قررت لجنة التقييم في «المهرجان العربي لمسرح الطفل»، تتويج كل من «بائعة الكعك» لفرقة شركة فضائية للإنتاج الفني القطرية، و«فارس في عالم الدمى» لفرقة مسرح الخليج الكويتي، كأفضل عرضين مسرحيين، في حين رأت حجب الجوائز الأخرى عن بقية العروض المشاركة!
هكذا جاءت النتائج في الحفل الختامي لفعاليات الدورة السابعة من المهرجان، الذي أقيم أول من أمس على مسرح الدسمة، تحت رعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد ناصر الجبري، وبحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش، ومدير المهرجان أحمد التتان.
بدأ الحفل، الذي قدمه الفنان نصار النصار بالسلام الوطني، ثم عرض لمسرحية الأطفال الاستعراضية «الكتاب السحري»، حيث دارت أحداثها حول كتاب سحري تخرج منه العروض المسرحية التي شاركت في المنافسة، وذلك بمجرد أن يتم فتحه.
المسرحية، فكرة وإخراج محمد جمال الشطي، وبطولة كل من عبدالله المسلم، ريناد محمد، تالين الفيلكاوي، شهد الخبيزي، ميثم الحسيني، عبدالرحمن الفهد، عبدالرحمن اليحيوح، ناصر حبيب، ليال الفودري، فاطمة الأنصاري، كما شارك بدر الشعيبي وعبدالله عباس كضيفي شرف.
بعدها، جرت مراسم التكريم، حيث اعتلى الدويش والتتان خشبة المسرح، وقاما بتتويج مخرج حفلي الافتتاح والختام محمد جمال الشطي، بالإضافة إلى تكريم القيمين على الورشتين المسرحيتين اللتين صاحبتا المهرجان، وهما ورشة تحريك الدمى، وورشة صناعة العرائس. كذلك تم تكريم مسرحية العرائس التونسية «لقاء»، فضلاً عن تكريم أعضاء لجنة التقييم، وهم: الدكتورة سكينة مراد، الدكتور أحمد نبيل من جمهورية مصر، مُنية بنت عبدالهادي المسعدي من تونس، سارة نجم والطفلة جنى الفيلكاوي.
بدورها، قامت الدكتورة سكينة مراد بقراءة توصيات لجنة التقييم، حيث شددت على ضرورة التعامل بجدية وحرفية مع ما يتناسب وخصوصية مسرح الطفل، وعدم الاستخفاف بعقول الصغار، بالإضافة إلى الابتعاد عن السلوكيات والألفاظ غير اللائقة، حتى لا تؤثر على ذائقة الطفل. أيضاً، الابتعاد عن التصرفات والحركات العنيفة، كي لا يقلدها الطفل في حياته، وحتى لا تؤثر عليه سلباً.
كما رأت اللجنة ضعفا لدى الممثلين في نطق اللغة العربية، منوهةً إلى ضرورة وجود مصحح لغوي، تكون لديه القدرة على توجيه الممثل على النطق السليم، إذا كانت العروض بالفصحى. مطالبةً بالاهتمام بعناصر الفرجة مثل الاستعراضات والغناء وروح الكوميديا المحببة إلى الطفل، والاهتمام بوجود دورات خاصة لفن الكتابة للطفل، على أن يكون لدى المدربين خبرات في مسرح الطفل، الذي يشمل على العناصر التربوية والقيم الأخلاقية بما يتناسب مع تقاليد المجتمع، وعمل مسابقات خاصة بنصوص الطفل لاكتشاف الكتّاب المبدعين منهم.
ولفتت إلى ضرورة التواصل والتعاون مع الجهات الرسمية في الدول العربية كافة، لتوسيع رقعة المشاركة التي تعود بالفائدة والإيجاب على المهرجان والحركة المسرحية في الكويت. كما رشحت اللجنة بمشاركة العروض الفائزة في هذا المهرجان، لإعادة تقديمها في ليالٍ مسرحية للأطفال، مع الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات اللجنة.
وتابعت مراد تقول: «على الرغم من ملاحظات اللجنة حول العروض المشاركة، إلا أنها اختارت ما هو أقرب إلى تكاملية العرض وتميّزه، ونتمنى على الفرق المشاركة في السنوات المقبلة أن تضع بعين الاعتبار ملاحظات لجان التقييم، حتى يتسنى لهم تقديم العروض بشكل أكثر حرفية، للارتقاء بمستوى المهرجان ولخدمة الأطفال».
وأضافت: «قدم عضو لجنة التقييم إبراهيم عسيري اعتذاره لعدم قدرته في الاستمرار ضمن اللجنة، لظروف خارجة عن ارادته، وبناء عليه تم إلغاء تقاريره الخاصة بالعروض المسرحية التي شاهدها، وذلك لحيادية عمل اللجنة في تقييم العروض».
وعلى هامش الاحتفالية، تحدث الأمين العام لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة الدكتور بدر الدويش، قائلاً: «سعيد بنجاح هذا المهرجان المؤثر في وجدان الطفل العربي، وأتقدّم بالشكر لجميع الفرق المشاركة وجميع مفردات وتفاصيل المهرجان من عروض مسرحية وورش عمل، كما أشيد بوسائل الإعلام التي قامت بتغطية هذا الحدث المهم. الى جانب ذلك أبدي إعجابي بالمشاركة القطرية وأهنئهم على فوز مسرحيتهم (بائعة الكعك) كأفضل عرض مسرحي للمخرج ناصر عبدالرضا وممثلي العرض بشكل عام».
وأشاد الدويش بفرقة «مسرح الخليج» وبمسرحية «فارس في عالم الدمى» تأليف فاطمة العامر واخراج خالد الكندري، «كون هذا العمل الجميل حرص على تقديم مزيج من القيم للطفل في قالب فكاهي، وأبارك لهم الفوز على هذا العمل الرائع».
«بائعة الكعك» ... مسك الختام
كان ختامها مسكاً مع «بائعة الكعك»، التي شهدت إقبالاً كبيراً على خشبة الدسمة - الخميس الماضي - في آخر العروض المسرحية لـ«المهرجان العربي لمسرح الطفل 7»، وهي من بطولة الفنانة العراقية أصيل هميم، إلى جانب النجم ناصر عبدالرضا وباقة أخرى من الوجوه الشابة.
دارت الأحداث حول شخصية «وردة»، وهي فتاة تمتلك صوتاً جميلاً، لكنها وفي الوقت نفسه تبيع الكعك على أبناء قريتها الهانئة والآمنة. وتمضي الأحداث حتى تظهر في سماء - الديرة الهادئة - ثلاث ساحرات تقودهن «أم الرماد»، إذ يحملن الشر والضغينة تجاه الآخرين، كما يحاولن البحث عن قلادة معلقة في رقبة وردة. والقلادة فيها قوة تعيد لهن سحرهن الضائع. وهنا تنجح الساحرات في اختطاف وردة، لكن إصرار أهل القرية وحبهم لوردة يجعل الجمهور أمام مجموعة من الأحداث الممتعة والشيقة، والتي صيغت بأسلوب استعراضي رشيق ومحبب في إطار غنائي.