حروف باسمة

أقبل العيد يغني للقلوب الحالمة

1 يناير 1970 08:00 ص

شهر كريم أقبل على الدنيا وعاش في رحابه المسلمون في قيام وصلاة وصيام وابتهال، وانقضت أيامه وتصرمت لياليه، والكل تغمره سعادة ببلوغ هذا الشهر الفضيل.
كل شيء جميل في هذا الشهر، حتى التراث الذي فعله أبناء هذه الديرة الطيبة، فهاهم أطفالها ليلة القرقيعان يفعلون التراث حتى بوطبيلة، الذي دقت طبوله في سوق المباركية، والتي تشير إلى الخير والسعادة والطمأنينة في ربوع هذه الديرة الطيبة، وهي تقارع طبول الحرب التي لا يأتي من ورائها إلا الدمار والفوضى، نسأل الله الكريم أن يحمي هذه الديرة وأهلها من أتون الحرب.
يوم العيد يوم جميل فيه البهجة والسعادة لأبناء هذه الديرة.
عادات جميلة إذا حل العيد فإن الآباء يذهبون لأداء صلاة العيد، والأمهات ينشغلن بإعداد ريوق العيد، فيختلط عبق رائحة الحليب الممتزجة بالهيل مع عبق البخور في الديوانية، حيث يُستقبل فيها المهنئون من الأهل والجيران والأحبة والأصدقاء، أما الأطفال فيذهبون إلى «البرايح والفرجان»، التي نصبت فيها «الديارف» ومستلزمات ألعاب العيد الأخرى، ومن أبرز الأماكن التي تنصب فيها تلك الألعاب مقر وزارة الإعلام قديماً مقابل مدرسة الصديق وأماكن كثيرة أخرى متعددة، يقضي فيها الأطفال أيام العيد في بهجة وسرور، أيام جميلة كانت ولم تزل وأهل هذه الديرة يعيشون في اطمئنان وخير ونعمة وسلام.
فعسى أن نتمسك بهذه العادات الطيبة، ويذهب الجيران والأصدقاء والأهل في صبيحة يوم العيد لتبادل التهاني، ويلتف الأبناء حول آبائهم وأمهاتهم ولا يقضون يوم العيد بالنوم حتى قرب المساء.
وعسى أن تكون المصافحة والمقابلة هي شعارنا في يوم العيد، ونستغني ولو في هذه المناسبة عن وسائل السوشيل ميديا، وبث الرسائل كأننا نعيش في قارة مترامية الأطراف.
ما أجمل الود
وما أحسن الألفة
وما أبهى التقارب
في يوم العيد فليفتح كل فرد صفحة جديدة، ممتلئة بالصفاء والود والإخاء.
ولنبتهل في صبيحة هذا اليوم بأن يفرج الله الكريم عن جميع المكروبين، والذين يرزحون تحت أتون الظلم والقهر والحرب والاستبداد، وأن يشافي جميع المرضى وأن يرحم الذين وفدوا إلى وجهه الكريم، وأن يديم النعمة والخير على أهل هذه الديرة الطيبة، وهم يرفلون بأثواب من الصحة والعافية والهناء.
أقبل العيد يغني للقلوب الحالمة
يملأ الأرض سناء لثغور باسمة.