محمد جمال لـ «الراي»:
- فاتورة مرضى الكبد المبتعثين قد تصل إلى مليار دولار خلال 10 سنوات
- نوعية الأكباد التي تزرع بالكويت أفضل بكثير من التي تُعطى لمرضانا في الخارج
- جرعة بنادول زائدة قادت شابة عمرها 18 عاماً إلى فشل كبدي
- نحو 60 مريضاً كلفوا الدولة في الخارج 56 مليون دولار كفواتير مستشفيات فقط وبعضهم توفي قبل إجراء الزراعة
- برنامج زراعة الكبد يوفر على الدولة تكلفة مادية هائلة
فيما حذّر استشاري الجراحة العامة والسمنة والكبد والاستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة الكويت الدكتور محمد جمال، من أن «الكويت مقبلة على طاعون فشل كبدي بسبب ارتفاع معدلات السمنة في المجتمع»، داعيا الى ضرورة الاستعداد جيداً من خلال برنامج زراعة الكبد، كشف عن مفارقة كبيرة في تكلفة زراعة الكبد بين الكويت والخارج، حيث تكلف في الكويت نحو 65 ألف دولار، فيما تتراوح تكلفتها في الخارج بين مليون و4 ملايين دولار.
الدكتور جمال أكد، في لقاء مع «الراي»، أن الحاجة لبرنامج زراعة الكبد عظيمة جداً، وأن وزير الصحة ووكيل الوزارة يدعمان البرنامج ويتطلعان لتطويره، لا سيما أن الوزارة هي التي بدأت البرنامج. وفيما لفت إلى الفارق الشاسع بين تكلفة زارعة الكبد في الكويت وزراعتها في الخارج، بيّن أن تكلفة زارعة الكبد للمرضى المبتعثين للعلاج بالخارج قد تصل إلى مليار دولار، خلال عشر سنوات، وذلك استناداً إلى بعض أرقام التكلفة الصادرة عن المكتب الصحي في واشنطن خلال الفترة من 2008 إلى 2014. ونبّه جمال، في السياق ذاته، إلى أن الدول في الخارج تعطي أفضل نوعية الكبد لمواطنيها، وأن أسوأها يذهب للمرضى الاجانب، مؤكداً أن الأكباد التي تزرع في الكويت أفضل بكثير من التي تتم زراعتها في الخارج. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
? ما مدى الحاجة الى برنامج زراعة الكبد في الكويت؟
- الحاجة لذلك عظيمة جداً، بالنظر للفارق بين الموت الحتمي وإمكانية ان يعيش الشخص حياة طبيعية، حيث ان زراعة كبد لشاب عمره 20 سنة على سبيل المثال، يمكن ان تعطيه فرصة ليعيش حتى عمر 80 سنة، وعليه تَخيّل كم تعطي هذه العملية حياة للإنسان، فالفارق الذي تصنعه مهم جداً، ومن ناحية أخرى من خلال البرنامج وعملية الزراعة فإن ذلك يوفر على الدولة تكلفة مادية هائلة.
? كيف يمكن أن توفر الزراعة في التكلفة المادية على الدولة؟
- الفشل الكبدي ينقسم الى حاد ومزمن، والاخير قد يستغرق شهوراً أو سنوات، وهؤلاء المرضى قد يحتاجون دخول المستشفيات ونقل دم ومناظير وتحاليل وأدوية، وهذا أمر تكلفته هائلة جداً، ويعتبر استنزافاً لموارد الدولة، مقارنة بتكلفة الفشل الكبدي الحاد والذي تكون الوفاة فيه سريعة.
? لكن ما أسباب الفشل الكبدي الحاد؟
- غالباً ما يحدث بسبب تناول دواء معين أو حتى بعض الاعشاب، ومن المؤسف والمحزن جداً أن تجد شابة عمرها 18 عاماً تناولت جرعة بنادول زائدة قادتها الى فشل كبدي ومن ثم الوفاة.
