مازال اللباس الوطني، المتمثل بالدشداشة والغترة والعقال، السمة المميزة للكويتي، صغيرا كان أو كبيرا، في أول أيام العيد الذي لا يحلو الاستقبال للمهنئين فيه الا بهذا اللباس.
لذا يتسابق الجميع إلى محلات تفصيل الدشاديش ليحصل كل منه على مبتغاه حسب اللون والمقاس الذي «يكشخ» فيه بالعيد، وتزدحم المحلات حتى تصل مواعيد التسليم لدى بعضها الى ليلة العيد، لكثرة الزبائن الذين رفض الكثير من طلباتهم لعدم قدرة المحلات على الالتزام بانجازها في الوقت المحدد.
«الراي» جالت على بعض محلات الخياطة في منطقة المباركية، ووقفت على أوضاعها خلال رمضان وقبل العيد، فكانت المحطة الأولى مع الخياط سراج احمد، الذي أكد ان الشهر الفضيل يشهد ارتفاع الطلب على تفصيل الدشاديش، وان اغلب الخياطين يرفعون سعر التفصيل إلى 6 دنانير، فيما يكون في الأيام العادية بـ5 دنانير، موضحا ان الدشداشة شيء ضروري ومن العادات والتقاليد لدى الكويتيين، حيث تلبس أغلب الأوقات في المناسبات الرسمية مثل الأعياد والأعراس والاستقبالات، مشيرا إلى انه يقوم بتفصيل من 25 إلى 30 دشداشة في اليوم خلال رمضان لانجاز التزاماته مع الزبائن.
واضاف انه لا يستقبل الزبائن في العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث تحتاج خياطة الدشداشة إلى وقت ومهارة، وان اسعار الخياطة تختلف حسب نوع التفصيل سواء بالحياكة اليدوية او الماكينة، مؤكدا ان الإقبال على التفصيل لم يقل، بل في ازدياد كبير كون الدشداشة من التراث الوطني الكويتي. وأوضح ان شهر مارس ومع دخول فصل الصيف ترتفع الطلبات وينتعش السوق، أما بعد رمضان فالسوق «ينام» والطلبات تخف كثيرا، لافتا الى ان فصل الشتاء سابقا كان العمل فيه افضل بكثير من السنوات الثلاث السابقة، مشيرا الى ان الاقبال على تفصيل الردن «عادي» اكثر من «البزمة» والزرر الواحد اكثر من الاثنين، والمخفي اكثر من المكشوف.
أما الخياط محمد افضل، فقد أشار إلى ان اسعار التفصيل ثابتة لا تتغير، لكن بعض الزبائن يأتي متأخرا، وفي بعض الحالات تتم مضاعفة سعر التفصيل على هؤلاء، نظرا للمجهود الذي يبذل للانتهاء من التفصيل قبيل العيد.
بدوره، اكد الخياط محمد اسلام، أن الإقبال متوسط هذا العام ولهذا السبب يمكن استقبال الطلبات مادامت فرصة التسليم سانحة قبل قدوم العيد، مشيرا إلى أنه كان لا يستقبل المزيد من الطلبات خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث ان أعداد الدشاديش التي كان يفصلها الزبون في السنوات الماضية يصل إلى 5 دشاديش وفي هذا العام لا تتجاوز الثلاثة.
وأشار الخياط كريم الى أن بعض الزبائن يأتي بالقماش من الخارج، وهناك من يفضل أن يشتري القماش ويفصله عند نفس الخياط. وقال ان الأقمشة اليابانية والإسبانية الأعلى طلبا، حيث يتجاوز سعر المتر الواحد 10 دنانير وتأتي في المرتبة الثانية الأقمشة الصينية.