دمشق - وكالات - قتل الحارس السابق للمنتخب السوري للشباب والقيادي البارز في صفوف المعارضة السورية المسلحة، عبدالباسط الساروت، أمس، متأثراً بجروح أصيب فيها خلال مشاركته في المعارك ضد قوات النظام في شمال غربي سورية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، «أصيب الساروت قبل يومين خلال مشاركته في المعارك في صفوف فصيل (جيش العزة) ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي»، مشيراً إلى أنه توفي أمس متأثراً بإصابته.
ووفق «أورينت نيوز»، فإن الساروت تعرض لإصابة ليل الجمعة - السبت، خضع على إثرها لعمل جراحي في تركيا، بعد معارك مع النظام في بلدتي تل ملح وكفرهود، غرب حماة.
ويُعد الساروت، وفق المرصد، أحد قيادات فصيل «جيش العزة» المعارض، الذي ينشط في ريف حماة الشمالي ويضم مئات المقاتلين.
ونعى قائد «جيش العزة»، جميل الصالح، وكتب في تغريدة، «في سبيل الله نمضي ونجاهد الله يرحمك ويتقبلك من الشهداء»، وأرفق تعليقه بفيديو قديم للساروت ينشد فيه أغنية مردداً «راجعين يا حمص... راجعين يا الغوطة» الشرقية.
كما نعى ناشطون معارضون وقياديون الساروت الذي لقب بـ«حارس الثورة»، وكتب الباحث والمعارض أحمد أبازيد «عبدالباسط الساروت شهيداً حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا ينسى في ذاكرة الثورة السورية شهيداً».
وقال المعارض في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة إن «الساروت، سيبقى حياً، اختار وعقد العزم، واستشهد على أمل أن يتحقق حلم السوريين».
وقبل اندلاع الثورة في مارس 2011، كان الساروت (27 عاماً) حارس المرمى السابق للمنتخب السوري للشباب لكرة القدم ونادي الكرامة الحمصي.
ومع بدء حركة الاحتجاجات، سارع للانضمام إليها وأضحى أحد أبرز الأصوات التي تقود التظاهرات بالأناشيد.
وقاد الساروت تظاهرات في مدينته حمص، (وسط)، التي يعدها ناشطون «عاصمة الثورة» ضد رئيس النظام بشار الاسد.
ومع تحول التظاهرات إلى نزاع مسلح، حمل الساروت السلاح والتحق بالفصائل المعارضة لقتال قوات النظام في حمص قبل أن يغادرها في العام 2014 إثر اتفاق إجلاء مع قوات النظام بعد حصار استمر عامين للفصائل المعارضة في البلدة القديمة.
وتعرض الساروت للعديد من الإصابات خلال تاريخ مشاركته الطويل في الثورة، غير أنه في كل مرة كان يعود ليشارك في جبهات القتال.
وأمضى «منشد الثورة السورية» و«بلبل الثورة» فترة في تركيا، قبل أن يعود إلى الشمال السوري، ويعلن انضمام لواء «حمص العدية» إلى «جيش العزة» ويتسلم قائد «كتيبة شهداء البياضة» فيه.
ورصد نظام الرئيس بشار الأسد مليوني ليرة (35 ألف دولار) للقبض عليه، وهو مطلوب لعدد من الأفرع الأمنية وقد حاول النظام اغتياله مرات عدة، وفق «أورينت نيوز».
وخسر الساروت، والده وأربعة من أشقائه خلال القصف والمعارك في حمص بين 2011 و2014.
وفي 2014، روى فيلم «عودة الى حمص» للمخرج السوري طلال ديركي، والذي نال جائزة في مهرجان «ساندانس» الاميركي للسينما المستقلة، حكاية شابين من حمص أحدهما الساروت.
كما تضمن ألبوم غنائي جمع أناشيد راجت خلال تظاهرات 2012، أغنية «جنّة جنّة» بصوت الساروت. وطُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون في 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام.