قبل الجراحة

عندما سألني عبدالعزيز...

1 يناير 1970 06:23 م

سألني العزيز عبدالعزيز عن رمضان في الماضي وعلاقته بالتلفزيون...؟ رددت عليه: في البداية... نبارك قدوم الشهر الفضيل للجميع، ونتمنى للجميع دوام الصحة وراحة البال.
رمضان له ذكريات مع الجميع، قد تكون جميلة للبعض، وللبعض الآخر ليست كذلك.
رمضان هو شهر المسلسلات الشعبية في الماضي...
اشتهرت المسلسلات الشعبية واشتهر غالبية من قام بأدوار البطولة...
كانت قصة المسلسل واضحة...
الشر يعم المدينة... أبطال الشر يسيطرون على مفاصل القرية أو المدينة... غش وخداع ونصب وتنفيع وتجاوز القانون... متوازياً مع ظلم للضعيف وظلم وبطش لكل من ينادي بالحرية، ولكل من يطالب بالمحافظة على ثروات المدينة أو القرية... كان من ينادي بالحق مصيره إما السجن وإما النفي خارج المدينة أو القرية... كانت ثروات القرية أو المدينة تنهب لمدة تسعة وعشرين يوماً... نعيش خلالها مع الشر والأشرار... نحفظ معظم جملهم... وتقلد غالبية الأطفال حركاتهم... لأنهم هم الأبطال... أحبهم غالبية الأطفال... تخيل يا عبدالعزيز أن هؤلاء الأطفال هم رجال اليوم... إنهم الآباء.
ثم بعد ذلك وفي الحلقة الثلاثين ينتصر الخير... حلقة واحدة فقط نشاهد فيها أن الخير هو المنتصر، وأن الأشرار هزموا شر هزيمة... ومن تم نفيه سمح له بالعودة إلى القرية... واحتفل بعودته...!
وفي اليوم الثلاثين غالبية الأطفال منشغلون بالتجهيز للعيد... ومنهم من لا يشاهد هذه الحلقة...
وإن كان رمضان تسعة وعشرين يوماً... فإن الغالبية لا تشاهد انتصار الخير... لأنهم مشغولون بالعيد... وبالتغيير الذي طرأ على موعد الحلقة.
ذهبت المسلسلات الشعبية... لأننا تطورنا... وجاءت المسلسلات التي تدعي أنها تعكس حقيقة المجتمع... وأيضا... الشر منتصر من الحلقة الأولى حتى الأخيرة.... ففي الحلقة الأخيرة ينتصر الخير.
هل فهمت يا عبدالعزيز ماذا يعني رمضان... نظر لي عبدالعزيز نظرة المنتصر الذي فهم ماذا أقصد.