ولي رأي

ثلاث دعوات

1 يناير 1970 07:58 ص

دعوات ثلاث من ساسة للتظاهر تقليداً للسودانيين الذين يملأون شوارع بلادهم منذ أسابيع، نعم أسقطوا عمر البشير، ثم أسقطوا الذي أسقطه الفريق عوض بن عوف، ويطالبون بإسقاط الذي تلاه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والثلاثة كلهم من الجيش، والشعب السوداني ما زال يتظاهر.
أول مَنْ دعا للخروج إلى الشوارع هو الرئيس الأسبق لمجلس الأمة الرمز أحمد السعدون، وذلك في ديوان العم خالد السلطان، وذكّر أبو عبد العزيز بأن البشير حكم 30 سنة وأسقطته الجماهير، ونسي - وللسن أحكام - أن نظام الحكم في الكويت عمره فاق الثلاثة قرون ولم يفكر أحد بإسقاطه.
والنائب محمد براك المطير - المحال للنيابة على خلفية قضية أسهم - هو صاحب الدعوة الثانية، ويريد إسقاط الحكومة مشبّهنا كشعب بقوم لوط، لأننا - وحسب قوله - أخرجنا من أسماهم بالصالحين، و«صالحو البراك» هربوا من البلاد بسبب مخالفتهم للدستور والقانون، ولم يُخرجوا.
أما صاحب الدعوة الثالثة فهو النائب السابق المزيون صاحب الدم الخفيف ناصر الدويلة، الذي حذر من خروج شعبي لحل مشاكل معينة.
والعجب ألّا يرى السعدون والمطير والدويلة ما حدث في دول الجوار من حروب أهلية وتدخلات خارجية واحتضان المنظمات الإرهابية فيها، فقط لأن شعوبها خرجت إلى الشارع من أجل الخروج على النظام.
أفلا يسمعون ما يحدث الآن في ليبيا وطائرات الدولة تقصف مدنها؟! حتى وصل الأمر إلى أن ترسو السفن المجهولة على موانئها لتوزع الأسلحة على الأطياف المتحاربة؟ وكذلك الحروب بالوكالة على نفط الجزائر؟
ونحن نعرف أن الجزائر وليبيا هما من أغنى الدول النفطية، ولكن علّتهما كانت الانقلابات وتغيير الأنظمة. وللأسف الناس البسطاء - وبتحريض لا نعرف مصدره - لا يزالون في الشوارع والساحات يطالبون بإسقاط النظام في أكثر من دولة عربية وإسلامية، والفاعل الحقيقي ما عرفناه، لكنها الفتنة التي حذرنا الإسلام منها.