شهدت الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة تدهوراً أمنياً كبيراً خلال الساعات الـ48 الماضية، بعد إطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه الدولة العبرية، التي ردت بغارات وقصف مدفعي، أدى إلى سقوط قتل وجرحى في الجانب الفلسطيني، في خرق جديد للتهدئة الهشّة بين الجانبين.
ورفع الجيش حالة التأهب، وأغلق المجال الجوي ونقل لواء جفعاتي والنخبة إلى حدود القطاع، ومنع التجوال في محيطه، تزامناً مع القصف المكثف بالمدفعية والطيران الذي استهدف 11 موقعاً لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، بعد أن أعطى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر للجيش لتوجيه ضربة قوية لغزة.
وأصدرت هيئة الأركان الإسرائيلية تعليمات للجنود بتوخي الحذر الشديد من تعرضهم لعمليات اختطاف على حدود القطاع.
ولاحقاً، أعلنت إسرائيل أنها بصدد إغلاق معابر البضائع والأفراد مع غزة وكذلك منطقة الصيد البحري، رداً على إطلاق الصواريخ.
واستهدفت الطائرات أمس، سيارة مسؤول سرايا «القدس- لواء الشمال ح.أ.ع»، مما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخرين، فيما نجا القيادي من الاغتيال.
وتدهور الوضع الأمني بعد اشتباكات الجمعة اعتبرت الأعنف منذ أسابيع بين الطرفين، حيث قتل أربعة فلسطينيين، اثنان منهم في غارة جوية شنها الطيران الإسرائيلي على موقع لكتائب «القسام»، بعد إصابة جنديين، لترد الكتائب بنحو 289 صاروخاً تجاه المواقع والمستوطنات والمدن الإسرائيلية.
وذكر موقع «مفزاك» الإسرائيلي أن نحو 150 صاروخاً، أطلقت من القطاع خلال نصف ساعة، مضيفاً أن منظومات «القبة الحديد» اعترضت عدداً منها أطلق نحو مدينتي عسقلان وأسدود.
ولفتت إلى أن المنظومات حاولت التصدي لهذه الصواريخ والتي استهدفت مستوطنات سديروت وتجمع مستوطنات أشكول وشاعر هنيغف وساحل عسقلان.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية للقناة العبرية الثانية، إنّ حوارات القاهرة ستحدد مستقبل الساعات المقبلة، والوسيط المصري، طلب من «حماس» احتواء الرد الإسرائيلي، في ظل وجود قائد الحركة في غزة يحيى السنوار، وقائد «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة في القاهرة، بدعوة مصرية.
وأضافت أنّ «العيون تتجه نحو القاهرة فإذا ما نجحت في التوصل إلى اتفاق وتثبيت للتفاهمات فنحن أمام اتفاق مهم وحقيقي وإلا فالأمور ستتجه نحو تصعيد كبير»، فيما قالت مصادر إن «قائد سرايا القدس بهاء أبو العطا، (الذي كان مستهدفاً من قبل إسرائيل بالقتل) غادر غزة إلى القاهرة بدعوة مصرية».
في المقابل، ظهر مقاتلون من «سرايا القدس»، وهم يعدون الصواريخ بعيدة المدى للانطلاق.
وأظهر الفيديو بعض الأهداف التي تنوى «السرايا» قصفها مثل ميناء أسدود، ومفاعل ديمونا، ومطار بن غوريون ومصاف النفط في حيفا، ليختم بعبارة «دائرة النار ستتسع».
في غضون ذلك، شيّعت حشود كبيرة في غزة أمس، جثامين خمسة شهداء، سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية، وبعد القصف الجوي على القطاع.
كما استشهد الشاب عماد محمد نصير، ويبلغ من العمر 22 عاماً، وأصيب 4 في القصف الذي استهدف بلدة بيت حانون شمال غزة، فيما سقطت طفلة لاحقاً في قصف جوي.
وكان القصف استهدف نقطة رصد للمقاومة شرق بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، ومرصداً شرق بيت حانون، ونقطة أخرى للمقاومة شرق عبسان، ومرصداً قرب بوابة سريج شرق القرارة جنوب غزة، فيما تعرضت تظاهرات «مسيرات العودة» لعمليات قنص إسرائيلية الجمعة.