مع تزايد توجّه المستهلكين حول العالم إلى منصات الواقع الافتراضي (أونلاين) لشراء السلع والمنتجات، يبقى أمام هؤلاء هاجس كبير يتمثل في عدم موثوقية الكثير من هذه المواقع المنتشرة كالفطر.
يحاول المشترون جاهدين الإحاطة بكل شاردة وواردة تتعلق بالسلعة التي يريدون شراءها، ولكن هذه المهمة لا تبدو سهلة لكثير من الاعتبارات الفنية واللوجستية.
ومن أبرز وأهم هذه الاعتبارت بحسب خبراء في عالم التسويق الافتراضي: ضمان جودة المنتج، ومطابقته للمواصفات الملحقة به في سلم الشروحات، إلى جانب الثمن الذي يستحقه لا سيما إذا ما كان منتجاً من سلسلة علامات تجارية غير معروفة.
هنا، يحاول المستهلكون اللجوء إلى متابعة خانة التقييمات المرفقة بكل منتج معروض على أي منصة افتراضية في أي بقعة من بقاع الكرة الأرضية.
بيد أن أصحاب التطبيقات والمنصات غير المحترفة تفطنوا لهذه النقطة تحديداً (التقييمات) فراحوا يتلاعبون بها كما يحلو لهم من أجل الظفر بزبائن أكثر دون أدنى مصداقية.
وغالباً ما يضع هؤلاء تقييمات مزيّفة، وخدّاعة، وغير حقيقية، بمعنى أن هناك العديد من الأجهزة والمواقع التي تترك تقييمات «زائفة» على سلعة معينة بغية تسويقها بشكل أكبر، وبذلك يقع المشترون الذين يبنون قراراتهم على أساس ذلك ضحية لحيلة خبيثة.
ومن هذا المنطلق، سعى مؤسس شركة «Fakespot» الشاب الكويتي، سعود الخليفة، إلى إنشاء موقع يقدّم خدمات مجانية للأفراد تتعلق بتقييم المنتجات والسلع المعروضة في المتاجر الإلكترونية، والتأكد من مصدرها.
وفيما يقدّم موقع وتطبيق الخليفة خدماته مقابل رسوم للشركات التي تحتاج إلى هذه الخدمة الفريدة من نوعها بالمنطقة، يبيّن الشاب الطموح أن متجر «أمازون» يعدّ واحداً من أهم وأكثر المتاجر التي يقوم بتقييمها.
ولفت الخليفة في تصريح لـ«الراي» إلى أنه ترك عمله في بنك «غولدمان ساكس» المرموق، والذي يعدّ من أشهر المؤسسات المصرفية في الولايات المتحدة الأميركية والعالم، ليطلق شركته الخاصة في نيويورك بعد نيله شهادة بهندسة البرامج عام 2015.
وبذلك بدأت مسيرة «Fakespot» التي انطلقت بتمويل شخصي، وبمشاركة عدد من أفراد أسرة الخليفة وأصدقائه بمبلغ وصل إلى نحو 100 ألف دولار.
وفيما أكد الخليفة أنه وجد العديد من الثغرات الأمنية في برامج لمواقع شهيرة مثل «مايكروسوفت» خلال رحلة عمله، أشار في المقابل إلى أن موقعه توسّع بشكل سريع جداً، وبات يُستخدم من قبل ملايين الأشخاص الذين يتصفحون أشهر المواقع العالمية ومنها، «Amazon»، و«Yelp»، و«TripAdvisor»، و«Walmart»، و«Sephora»، و«BestBuy».
كما شدّد على أن موقعه (www.fakespot.com) يساعد على تزويد المستخدم بمعلومات موثوقة، ليبنوا من خلالها قرارات صائبة بناء عليها، وكل ذلك من أجل حمايتهم من الغش والتزوير.
وأوضح أن «أمازون» والعديد من المواقع لا تعترف بوجود تقييمات مزيفة على مواقعها، إلا أن «العديد من العلامات المشهورة على مستوى العالم تتعاقد معنا من أجل حماية سمعتها وجودة منتجاتها عن طريق استخدام تكنولوجيا موقعنا».
ولفت إلى أن الشركة ليس لديها أي تعاون مع شركات كويتية حتى الآن، إلا أنها تسعى لتحقيق ذلك، مبيناً في الوقت نفسه أنها حظيت باستثمار من شركة «فيث كابيتال» أخيراً.
ونصح الخليفة، الشباب الكويتيين بعدم التوجس كثيراً من المخاطر المصاحبة لمشاريعهم، داعين إياهم إلى أن أن يؤمنوا بنجاح بأفكارهم وتطبيقها على أرض الواقع بثقة عالية، وعدم الاكتراث إلى ما يقوله الآخرون لتثبيط عزائمهم.
6 ملايين مستخدم
كشف الخليفة أن عدد مستخدمي موقع الشركة وتطبيقها الذي يعمل على نظامي «IOS» و«أندرويد» وصل إلى نحو 6 ملايين مستخدم حول العالم.
ولفت إلى أن الشركة جذبت كذلك أعين العديد من الصناديق الاستثمارية، حيث قامت أخيراً بجولة استثمارية جديدة وجمعت ما يقارب الـ1.4 مليون دولار.
وفي حين أكد الخليفة أن الكويت كانت المحطة الأهم لانطلاقة الشركة، أفاد بأن مقرها الحالي يقع في نيويورك لأن الولايات المتحدة تعدّ البيئة الأفضل لشركات التكنولوجيا على مستوى العالم.