نسمات

أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟!

1 يناير 1970 11:43 م

دعونا نتكلم بصراحة بعيداً عن المجاملات الرخيصة، دول الخليج العربي هي دول صغيرة لا تحتل إلا مساحة صغيرة على مستوى العالم، وهي دول ضعيفة لا وزن لها، إلا بما حباه الله تعالى لها من ثروات يسيل لها لعاب العالم، لكنها بفضل الله تعالى استطاعت أن تنشئ لها كياناًُ يحسب لها العالم حساباً، واستطاعت أن تحتل مكانة كبيرة بسبب تماسكها وترابطها.
عندما دبت الخلافات بين دول الخليج وظهرت للعلن، بقوة في نظرة الآخرين لدول الخليج، وأضعفت من تعاطف العالم معها، لكن القضية التي مثلت هزة كبيرة في تعاطف العالم مع دول الخليج هي موقف بعض دول الخليج نفسها من بعض القضايا المصيرية، وتدخلها في شؤون دول عربية ومناصرتها لبعض الخارجين على القانون ضد شعوبهم، وإمداد الخارجين على القانون بالأسلحة والعتاد ضد حكوماتهم الشرعية!
هذا التدخل في شؤون الآخرين لم يكن مثار تعجب واستهجان من محبي دول الخليج فقط، ولكنه كان مثار تساؤلات كبيرة، ولسان حالهم يقول: أنتم دول تطلب المناصرة من الآخرين وتعقدون المؤتمرات لطلب النصر من الدول الإسلامية، فكيف تتجرؤون على مهاجمة دول أخرى لا ذنب لها، إلا أنها وقعت ضحية مؤامرات من أصحاب الأطماع والأهواء، وهل يتناسب ذلك مع رفعكم لشعارات حقوق الانسان؟!
نضرب مثلاً لذلك ما يجري اليوم في ليبيا حيث نال ذلك البلد استقلاله منذ عام 2011 وشكل حكومة وفاق اعترفت بها الأمم المتحدة واعتبرتها الممثل الشرعي لليبيا برئاسة «السرّاج»، لكن ذلك لم يغير من واقع الأمور حيث تدخل الكثيرون من أجل إجهاض تلك الحكومة!
وهل نلوم العالم إن فقد تعاطفه معنا وهو يرانا ننتهك حقوق الانسان في مناطق بعيدة عنا؟!
يقول الله تعالى: «يأيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقربُ للتقوى واتقوا الله، إن الله خبير بما تعملون».