آخر أيام إجازة عيد الفطر كان ذا نكهة مختلفة في الكويت من خلال الحفل الغنائي الذي أحياه كل من الفنان مطرف المطرف والفنانة المصرية أنغام، مساء أول من أمس، في صالة أرض المعارض، وسط تدفق جماهيري كبير وصل عدده إلى 2500 شخص.
الحفل الغنائي الذي قدمه الإعلامي علي نجم بعفوية، كان فيه المطرف «عال»، و«كتبت» فيه أنغام «تعهداً» بالاستمرار في النجاح على أرض الكويت.
الانطلاقة كانت مع المطرف، الذي رافقته فرقة موسيقية بقيادة المايسترو تامر غنيم، وفرقة الماص للفنون الشعبية، وأدى في البداية أغنية والده الراحل يوسف المطرف «يا نور العين» التي قدمها بإحساس عالٍ جداً، فلقيت ترحيباً وتصفيقاً حاراً من الحضور.
بعدها حلق المطرف في فضائه، منتقياً من هنا وهناك باقة من أجمل أغانيه التي أرضت الجميع، فكان ذكياً ومتلوناً في اختياراته، وهذا يدل على الخبرة الكافية التي بات يمتلكها وثقته بنفسه وبجمهوره الداعم له في جميع حفلاته. وأغانيه التي قدمها «عال»، «لبيه يا فؤادي»، «خسارة»، «فهموه»، «أنا واقف»، «منك غرام»، «جار القمر»، «كم كنت أنا أحبك»، «إذا إنت الحب»، «يا بلواه»، «زحام الحرف»، «لا يمي»، «يا قلبي» و«كسرت بخاطري الأيامي». كذلك، ومن ضمن وصلته الغنائية التي دامت ما يقارب الساعة ونصف الساعة، قدم للحضور أغنية من أجمل أغاني الفنان عبدالمجيد عبدالله والتي تحمل عنوان «رهيب» فأداها بإحساسه الدافئ وصوته الشجي.
بعدها أطلّت أنغام على خشبة المسرح مستمراً معها في قيادة الفرقة المايسترو غنيم، حيث كانت هادئة، «متسلطنة»، منسجمة مع الحضور ومختلفة عن ما ظهرت في بقية حفلاتها السابقة التي حظيت بحضورها. وكان ذلك واضحاً وبادياً على أدائها المرهف عالي الإحساس الذي وصل بقوة إلى الحضور المتفاعل مع كل همسة همست بها نجمتهم، إذ لم يغادروا كراسيهم إلى أن غادرت هي خشبة المسرح بعد مرور ما يفوق الساعتين من الغناء المتواصل، معلنة انتهاء ليلة غنائية جميلة مليئة بالشاعرية والرومانسية.
أنغام صاحبة الخبرة الفنية الكبيرة عرفت بجدارة قراءة الوضع وكيف تتلاعب كالأمواج مع جمهورها في هذا الحفل الذي نظمه الحميدي ونفذته شركة «باشا كويت»، فكانت تأخذهم يميناً وشمالاً بكل أريحية، تهيم بمشاعرهم وتفيض بها تارة، وتارة أخرى تأخذهم إلى عالم الأحلام، وهذا ما يجعلنا القول إنها واحدة من أنجح حفلاتها التي سبق وأحيتها في الكويت. وهنا لا ننسى أن هندسة الصوت لها عامل كبير وأساسي في اندماج الفنان وتقديمه وصلة ناجحة، وهو ما توفّر للمطرف وأيضاً مع أنغام.
في وصلتها الغنائية، نشرت أنغام بصوتها العذب والدافئ كمية من الحب والمشاعر والأحاسيس للجمهور، واختارت أكبر كمّ ممكن من الأغاني من جديدها وقديمها، بدأتها مع أغنية «حالة خاصة جداً»، لتحلق بعدها كالفراشة في فضاء المسرح مع أجمل أغانيها وهي «يا ريتك فاهمني»، «حبايبنا»، «بقول نسياك»، «لا تهجّى»، «إلهي»، «هدنة»، «ولا دبلت»، «مستحيل»، «ليلى»، «بين البينين»، «وين تروح»، «بتوصفني بتكسفني»، «بعلتي نظرة»، «مجرد شي»، «بخاف أفرح»، «حته ناقصة»، «راح تذكرني»، «أكتبلك تعهد» و«عرفها بيا». أما أغنية الختام، فكانت «سيدي وصالك».
كما لم تنس أنغام الكويت والتعبير عن حبها لهذه الأرض بالقول «غنيت للكويت في الأيام الصعبة، وبعدها قالوا عني كويتية وأنني مولودة في الكويت، وأنا الحقيقة مش مولودة في الكويت ومش كويتية، بعد كده عدّت الأيام وتزوجت كويتي وخلفت كويتي، كأنها رسالة انحدفت من السماء عشان تفضل علاقة غير عادية بيني وبين الكويت وأهل الكويت، وللعلم دايماً بتكون أجمل وأنجح حفلاتي هنا في الكويت».