نافذة

رسالة... لمن يدرك أنه المطلوب!

1 يناير 1970 11:17 ص

أنماط بشرية، لا علاقة لها بالبشرية، سوى صرخة الولادة وشهقة الموت!
رسالة... لمن عشق تصديق الظالم وصفق له!
فلا تبرهنوا... كيف تبرهنون؟ والأيام كفيلة بسقوط أقنعتكم أمام عيني، وأعين الجميع رغم إيمانكم المزيف!
كنت أدرك أن رداء إيمانكم كان مجرد عقار موقت، فالاستخفاف بالعقول مرحلة وقتية، في زمن سحيق ولكن المنطق كشف أوراقكم السوداء، كان كل هذا من أجل زخرفة مسلسلاتكم الدامية، بأحداث ليس لها من الواقع شيء إلا أنني مجرد قدر شفاف ذات فراسة أدرك تفاصيلكم فيها بكل حذافيرها من وإلى!
كنت أدرك أن نفوسكم الإجرامية لا تخرج من هذه الدنيا إلا بعد انتشال الحقيقة وسقوط دموعكم الزائفة أمام الجميع!
فالحقيقة كانت غارقة يجرها الظلمة والسفهاء!
وكأنني برحلة جبارة وبلاء رباني عظيم، كنت أدرك نهايتكم المأسوية بكل مافيها، وكنت ألقي التحذيرات الشديدة إلى قلوبكم ومسامعكم ولكن لا حياة لمن تنادي!
فبنيان الظلم كان شاهقاً وعنيفاً جداً، فلا يستمع لهذه النداءات إلا الأنقياء!
كنت أدرك وأشاهد أمام عيني مسلسلاتكم الدامية إلا انتشال أحداث موتي، نعم أحداث موتي!
لأشاهدها أمام عيني في ما بعد بعناصر أخرى، كنت علي يقين تام، بمسار الظلم والظالمين... فماذا أقول؟! فأحرفي وكلماتي كانت مجرد سراب في قلوب حاسدة ناقمة!
لا تعرف معني الرضا والرحمة... لا أنكر أنني كنت أستمع لشهيقكم وزفيركم بأنكم الأفضل ...!
كنت أتغافلها وأتجاهلها، وأقول لعل وعسي ترق عقولهم وقلوبهم البلهاء، كنت فعلاً أتعايش، مع واقع مرير جداً
واقع مرير، لا يدركه إلا من يدرك مرارته الحارقة!
كنت أضطر لسماع بعض السفهاء فسوق بعض البشر لا يبشر بخير! كنت أستمع بتسديد نصائح لاذعة لي تخفي عن حسد دفين وابتسامة صفراء، وتنافس شاهق، للجدل بين الحكماء وبين الجهلاء، كنت أقول تفننوا حتى أكتب عنكم وأشرح معانيكم في كتابي، حتى تكونوا فلسفة ثرية للأجيال القادمة، عن فنون سحيقة لمن لا يملك إلا لحكمة التقليد، وإعادة العبارات الرنانة وإملاء فراغات الظلم بعبارات إصلاحية!
ألا تناسيتم أن مضموني وتفاصيلي تختلف عنكم اختلافاً شاهقاً، فجذوري وعروقي لا تنتمي إلى متسكعين وأصحاب الهوى، بل لجذور ذات أصول لا تنتج إلا أصحاب الأصول!
المثير للجدل أن مؤهلاتهم خاوية جداً، فهي لا تملك إلا مراقبة الآخرين، ورؤوس ذات ألف وجه، وإيقاف الإحسان والبر عن أقرب الأقرباء. وجدتهم ثعالب جوفاء بلباس عصافير وأرجل ذات مخالب دموية!
المثير للجدل، تصديقهم، أو محاولة تصديقهم، والحقيقة واضحة وساطعة كوضوح الشمس، ومع كل هذا، كانوا لا يعنون لي شيئاً... كنت أستمع لهم فكلماتهم لا تصل إلا لعقلي، بينما قلبي كان يدرك أنهم أنماط بشرية لا علاقه لهم بالبشرية إلا بصرخة الولادة وشهقة الموت!
نعم كنت أشاهد كل هذا وأراقب بصمت، وأتجاهل فمسيرتي كانت أعظم من هذا كله... فليس لي خيار إلا الصمود وإلا سقوط ضحايا!
لا أنكر أن حكمتي جعلتني أتعايش مع كل هذا، وأن أجعل من صبري الجبار دواءً لها، وأخفي كشف أوراقي بأنني أدرك تفاصيلكم المدمرة ! ومن نقائي النافذ، سقطت أقنعتكم أمامي وأمام الجميع!
كانوا يريدون تلوين رسالتي بفنون الافتراء والظلم والجور وتحريك سحابات الأحداث بأعاصيرلا تمثلني!
لأنهم فقط كانوا يريدون الأحداث تسير هكذا!
لا أنكر إنني، وجدت التهليلات والتكبيرات، ووجدت من يراقب الأحداث بصمت خوفاً من لعنة القدر، ووجدت من يقف على المنصة لتقديم الحكم المزيفة!
ومن يقف لتقديم الأحداث الغريبة وجعلها فنجانا أسود ساخنا يتلذذ به أمام الجميع، ومن يجسد دور الحكمة في تسديد نصائح لاذعة أمام المبهرجين، ومن يقف ليتصنع بالإصلاح الفاسد ! حتي يسقط الظالم في فخهم المدمر ....... لتأتي التبريرات فيما بعد غريبة الأطوار!
كانت كل هذه الأحداث لإشفاء فلسفتهم العنقاء، بأنهم هم الأفضل، ومع كل هذا لم تتلوث دمائي
فدماء الصالح لا تختلط مع دماء الفاسد مهما بلغ القدر والدهر!
إنني على ثقة تامة أن السفهاء يحاولون الآن طمس الأحداث لصالحهم، ولكنني على يقين تام، أنهم انكشفوا، فأوراقهم كشفت وقرأها وأدركها الجميع!
فرسالتي لا يدركها ولا يتصفح معانيها إلا صاحب الحكمة والضمير... فليس لي أن أقول: إن هذه هي مجرد دنيا، وكل شيء فيها محسوم!

* كاتبة واستشارية كويتية