معظم الناس ينظرون إلى المجتمعات الأخرى على أنها مجتمعات مثالية، وهذه النظرة في غير محلها، لأن المصادر الموثوقة والواقع المشهود يدلنا على أنه وقع في ذلك المجتمعات كثير من المآثم والمخالفات، ووجود أخطاء ومخالفات لدى الجماعات والمجتمعات والهيئات والأفراد أمر طبيعي وملموس.
بعض الأفراد والجماعات ارتكبت أخطاء فادحة في حق نفسها ومجتمعها، لكنها لا تملك أي شجاعة أدبية لوضع النقاط على الحروف، وبيان أوجه القصور التي أدت إلى تلك الأخطاء فضلاً عن أن تحاسب الذين تسببوا في ذلك!
في الحقيقة معظم المجتمعات التي تستر على أخطائها، وتنكر نظرتها المتطرفة للمجتماعات الغربية أو الأوروبية على أنها مجتمعات مثالية، فهي تشجع أفراد المجتمع على تكريرها، ويكون ذلك بحجة أننا لا نريد كشف أوراقنا أمام الغير، أو الاعتراف بأخطائنا. واليوم نكتب بكل شفافية وصراحة لا ندري كيف يمكن لنا أن نبحث في العلاج أو نتناول الدواء، ونحن ما زلنا ننكر أننا نعاني من أي متاعب!
إن التستر على الأخطاء لا يلغيها، لكنه يساعد على نموها وتكريرها، وتتمثل النتائج بعد ذلك في نوع من التطرف والمبالغة الذي يذهب بكل صالح وطالح. صحيح أنها قد تستر فضائح مجتمعاتها عن أعين مجتمعات أخرى خصوصاً المجتمعات المنبهرة فيهم لبعض الوقت، لكن العاقبة ستكون سقوطهم في أعين أنفسهم، وانهيارهم من الداخل، والانهيار من الداخل دائماً هو أنكى أنواع الانهيار!
يقول أحد جنرالات الحرب العالمية الثانية: «إن الحرب نفسها لم تكن خطأ، لكنها كانت نتيجة لتراكم ثلاثين سنة من الأخطاء»!
[email protected]
mona_alwohaib@