عودة البذالي:
«الصلّ» انقرض منذ 15 سنة وفي الطريق الكوبرا وأم جنيب و«الزاروق»
«أم الفئران» لا تؤذي وغير سامة وأدعو إلى عدم قتلها في المناطق السكنية
للأفاعي وسائل متعددة للدفاع عن نفسها وبعض الدول تستوردها لأكل الفئران
تواجه الأفاعي في الكويت خطر الانقراض، مع تناقص أعدادها بشكل غير مسبوق، الناتج عن تدهور الحياة الطبيعية في البر وانقراض الاحياء التي تتغذى عليها.
وفيما تمثل أشهر الصيف فترة نشاط الافاعي التي تخرج للبحث عن غذائها، والتشمس والتزاوج، فإنها تتعرض للقتل من قبل سكان المناطق السكنية، لا سيما مدينة جابر الاحمد كونها قريبة من مناطق تكاثر الافاعي، مما يشكل تهديداً كبيراً للتنوع البيئي في الحياة، وينتج عنه خلل في الحياة الطبيعية.
ولتسليط الضوء على واقع الافاعي في الكويت، كان لـ«الراي» لقاء مع الناشط البيئي عودة عابر البذالي الذي قال «يوجد في الكويت 10 أنواع من الافاعي، بعضها انقرض، وبعضها الآخر بقيت منه أعداد قليلة، بسبب التصحر والرعي الجائر الذي قضى على النباتات واختفت معها القوارض والسحالي التي تعتبر مصدر الغذاء لكائنات حية منها الأفاعي».
وأشار البذالي إلى أن «حية الصل الاسود انقرضت، ولا يوجد لها أثر منذ أكثر من 15 عاماً، ويأتي بعدها الافاعي الخطرة والتي تسمى (أم جنيب) وبعدها أفعى ذات سم خفيف جداً، وهي الكوبرا العربية الكاذبة (النفاثة) وهي نهارية يصل طولها إلى مترين، وتأتي وراءها حية الفئران وهي الأكثر انتشاراً، وخصوصاً في المزارع وهي غير سامة، وهناك أفعى ورقية الانف والمتوجة (الزاروق)».
وبدد مخاوف المواطنين من حية الفئران التي شوهدت في مدينة جابر الأحمد، وقال انها «تبحث عن الفئران لتأكلها ولا تهاجم البشر لأنها لا تحبهم أصلاً، وتواجدها مفيد للبيئة وله منافع كثيرة لأنها تعيد توازن البيئة وتأكل الفئران والسحالي وهناك بعض الدول مثل أستراليا تستورد الافاعي وتنشرها في المزارع لانها تقتل الفئران، وفي الكويت مع الاسف الناس تقتلها من دون علم».
وأكد البذالي أن الأفاعي تتكاثر في فصل الصيف، وتحب العيش بعيداً عن البشر، وفي حال تعرضها للخطر أو الهجوم تستخدم وسائل عدة للدفاع عن نفسها، فهي قد تهاجم وتعض، أو تنفخ جسمها لتوهم أنها أكبر من حجمها لإخافة الاعداء، او تفرك قشور جسمها لاصدار صوت «الكشيش» لإفزاع عدوها، وبعضها يلف نفسه عدة لفات ليخفي رأسه، ويخرج ذيله لايهام المفترس ان ذيله هو رأسه، وبعضها ينقلب على ظهره ويبلع لسانه ويخرج رائحة كريهة ليتظاهر بالموت، وهناك من يفح من فمه لاخافة اعدائه ومن هذه الافاعي حية الدساس، غير السامة التي تندس تحت التراب، وهي ليلية المعيشة، تعيش بشكل دائم تحت التراب وتحت الصخور في المناطق الرملية، ولونها الأساسي أصفر يتدرج إلى البرتقالي، وتكون عليه بقع بنية شكلها غير منتظم تتوزع على جميع الجسم بشكل بقع بنية، أما بطنها فهو أبيض وجسمها عريض وقوي وذيلها قصير وليس لها رقبة محددة ووجها ممسوح يساعدها في الانزلاق تحت الرمال.
وأضاف: «تعتبر الدساسة ليلية المعيشة تعيش في البيئة الصحراوية الرملية، وعادة ما تسلخ جلدها مرتين في السنة، الأولى في بداية الصيف والثانية في نهاية الخريف، والصغار تكبر بسرعة، مما يستدعي سلخ الجلد أكثر من مرتين في السنة. وعندما يحين الوقت لسلخ الحية جلدها تبدأ بحك وجهها بالأجسام الخشنة كالصخور وجذوع النباتات، وحينما ينشق الجلد من وجهها تبدأ بالانزلاق والخروج منه بحيث يكون باطن الجلد إلى الخارج. يبدو الجلد المنسلخ شبه شفاف بعد خروج الحية منه، ويظهر جلدها الجديد أكثر تلوناً ولمعاناً من جلدها القديم».
وتابع البذالي «تبتلع الحيات فرائسها ابتلاعاً، لأنها لا تمتلك أطرافاً تساعدها بالإمساك بالفريسة لتقطيعها ثم أكلها، وعند ابتلاعها للفريسة تنفصل عظام الفك العلوية عن السفلية لتوسيع مجرى الفم، وتتمدد عضلات الفك التي تكون مرنة بعض الشيء، ثم تستخدم عضلات الفم لابتلاع الفريسة التي قد تكون أكبر من قطر فمها».
وأضاف «للحيات أعداء من الحيوانات، هي الورَل والثعلب والقطط البرية والعقبان، ولتجنب أعدائها تستخدم طريقة التخفي، وهي أن تكون ألوانها قريبة الشبه من البيئة التي تعيش فيها، فالصحراوية لونها يكون بلون الرمل، بينما التي تعيش في الغابات تكون بنية وخضراء بألوان الأشجار والنباتات. وتكون الخطوط التي على ظهرها تخفي اتجاه تحركها إن كان للأمام أم الخلف لخداع مفترسها».