? ماذا عن السبب الاول للفشل الكبدي في الكويت؟
- السبب الاول دهون الكبد بسبب السمنة والسكري، وهذا السبب في ازدياد حيث أن 95 في المئة ممن لديهم سمنة مفرطة سيصبح لديهم دهون على الكبد، و30 في المئة منهم سيصابون بالتهابات بالكبد و5 في المئة سيصابون بتلف وفشل الكبد، ونشير هنا الى ان كل حالات زراعات الكبد التي أجريناها كانت بسبب دهون الكبد التي أدت الى الفشل والحاجة لاجراء عمليات الزراعة.
? وما التكلفة المادية لزراعة الكبد للمرضى الكويتيين في الخارج؟
- ليس لدينا تقدير إجمالي لما تدفعه الكويت على زراعة الكبد في الخارج حيث هناك أكثر من جهة بخلاف وزارة الصحة ترسل مرضى للعلاج بالخارج كوزارات الدفاع والداخلية والنفط وغيرهما من الجهات الاخرى، لكن حصلنا على إحصائية من مكتب واشنطن الصحي فقط لمرضى الكبد المبتعثين من قبل وزارة الصحة خلال الفترة من 2008 الى شهر يونيو 2014، وهي احصائية تتعلق فقط بفواتير المستشفيات من دون المخصصات الشهرية للمرضى والمرافقين وتذاكر السفر وغيرها من النفقات الاخرى، حيث بلغت جملة ما كلف الدولة 55.938 مليون دولار، وذلك على نحو 60 مريضاً تقريباً، وبعضهم حدثت لهم الوفاة قبل إجراء عمليات الزراعة، وعلينا تخيّل أن تلك التكلفة للمرضى المبتعثين لمكتب صحي واحد ومن وزارة واحدة، وعليه فإن التكلفة المادية لعلاج مرضى زراعة الكبد بالخارج هائلة جداً، وقد تصل الى مليار دولار اذا ما اخذنا بالاعتبار فواتير المستشفيات ومخصصات المرضى والمرافقين وجميع الحالات المبتعثة من مختلف جهات الدولة خلال الفترة من 2008 إلى 2019.
? كيف ترى الفارق بين عمليات زراعة الكبد في الخارج وفي الكويت؟
- دعني أشير في هذا الصدد الى جانب هام جداً قد يغفله بعض المرضى المبتعثين للعلاج بالخارج والراغبين في إجراء عملية الزارعة، وهو أن الدول في الخارج تعطي أفضل الأكباد لمواطنيها وأسوأ الاكباد للاجانب، فالأكباد تتفاوت في درجة جودتها، والدول خارجياً تستفسر عن قوائم انتظار مواطنيها إن وجدت حالة تبرع، وإن لم تكن هناك حالة ترغب بالحصول على الكبد المتوافرة، بعد تقديم شرح عن درجة جودتها، هنا يتم منحها للاجانب القادمين لزراعة الكبد.
? إذن هذا تأكيد بأن الاكباد التي تزرع بالكويت افضل؟
- نعم الاكباد التي تزرع بالكويت أفضل بكثير من الاكباد التي تعطى في الخارج لمرضانا، حيث في الخارج يحصلون على أسوأ الاكباد، وهناك نقطة لابد من وضعها في الاعتبار وهي مسألة المتابعة بعد العملية حيث هذا الامر من الأهمية بمكان.
? هل هناك فارق في التكلفة المادية بين عملية الزراعة في الكويت ونظيرتها في الخارج؟
- كما ذكرت لك ان تتخيل تكلفة الزراعة للمرضى المبتعثين من جميع الجهات، بالنظر الى تكلفة المبتعثين لمكتب صحي واحد والبالغة نحو 55 مليون دولار لنحو 60 مريضاً، معظمهم لم يتمكنوا من زراعة الكبد في الخارج، وعليه يمكن ان نتحدث عن ارقام هائلة ولاسيما في الوقت الحالي مع ارتفاع التكلفة.
? لكن ماذا عن تكلفة الزراعة بالكويت مقارنة بالتكلفة في الخارج؟
- عملية الزارعة بالكويت تكلف حالياً نحو 20 الف دينار (أي ما يعادل نحو 65 ألف دولار)، أما في ما يخص تكلفة الزراعة في الخارج فدعني اشير الى بعض الارقام الواردة من خلال الاحصائية التي حصلنا من مكتب واشنطن خلال السنوات السابقة وليست الحالية. فعلى سبيل المثال هناك مريض تجاوزت تكلفة زارعته 4 ملايين دولار، وآخر نحو 1.241 مليون، وثالث نحو 2.855 مليون، وعليه فان الفارق في الكلفة المادية شاسع جداً ما بين الزراعة في الداخل والخارج.
? وما عدد عمليات زارعة الكبد من قبل فريق البرنامج، وماذا عن نسبة نجاحها؟
- أجرينا 6 عمليات زراعة، وجميعها كانت ناجحة جراحياً. وما نشير إليه في هذا الجانب ان نصف المرضى الذين اجرينا لهم الزارعة كانوا مبتعثين للعلاج بالخارج، ولم يتمكنوا من اتمام العملية في الخارج، ومن بينهم مريض كان مبتعثا الى الولايات المتحدة الأميركية عمره 70 عاماً وكان يعاني من سرطان في الكبد وتم رفض إجراء الزراعة له وأجرينا له زراعة وهو الآن بأفضل ما يكون.
? من هم أعضاء الفريق الطبي لبرنامج زراعة الكبد؟
- نتعاون مع كلية كينغز البريطانية، لكن 90 في المئة من الفريق كوادر كويتية.
? كيف ترى معدلات الازدياد في الفشل الكبدي في الكويت؟
- نحن مقبلون على طاعون فشل كبد بسبب ارتفاع معدلات السمنة في المجتمع الكويتي، وإذا لم نستعد بطريقة افضل خصوصا في مسألة التبرع بالاعضاء فسنواجه مشاكل كبيرة.
? هل يلقى برنامج زراعة الكبد دعماً من الوزارة؟
نعم، فالبرنامج يلقى دعماً كبيراً من وزيرالصحة الدكتور باسل الصباح ووكيل الوزارة الدكتور مصطفى رضا، لا سيما أن الوزارة هي التي بدأت في البرنامج.
حول زراعة الكبد
الصلاحية
تحدث استشاري الجراحة العامة والسمنة والكبد والاستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة الكويت الدكتور محمد جمال، عن مدة صلاحية الكبد المزروع، فقال إنه يمكن ان يظل مدى الحياة، موضحاً أن ذلك يعتمد على مدى جودته.
حالات التبرع
وعن حالات التبرع بالاكباد التي تمت زارعتها، قال جمال إنها جميعها كانت مأخوذة من اشخاص متوفين اكلينيكا، وفي هذا الصدد نوجه الشكر لفريق جلب الاعضاء الذى يقوده الدكتور مصطفى الموسوي، لأنه من دون هذا الفريق لم نكن نستطيع البدء في هذا البرنامج.
تبرع الأحياء لم يبدأ
وبسؤاله عن التبرع بالاكباد من الاحياء، قال جمال: ننوي زارعة الكبد من الاحياء، غير أننا لم نبدأ في ذلك حتى الآن، لان العملية ليست سهلة أو بسيطة. وكما ذكرت لتنمية البرنامج، فإن المشروع يحتاج تبنياً سياسياً وجهوداً جماعية ونتمنى أن نصبح في الكويت مركزاً لزارعة الكبد لكل دول الخليج.
قائمة انتظار
أشار الدكتور محمد جمال إلى أن لديهم قائمة الانتظار لمرضى زارعة الكبد، وتكبر بشكل مستمر، وكثير منهم يذهبون للخارج، ومن هناك يدركون صعوبة زارعة الكبد ومن ثم يعودون إلينا ونصف مرضانا الذين زرعنا لهم كانوا مبتعثين للعلاج بالخارج.