خواطر قلم

بين الإقصاء الكويتي والترحيب البحريني!

1 يناير 1970 02:17 م

«الإثارة في الملتقى الإعلامي العربي»... كان هذ عنوان مقالي السابق، الذي عرضت فيه لأحد أهم عناصر محاضرتي «تجربتي مع الإعلام»، التي ألقيتها في ملتقى الإعلام العربي السادس عشر في الكويت، وكان تحت رعاية سمو الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء.
وقلت للأستاذ ماضي الخميس - الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي - أحتاج في محاضرتي شوية صراحة يتم فيها ذكر بعض الأحداث الساخنة بالأسماء، ولمحات سريعة لمواقف سياسية إعلامية، لأن سرد تجربة إعلامية من دون المرور بمحطات مركزية مسكوت عنها تفقد التجربة روحها ومصداقيتها، وتم ما أردت ولم يعتب الزميل ماضي وسرني تفاعل الجمهور.
فكان مما ذكرته أنني بدأت البرامج الإعلامية في تلفزيون الكويت عام 1995 بثلاثين حلقة في رمضان، استمر ذلك البرنامج الذي بدأ سنته الأولى بعنوان «الأدب في خدمة المجتمع» ثم «صور وخواطر» إلى 1998 وبينما أنا أحضر مادة السنة الأخيرة فوجئت بالمخرج الفاضل الزميل سليمان الخراز يقول لي هل تعلم أن هذه السنة 1998 أو 1999 ليس لك برنامج رمضاني في تلفزيون الكويت؟! قلت كيف يحصل ذلك وقد أخذت الإذن من إدارة التلفزيون من شهرين بالموافقة، وأنا في قمة الانشغال بالإعداد؟!
فقال: إن فريقاً إعلامياً متكاملاً من تلفزيون الكويت سافر إلى القاهرة لتسجيل 30 حلقة رمضانية، مع شيخ الأزهر سيد طنطاوي!
قلت هذا حقهم ومن تقريرات وتقديرات الإدارة وأمر طبيعي، لكن غير الطبيعي ولا المنطقي ولا المهني ألّا يخطروني بقرارهم بأن هذه السنة نعتذر عن برنامج بكل أريحية، كما يحصل في علاقات العمل بين العاملين وإدارة المؤسسات. كم هي مفارقة أن يكون الخبر من غير الجهة المختصة ولا رسمياً، وإنما من الأخبار التي يلتقطها الموظفون والعاملون والمعارف.
إنهم بهذا فوتوا عليّ فرصاً أخرى وخيارات متاحة كثيرة رفضتها، ولاءً وارتياحاً لتلفزيون الكويت! ماذا أصنع ولم يبق على رمضان سوى 19 يوماً والتلفزيونات انتهت من إنتاج برامجها وجدولتها زمنيا من مدة طويلة.
أخبر بعض الأحباب المخرج البحريني القدير الفاضل فريد قنبر، عن إمكانية تسجيل برنامج خواطر قبل الإفطار في رمضان لمحمد العوضي وبعد يوم رد بالموافقة وسافرت ولأن الاستديوهات غير جاهزة، تم تسجيل الحلقات في منزله المبارك، ولقيت من الإكرام والحفاوة ما لا يوصف ويظل فضلهم طوقاً دائماً في عنقي. وحتى السنة التي تلتها كان برنامجي يذاع في تلفزيون البحرين.
والسؤال الذي لم أجب عنه وأخفيته إلى أن كشفت حقيقة الجواب عليه في محاضرتي في ملتقى الإعلام العربي، لماذا استبعدت بطريقة غير مهنية وسرية من تلفزيون الكويت، ومن وراء الاستبعاد ومن اتخذ القرار بإصرار؟
أظن الصراحة جميلة والسرد التاريخي للتجربة لا عيب فيه، لكن يتفاوت الناس في التقدير. لا أحب ذكر الشخصيات المرموقة الثلاثة خارج الوزارة، ممن شكاني وطلب استبعادي آن ذاك إبان وزارة الدكتور سعد بن طفلة للإعلام.
رحم الله من توفي منهم ووفق الله إلى الخير من بقي.
ويبقى سؤال عن سبب الأسباب، ولماذا هذا الغضب والتحريض والدفع باستبعادي؟!
القصة باختصار أن الزميل القدير عبدالرحمن النجار استضاف في برنامجه الشهير «شبكة التلفزيون» الكاتب المصري حسين أحمد أمين ابن الأديب الكبير أحمد أمين وشقيق الكاتب المعروف جلال أمين. وقد شاهدت الحلقة واستمعت إلى كمية الافتراءات التي تدفق بها الرجل على محدثي الإسلام ومؤرخيه، وكان ذلك قبل رمضان بشهرين فقررت الرد عليه في تلفزيون الكويت، كما زوّر هو على الناس في التلفزيون نفسه، وكانت حلقتي في الرد عليه يوم 25 رمضان وقلت في بداية الحلقة - كما ذكرت ذلك أيضاً في ملتقى الإعلاميين العرب - إنني أرتضي أن يكون حَكَماً ثقافياً بيني وبين حسين أمين ثلاثة من المثقفين المرموقين الدكتور محمد الرميحي رئيس تحرير مجلة العربي يومها، وعلي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب، وعبدالله خلف رئيس النادي الأدبي الكويتي.
ولأن الذين سعوا لاستبعادي من تلفزيون الكويت يعلمون أن هذه القامات الأدبية، ستنحاز للحق العلمي والتاريخي فلم يستجيبوا لطلبي، وإنما امتطوا الدسيسة لتكون لهم سبيلاً في كشف زيف المزيفين وفضح عوار المزورين.
وللحديث عن تجربتي الإعلامية ثمة بقية.
@mh_awadi