تزين المسلمون بثياب الطاعة، مستقبلين عيد الفطر في صفوف مرصوصة، وقلوب طالبة للمغفرة، رافعين أكف الضراعة لله ان يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه وان يديم عليهم نعمة الامن والامان.
وبعد تكبيرات العيد، صلى أهل الكويت صلاة العيد في الساحات والمساجد والمدارس المخصصة لصلاة العيد، وتحدث الخطباء في خطبة العيد عن شكر النعم والبعد عن الشحناء والتباغض والتقرب الى الله في المحبة والاخاء وتفقد المحتاجين، وضرورة حفظ الحقوق ورد المظالم إلى أهلها.
وجاء في الخطبة الموحدة التي عممتها وزارة الأوقاف تحت عنوان «ولعلكم تشكرون» إن الأعياد في ملة الإسلام شرعت لإظهار البهجة والسرور، وإذهاب وحر الصدور، ولإبراز شعائر الإسلام، وشكر الـمولى - جل جلاله - على ما أولى من الإنعام، فصلوا في هذا اليوم الـمبارك أرحامكم، وزوروا إخوانـكم وجيرانـكم، واجبروا ضعفاءكم، وأعينوا فقراءكم، وأصلحوا أحوالكم؛ لتدخل الفرحة كل بيت مؤمن فتجدده، وتملأ البهجة كل قلب مسـلم فتسعده؛ قال الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) [النساء:36]. ومن كان بينه وبين أخيه عداوة أو شحناء، أو خصومة أو بغضاء؛ فليضع يده في يده، وليغسل ما قد علق في قلبه؛ حذرا من سد أبواب القبول، وخوفا من ارتهان الأعمال في سلم الوصول؛ فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا».
واضافت الخطبة أن الله تعالى خلق الخلق لعبادته فاعبدوه، وأمر بإخلاص الدين له فأخلصوه، وجعل الشرك به أكبر الكبائر فاجتنبوه، وأقيموا الصلاة وحافظوا عليها في الجمع والجماعات، وآتوا الزكاة، وحجوا البيت قبل الفوات، وحافظوا على أركان الإسلام وأصول الإيمان، وداوموا على المعروف والإحسان. أوفوا بالعقود، وحافظوا على العهود، مروا بالمعروف وانهوا عن الـمنكر، وأحسنوا إلى نسائكم فإنهن أسيرات عندكم، وقد وصانا بذلكم الـنذير البشير، فقال صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخيركم خيركم لنسائهم». واحرصوا على صنائـع المعروف، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم وإرشاد الظالم، وحفظ الحقوق ورد المظالم، والنصح لكل مسلم ومسلمة؛ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر».