أضاء مهرجان الموسيقى الدولي شمعته الـ22 مساء أول من أمس على خشبة مسرح عبد الحسين عبدالرضا، ليكون جسر الربط بين الماضي بجماله والحاضر بكل متغيراته، وتظاهرة فنية ورسالة تنويرية للكويت تترسخ خطاها دورة بعد أخرى.
المهرجان الذي يجري تحت رعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد ناصر الجبري، ويختتم فعالياته في 28 الجاري، كانت ليلته الافتتاحية غنائية كُرّم فيها «شيخ الملحنين» أنور عبدالله وأحياها غناء كل من الفنان محمد البلوشي والفنان فواز المرزوق والفنان عادل الماس والمغنية الواعدة دلال بقيادة المايسترو أحمد حمدان.
حضر الافتتاح أمين عام المجلس الوطني بالإنابة كامل العبدالجليل، الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الدكتور بدر الدويش، وكيل وزارة الإعلام المساعد لقطاع الإذاعة الشيخ فهد المبارك الصباح، السفيران الإماراتي والألماني وأعضاء السلك الديبلوماسي، بالإضافة إلى عدد من رفقاء الدرب أبرزهم الفنان عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج)، الإعلامي محمد السنعوسي، الشاعر عبداللطيف البناي، الشاعر بدر بورسلي، الفنان السعودي رامي عبدالله وغيرهم من الفنانين وحشد من الجمهور الذي ملأ مقاعد المسرح.
الحفل انطلق في تمام السابعة والنصف مساء، وقدمته الإعلامية أمل عبدالله باحترافية وعفوية، وكان منقولاً على الهواء مباشرة من تلفزيون الكويت وكذلك عبر أثير الاذاعة، وبدأت الفعاليات مع النشيد الوطني الكويتي، بعدها اعتلى الدويش المنصة وألقى كلمة قال فيها إن «الموسيقى منذ نشأتها واكتشاف الإنسان لها، كان لها دور أساسي في بناء كيانه وتهذيب أحاسيسه والتأثير على سلوكه وتنمية قدراته العقلية والفكرية والتعبير عن كل ما يخلد في النفس البشرية، وفي كل الحضارات العالمية كان لها الدور الأساسي في البناء والدور الريادي في تنمية المجتمع في ذلك الوقت».
وأضاف «لذلك، تعتبر الموسيقى أكثر الفنون قدرة على توحيد البشر حول قيم الجمال والقادرة على صهر كافة أنواع الاختلافات العرقية والدينية وغيرها لتحقق قيم التسامح والتعايش الإنساني، فالأنغام والإيقاعات هي لغة القلوب والشعوب المتحركة التي تقرب المسافات وتذيب الحواجز وتخلق فرصة للتجاور والتحاور والتسامح، وإيماناً بدور الموسيقى يأتي مهرجان الموسيقى الدولي بالكويت رسالة سلام إلى مختلف أنحاء العالم، وكملتقى لسفراء العالم في أوركسترا للسلام والمحبة بلغة الفن السامية، ويتوازى إطلاق الأنغام المعتقة مع معرض ذاكرة الصوت للفنانة التشكيلية ابتسام العصفور لتتجسد الحالة التاريخية فيه بجانبيها المعنوي والملموس على مدار مدة المهرجان».
وتابع الدويش: «لقد حرصنا في هذه الدورة من عمر المهرجان على اختيار شخصية كويتية كان لها الدور الريادي في تطور الأغنية الكويتية في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، وهو الملحن أنور عبدالله، وتكريمه الليلة هو تكريم للأغنية الكويتية بمفرداتها الموسيقية العذبة والتي تخطت حدود الإقليم ليسطع نجمها حتى المغرب العربي».
بعدها اعتلى العبدالجليل والشيخ فهد المبارك خشبة المسرح وكرما الملحن أنور عبدالله بحضور السنعوسي الذي ارتجل كلمة قال فيها: «ما أجمل هذه المناسبات التي هي نابعة من القلب وبإخلاص لمن يستحق الإخلاص في هذا البلد الجميل، نحن نحتاج إلى كثير جداً لنتذكر من لهم دور فعال في مجالات متعددة مختلفة كي يكرموا في حياتهم، لأننا لا نريد التكريم لشخص توفي وتذكرناه. فما أجمل أن يشجع الإنسان في حياته بالتكريم. والمكرم الليلة هو شخص أعرفه منذ سنوات طويلة جداً وأعرف أنه فنان كالشجرة المثمرة ومثقف في فنون الموسيقى والتراث والألحان الشعبية، وهذا ما يعطي حلاوة ونغماً جميلاً لألحانه المتنوعة والكثيرة، شكراً لمن أقام هذه المناسبة لسنوات عديدة».
بعدها دعت عريفة الحفل الإعلامية أمل عبدالله الشخصية المكرمة الملحن أنور عبدالله لاعتلاء المنصة، فقال: «اليوم بالنسبة إليّ هو عرس، لأن بلدي الكويت تكرمني ممثلة بوزارة الإعلام والمجلس الوطني، وذلك بعد رحلة فنية أعتقد أنها جميلة قوامها 38 عاماً زرعت فيها وهآنذا أحصد اليوم، أشكركم جزيل الشكر على جميع الحضور، وسوف أبدأ التلحين من جديد كأنني بدأت اليوم في التلحين».
ومع ختام كلمته، تم عرض فيديو استعرضت فيه مسيرة أنور عبدالله مع أعماله وإنجازاته طوال 38 عاماً من العطاء الذي لم ينضب حتى اليوم، ليهدي بعده المايسترو أحمد حمدان معزوفة من ألحانه إلى الشخصية المكرمة بعنوان «أماني» تصور لحظة معاناة أنور عبدالله في أحد أيام العمر، معاناة ممزوجة بالشجن والألم، تروي كيف كان قوياً متغلباً على هذه الأحزان ليعود كما كان.
بعد ذلك، أطل الفنان محمد البلوشي على الخشبة وتغنى بأغنيتين من ألحان أنور عبدالله، الأولى بعنوان «وعلى الدنيا السلام»، من كلمات عبداللطيف البناي، والثانية «قال مطربنا وغنى» من كلمات مبارك الحديبي.
ثم أعقبه الفنان فواز المرزوق الذي قدم أيضاً أغنيتين من ألحان أنور عبدالله، الأولى بعنوان «يا نور عيني»، من كلمات طلال السعيد والثانية بعنوان «غيب وأنا غيب» من كلمات الشهيد الشيخ فهد الأحمد.
ومع تفاعل الحضور، أطل الفنان عادل الماس ليتغنى بأغنية «محال»، من كلمات عبداللطيف البناي وأغنية «الصوت الجريح» من كلمات عبداللطيف البناي وشاركه فيها عزفاً على آلة العود الملحن أنور عبدالله وسط تصفيق حار من الجمهور.
وفي الختام، أطلت المغنية الواعدة دلال في أول مشاركة لها ووقوف أمام الجمهور فقدمت ثلاث أغان، هي «أحبك موت» من كلمات عبداللطيف البناي و«وش ذكرك» من كلمات خالد البذال، إلى جانب «يجي منك أكثر» من كلمات خالد المريخي.