وجع الحروف

تلاحمنا بين القصد والفهم...!

1 يناير 1970 03:34 ص

بعد المقال السابق الذي تطرقنا فيه إلى موضوع «الصورة الذهنية والمتسلقون»? نتحدث اليوم عن القصد والفهم وعلاقته بتلاحمنا نحن النسيج الاجتماعي الكويتي.
مع كل حدث يحصل? تجد تعليقات من الحكماء والعقلاء? أولئك الذين يفهمون الأمور حسب ثقافتهم الصالحة، ويعبرون عن رأيهم بحسن قصد لتوضيح الأمر وملابساته، وفي المقابل تجد «المتسلقين» من لا عقلانية ولا حكمة في فهمهم، ويكتبون عن سوء قصد عبارات تجافي الحقيقة بقصد إيقاع الضرر بفرد? فئة أو مجموعة.
خذ عندك? أنك لو تعرضت لهجوم من هؤلاء المتسلقين: ماذا تفهم أنت كصاحب رأي حسن المقصد الناتج عن حسن فهم؟
هل ترد الإساءة بإساءة؟ «تسكت/‏ تبلعها»أم ترد للتوضيح؟
أولاً? يجب أن نفهم أن «المعنى» يحتاج إلى إدراك صالح للأشياء، الذي يطبع صورة ذهنية سليمة... يأتي بعدها حسن الفهم وحسن المقصد من أي قول أو فعل.
ثانياً، لسنا معنيين بتغيير قناعات الناس، لكن متى ما صار الأمر خاصاً بنا? فنحن هنا نذكرهم بالآية الكريمة: «يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»... هنا تستدعي الضرورة أن تستقي المعلومة من مصدرها، لتعرف معناها من الإدراك الذي يؤدي إلى رسم صورة ذهنية «صح»، وهو ما يطلق عليه «التحقق من الأمر» قبل الحكم عليه.
وثالثا: تمعنوا في قوله تعالى: «يأيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون»... وهذا القول فيه رد مختصر لمن يبيح أمراً ما على نفسه ويرفض أحقية الآخرين في الحصول عليه، بما فيها حسن النوايا «الفهم» وحسن القصد «الغاية».
لذلك? إن أكثر ما يؤثر في العلاقات الإنسانية وقوة تلاحم الأفراد ومكونات المجتمع وفئاته? إنما هو نتاج سوء فهم نتج عنه سوء قصد، ربما يكون صاحبه غير محق في ما ذهب إليه... وربما يفهم البعض جيداً حقيقة الأمر، لكنه يبعث رسالته بقصد سيئ أو كما يقولون: «كلمة حق أريد بها باطل».

الزبدة:
أنصح هنا الجميع بأن يحاولوا الوصول إلى حقيقة ما، يعرض من قول سواء مكتوب أو منقول صوتياً أو مرئياً، لأن العصر الحالي كثر فيها الخبث وسوء المقصد والمختصون في علم الاجتماع والإعلام يعلمون هذا جيداً.
وعليه? تستدعي الضرورة أن يكون لدينا مجاميع إصلاحية تعمل وفق منهجية علمية، تهدف إلى نشر الحقيقة بقصد الحفاظ على تلاحمنا وهو ما يؤدي إلى فهم صحيح.
تلاحمنا هو مصدر قوتنا... ونبذ «السفاهة والترويج لها»، وحث الجموع إلى نشر التوعية بين عموم فئات المجتمع ومكوناته، هو المدخل لإصلاح ذواتنا.
إنها رسالة اجتماعية? إعلامية? ثقافية نتمنى أن نحققها كي نحقق عيشاً كريماً، كما اعتاد عليه الأجداد، والبقاء للأصلح وقيادة الآراء الإصلاحية تظل حبيسة عقول الأخيار من الكفاءات، ممن هم إلى هذه اللحظة بعيدون عن محيط صناعة القرارات، ورمضان بعد يوم فاتقوا الله في البلد والعباد... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi