ولي رأي

الفرق بين كينيدي وترامب

1 يناير 1970 08:00 ص

في أكتوبر 1962 نشأت أزمة سياسية كادت تودي بالعالم إلى حرب نووية، سميت بأزمة الصواريخ الكوبية، إذ عمد الاتحاد السوفياتي- الدولة العظمى آنذاك- إلى نشر صواريخ نووية في كوبا، تصل إلى جميع المدن الأميركية بسهولة، لأن أميركا هددت بغزو كوبا وإسقاط نظام فيدل كاسترو الشيوعي، إلا أن جون كينيدي- رئيس الولايات المتحدة الأميركية آنذاك- قام بنشر صواريخ طويلة المدى في أكثر المدن الأوروبية المحيطة بالاتحاد السوفياتي، ما دعا السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفياتي، وزعيم الحزب بعد ذلك، نيكيتا خروتوشوف، إلى سحب الصواريخ من كوبا وتدمير قواعدها ومخازنها، عندما رأى جدية الرئيس كينيدي في الأمر.
ولو سمعنا تهديدات الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب هذه الأيام التي يطلقها ثم يسحبها ويطلب الحوار مع إيران، بينما تقوم إيران بالمزيد من التهديد لدول الجوار، وتحرك أذرعتها في منطقة الخليج لشن هجمات على المصالح الأميركية فيها، حتى أنها عادت إلى تخصيب اليورانيوم وتخلت عن الاتفاق النووي الذي أبرمته مع دول الغرب، لعرفنا الفرق بين كينيدي وترامب.
بل إن الرئيس ترامب بدأ في التراخي بحصار كوريا الشمالية، وينوي زيارتها مرة أخرى قريباً، أما الصين فقد توقف عن حصارها الاقتصادي ورفع الحظر عن شركة هواوي الصينية العملاقة، ولو استمر الحال على ما هو عليه من تراخٍ وتردد وتراجع، وأعيد انتخاب دونالد ترامب مرة أخرى فأخشى أن يحدث للولايات المتحدة الأميركية ما حدث للاتحاد السوفياتي من تفكك وتحول وقتها إلى 13 دولة بسبب تخاذل خروتوشوف، خصوصاً أن هناك دعوات في أميركا من الولايات الغنية للانفصال وعدم الصرف على الولايات الفقيرة.