المخرج نجح في توظيف عناصر مسرح الطفل بالصورة الصحيحة
قدمت فرقة مسرح الخليج أول من أمس، على خشبة الدسمة مسرحية «فارس في عالم الدمى»، ضمن فعاليات الدورة السابعة في المهرجان العربي لمسرح الطفل، الذي يقام تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الفترة بين 2 - 12 من شهر يوليو الجاري.
المسرحية من تأليف فاطمة العامر وإخراج خالد أحمد الكندري، تمثيل: مشاري المجيبل، ميثم الحسيني، كفاح الرجيب، أحمد الخميس، عبدالرحمن الهزيم، عبدالرحمن الفهد، عبدالرحمن اليحيوح، فهد الأحمد، في حين جاءت مشاركة الفنان بدر الشعيبي كضيف شرف.
تدور الأحداث حول مجموعة من الطلبة، قرروا الذهاب في رحلة إلى المخيم برفقة معلمتهم، وهناك يبدأ الحدث الأساسي حول شخصية فارس (عبدالرحمن الفهد) المحب لقراءة القصص والإبحار في عالم الخيال.
ففيما كان يُمعن في القراءة طلبت منه المعلمة ومن رفاقه أيضاً أن يخلدوا إلى النوم، ومنعتهم من قراءة القصص، وهو ما لم يعجب فارس، ودفعه إلى النوم خارج خيمته، ليغوص في مخيلته ويدخل عالم الدمى والحلويات، حيث يتعرف على «دمدوم» وأصدقائه، الذين لا يمتلكون الطعام المعتاد، بل إن قوتهم الوحيدة هو الحلويات، كما أنهم يتعرضون للظلم من «نمّول» وأعوانه الأشرار المضطهدين في المدينة. حينها يحاول فارس مساعدتهم قدر المستطاع، للتخلص من ذلك الاضطهاد والعيش بهناء وسعادة.
العرض بمجمله بدا متكاملا ومتماسكاً، حيث نجح المخرج أحمد الكندري أن يقدم رؤية إخراجية بسيطة، لكنه أوصل من خلالها رسائل النص كافة، مستنداً على استخدام عناصر مسرح الطفل بالصورة الصحيحة، كما ساعده في ذلك تناغم وتجانس ممثليه، الذين يمتلكون الخبرة السابقة في فضاء المسرح، فاستطاعوا تقمص شخصياتهم بإتقان، ما جعل الأطفال في المدرجات يتفاعلون معهم طوال فترة العرض.
وفيما يخص السينوغرافيا، فقد كانت متماشية مع ثيمة العمل، حيث استخدم الكندري ديكوراً بسيطاً مُعبّراً عن المكان، مستعيناً بشاشة ضخمة وضعها في عمق المسرح بمشهد دخول فارس إلى عالم الدمى، وعُرض عليها صوراً توحي بطبيعة المكان. أما الأزياء التي صممتها رابعة اليوسف فكانت تُعبّر عن كل شخصية، وكذلك المكياج الذي وضع بصمته فيه عبدالعزيز الرجيب، فقد ساهم كثيراً بتوضيح هوية كل دور.
أيضاً، لا نغفل عن دور وأهمية الإضاءة التي صممها فاضل النصار، إذ كانت من العناصر المهمة التي ساهمت بتكامل هذه المنظومة، كما لا يغيب عنا الموسيقى والمؤثرات الصوتية، التي تولى مهمتها محمد ملك، كونها لعبت دوراً مهماً في عنصر التشويق.
وعلى هامش العرض، تحدث رئيس فرقة مسرح الخليج الفنان ميثم بدر، قائلاً:«ما شجعني على الموافقة بالمشاركة في هذه المسرحية تحت راية (مسرح الخليج) أنها تحمل فكرة حلوة، مليئة بالمغامرات والتشويق، معتمدةً على الألوان والخيال وهو ما يحبه الطفل، إلى جانب هذا كله، فإن المسرحية تحمل مضمون رائع ورسالة هادفة، من شأنها تشجيع الطفل بأن يكون صاحب قرار، وألا تثبط طموحاته مهما عاندته الظروف، وأن يمتلك دائماً الأمل وألا ينكسر في أي لحظة من حياته».
وتابع بدر: «كذلك من العوامل التي شدتني إلى العمل أنه بقيادة مخرج شاب جديد، يمتلك طاقة وفكراً رائعاً، وأيضاً كاتبة النص فاطمة العامر من الأسماء الجميلة والموهوبة التي لديها تجاربها السابقة الناجحة في مسرح الطفل، مع وجود فريق عمل من الممثلين متجانسين، ويكملون بعضهم البعض، سواء كانوا أعضاء في الفرقة أو من خارجها». وإن كان يتوقع الفوز بالجائزة الكبرى، قال: «نحن نجتهد ونقدم ما علينا، ونطمح بالحصول على الجائزة، خصوصاً أنه خلال السنوات الثلاث الماضية كان لنا نصيب فيها. ومن هذا المنطلق، فإن طموحنا هو المحافظة على المستوى نفسه في المهرجان الحالي، في ظل دخول منافسين أقوياء، بحسب ما شاهدت من عروض سابقة».
بدورها، تحدثت مؤلفة النص فاطمة العامر، قائلة: «يمكنني القول بأن العرض الذي شاهدته حقق رؤيتي كمؤلفة، إلى جانب ذلك كانت الرؤية الإخراجية مناسبة تماماً للفكر الذي كنت أطمح إليه، والمتمثل بإيصال رسالة إلى الطفل والأهل، مفادها أنه ليس من العيب إفساح المجال أمام الطفل كي يعيش في خيالاته، بل بالعكس فهذا أمر صحي للغاية، ويجب علينا أن نتركه يسرح ويمرح كما يشاء بمخيلته، ويعيش حالة من المتعة حتى يتعلم أمراً جديداً في كل مرة، وهو ما تجلى في شخصية فارس، الذي تعلم حب الاصدقاء والشجاعة وحب العمل وأمور أخرى مفيدة في حياته، ففي داخل كل طفل رجل حكيم وامرأة حنونة وقائد ناجح وطائر يريد أن يحلق، فليطلقوا العنان لمخيلاتهم».