سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / أولادنا مثل الجوارح

1 يناير 1970 04:35 ص
النظر والسمع حاستان من الحواس العديدة التي وهبها الله سبحانه تعالى للإنسان، وانهما غاليتان وإنما الأبناء في نظر آبائهم كهذه الحواس من ناحية الأهمية والاهتمام والعناية، فإذا ما مرض أحدهم فإن قلوب الأمهات والآباء تخفق حتى يزول الألم. وكانت المدرسة قديماً هي الأسرة الثانية بالنسبة إلى الأبناء والآباء والأمهات، وإن الطعام الذي كان يقدم في المدرسة أحسن من وجبات المنازل، وكذلك الإشراف على الغذاء والتغذية تكاد أن تفوق الإشراف المنزلي، والعناية الصحية متكاملة من الناحية العلاجية والوقائية في المدرسة، والصحة المدرسية كانت تعج بالتخصصات على أرقى المستويات كلها من أجل صحة أبناء اليوم ورجال المستقبل. هذا كله أفل... لماذا؟
كانت هذه الأرض الطيبة تشع تربية في مختلف مضامير التربية وتصدرها إلى بعض الدول، وان تلك الدول أخذت تلك الأسس التربوية ومشت على هديها، ووضعت على ضوئها استراتيجياتها التربوية، ونحن نقف في حيرة من أمرنا... لماذا؟
الطرق التربوية تترى في العالم، وتطور المناهج يواكب متطلبات التطور، ونحن حجبنا أهم الضروريات والمستلزمات عن مدارسنا وهي العيادة المدرسية.
تلاميذ وتلميذات رحلوا إلى الله، وربما تعزو أسباب الوفاة إلى عدم سرعة الاسعاف، وعدم توافر أبسط الأساليب الوقائية والمتخصص في أبسط أصول الإسعاف.
إن المدرسة وسط آمن واطمئنان يجب أن يتوافر فيها سبل الاطمئنان كلها، حتى يشعر المجتمع بالطمأنينة في مكان يفترض أن يكون هو مركزاً للاطمئنان، فهل آن الأوان أن نفكر في إحياء العيادات المدرسية السابقة، والصحة المدرسية القديمة بأساليب علمية متطورة حفاظاً على صحة أبنائنا؟
الرحمة للطالبة شهد المطيري، والطالب إبراهيم البلام، والصبر والسلوان لذويهما. وصدق الأديب:
وأولادنا مثل الجوارح أيما
فقدناه كان الفاقد البين الفقدي
هل السمع بعد العين تغني مكانه
أم العين بعد السمع تهدي كما يهدي

سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي