رأي قلمي

أعدوا له ما استطعتم..!

1 يناير 1970 01:38 ص

إن الشعور بالسعادة نصفه يعود إلى أسباب ملموسة والنصف الآخر يعود إلى أشياء محسوسة، أشياء يمكن أن تُصنع صناعة من خلال الخيال واللغة، والسعادة هي تدفق داخلي وشعور خاص يرتبط في أحيان كثيرة بأسباب واضحة ملموسة، كشعورنا بقدوم شهر الخير والبركات، شهر رمضان.
فلنستعد استعداداً يليق بالشهر العظيم، استعداداً يوازي شعور التدفق الداخلي، شعور ملموس ومحسوس، استعداداً روحياً وعقلياً ونفسياً وسلوكياً، ونخطط لاستثماره وقبل أن نخطط لا بد أن نكون منسجمين مع أنفسنا ذاتياً وروحياً، أي نؤدي الحقوق والواجبات التي علينا دون انتقاص، ونشعر بالهناء والسعادة ونحن نخطط ونؤدي ونستثمر في شهر الرحمات والنفحات.
شعور السعادة يخالج أنفسنا، ويمتزج مع سلوكنا ونحن نمارس الصيام في النهار، ونصلي صلاة القيام، ونتبادل الزيارات، في شهر له خصوصية تعبدية وحياتية، شهر يُقدّم نفسه للإنسان، ويوفر له كل مقومات التخطيط اليومي، لأنه شهر منظم مرتب طقوسه متواترة ما بين الليل والنهار، تشعر بأنك على استقامة، ونفسك فيّاضة، وروحك مستعدة للخضوع والتذلل بين يدي الله، شهر يدفعك لبناء وترميم علاقات اجتماعية تجعلك تشعر بالهناء والسعادة، شهرٌ يجعلك تشعر بالإنجاز والتقدم على المستوى الشخصي، لأن الإنجاز في شهر رمضان دليلك ومؤشرك على جدارتك وكفاءتك، ويجعل يومك مليئاً بالمهام الأساسية والثانوية، ويملأ فراغك عندما تمارس طقوسك الرمضانية بانتظام.
إن أسباب السعادة متاحة ومتوافرة في شهر رمضان، وتستطيع أن تعيش هذا الشعور في لحظاتك وهمساتك، عندما تمارس الإحسان إلى الخلق وتتعاطف معهم وتشجعهم وتمنحهم الرؤية الصحيحة لشهر الخير والبركات وتجعلهم يتلمسون شعور السعادة ويحسون به، دعونا نعيش في فرح وسرور في كل همسة ولمسة وركعة في شهر ميّز الله به الإسلام، بالصيام والقيام وصلة الأرحام وتلاوة القرآن وبأجور مضاعفة، ونفحات ربانية متتالية، نسأل الله أن يبلغنا رمضان ويبارك لنا فيه، ويسلّمه لنا، ويتقبله منا سالماً.