياش لتسويق مسلسل «أمير الليل» كونه نجما عربيا. هل يمكن أن تستعيني بنجوم عرب في الدراما التي تكتبينها أم أنك حريصة على التعامل مع فنانين لبنانيين؟
- هذا الأمر يرتبط بالنص، حاولنا مع رامي عياش كونه نجما لبنانيا معروفا عربياً، ولكن حصل خطأ في التسويق. مثلاً في «حبيبي اللدود» لم يكن بالإمكان الاستعانة بممثلين عرب لأنه يتحدّث عن الحرب اللبنانية، ولكن «أمير الليل» كان يحتمل ذلك، لأن بيروت كان يقصدها زوار من العالم العربي في الأربعينات، ويومها استضفْنا ميس حمدان وليلى بن خليفة وأحمد كرارة وغيرهم.
• وبإمكانكِ أيضاً أن تحرصي على كتابة نصّ يحتمل وجود ممثلين عرب؟
- النص الذي أكتبه حالياً لبناني، وفي حال اشترينا نصاً «بان آراب» يمكن أن نُنْتِجَه أيضاً، ولكن عندها يجب أن ننتبه كي لا يتكرّر معنا ما حصل في «أمير الليل» الذي خسرنا فيه مليونيْ دولار، وأن نتأكد أنه سيُباع عربياً.
• ما المشكلة التي حالتْ دون تسويق «أمير الليل»؟
- بصراحة لا أعرف. نحن سلّمنا مسؤولية التوزيع لشخص ولكن لم يحالفنا الحظ، مع أن العمل نجح كثيراً في لبنان والمغرب العربي، ولكنه لم ينتشر عربياً كما يستحقّ.
• ما الأعمال التي تابعتِها هذه السنة في رمضان؟
- أكثر عمل لفَتَني هو مسلسل كارين رزق الله (إنتي مين). نصٌّ رائع وممثلون مُبْدعون، بالإضافة إلى مسلسل «خمسة ونص» إخراجه رائع، وكذلك الممثلون المشارِكون فيه من دون استثناء كانوا رائعين. تحمستُ له كثيراً، ولكن خفّت حماستي عندما وقّعتْ البطلة وتنازلتْ عن المستشفى، كنتُ أتمنى لو أنها حاربتْ الفساد حتى النهاية ووقفتْ بوجه حبيبها وكل الناس.
• وبالنسبة إلى «الباشا»؟
- إنتاجه فقير، وقصّته معروفة «الأخوة كارامازوف». القصة روسية، وبعدهم قدّمها الأتراك ومن ثم جرى تقديمها في «الباشا». دائماً، يحقق الجزء الثاني النجاح، لأن الناس يكونون تابعوا الجزء الأول، ومن المعروف أن الناس يفضّلون متابعة مسلسل يعرفونه على متابعة عمل جديد. «حرَقونا» في مسلسل «حبيبي اللدود» لأنه تم عرضه في منتصف الموسم الدرامي، وكان الناس باشروا بمتابعة أعمال أخرى. البرْمجة كانت خاطئة جداً، ولكن ما حصل لم يكن بخلفية مبنيّة على سوء نية، وعلاقتي جيدة بـ (رئيس مجلس إدارة LBCI)، وكان المسلسل مثيرا للجدل، لأنها المرة الأولى التي يتم تناول الحرب اللبنانية في الدراما اللبنانية.
• هل يمكن القول إنك غامرتِ باختيار الممثلين في هذا المسلسل؟
- غامرتُ في أحد الأدوار الرئيسية وهو دور الفتاة التي يحبّها يورغو شلهوب لأنها وجه جديد (جوانا حداد)، أما الباقون فكلهم معروفون. فادي اندراوس لديه تجارب سابقة وكذلك روان طحطوح وغيرهما. هي (حداد) كانت جيّدة كممثلة، ولكن البعض تَقبّلها وآخرون لم يتقبّلوها، لأنهم ليسوا معتادين على مشاهدة بطلة في عمل وهي وجه غير معروف، وهم يريدون إما ملكة جمال أو ممثّلة معروفة أو أطلّت في أدوار سابقة.
• ما رأيك في تجربة الدراما المشترَكة؟
- لا شك في أن الهدف من الدراما المشترَكة هو تسويق الدراما اللبنانية خارج لبنان. للأسف، الممثل اللبناني لا يملك نجومية خارج لبنان، واسمه لا يبيع عربياً وهذا أمر معروف «وما فينا نضحك على بعضنا». لا شيء يحول دون تقديم الدراما المشترَكة، ولكنها تحتاج إلى مَن يجيد كتابتها بطريقة مُقْنِعة، كي لا يحصل كما حصل معنا في «عشق النساء» حيث استعنا بالممثل باسل خياط، كي يقدّم دورَه باللهجة اللبنانية وتبيّن أنه لا يجيدها، وليس كما حصل أيضاً في «خمسة ونص»، حيث أتى قصي خولي، بحسب دوره في المسلسل كي يصبح سياسياً ونائباً في لبنان وهو يتكلّم باللهجة السورية. هذا الأمر ليس مُقْنِعاً مع أنهم برّروا الأمر بأن والدتَه سوريّة.
• في رأيكِ لماذا يزعل الممثّلُ اللبناني ولا يتقبّل هذه الحقيقة؟
- لأنه يُفترض بالمُنْتِجين أن يتصرّفوا. اسم «الصباح» لوحده يكفي لبيع أي عمل. نادين نجيم اسمُها معروفٌ في كل العالم العربي، وبإمكانه أن يستعين بممثّل لبناني معها، لأن اسمها يبيع عربياً، والأمر نفسه ينطبق على سيرين عبد النور.