«فكرة التواجد العسكري البريطاني الدائم في الكويت لم تتبلور بشكل نهائي»

الجارالله: التشكيك في القدرات الصينية تنقصه الواقعية والمنطقية

1 يناير 1970 09:40 م
  • دافنبورت: الكثير من الكويتيين يعتبرون بريطانيا  وطنهم الثاني

استغرب نائب وزير الخارجية خالد الجارالله من الانتقادات والتشكيك في القدرة الصينية على تنفيذ مشروع الحرير وتطوير الجزر، معتبراً أن «التشكيك في قدرات الصين غير واقعي، فهي دولة عظمى ولديها إمكانيات غير محدودة، وبالتالي الحديث والتشكيك في القدرات الصينية تنقصه الواقعية والمنطقية في نفس الوقت».
جاء ذلك في رده على أسئلة للصحافيين على هامش مشاركته في الاحتفال الذي أقامته السفارة البريطانية، ليل أول من أمس، بعيد الميلاد الـ93 لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وعدد كبير من الشيوخ والوزراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين لدى الكويت.
وبشأن الاختلاف في وجهات النظر بين الدول العربية وروسيا في ملفات عدة، منها سورية، وإمكانية تجاوزها من خلال التواصل المباشر مع الروس، قال الجارالله: «لقد تمت مناقشة القضايا الإقليمية مع الجانب الروسي خلال المنتدى الروسي - العربي الذي عقد أخيراً مثل اليمن وليبيا وسورية والإرهاب... ولا أشير هنا لوجود خلاف بين العرب وروسيا بشأن سورية وذلك لوجود اتفاق على المرجعيات المتفق عليها مثل قرارات مجلس الأمن وخصوصاً القرار 2452 بالإضافة إلى مرجعية جنيف1 وما اتفق عليه في محادثات أستانة، بالتالي لم نختلف معهم ولن نختلف حول هذه المرجعيات وكل ما هو مطلوب أن نرى دوراً روسياً أكثر تأثيراً وفعالية في هذه القضية».
وعن زيارة وفد أمني بريطاني إلى الكويت وإذا ما كان هناك جديد في طلب الكويت بتواجد عسكري بريطاني دائم فيها، أوضح الجارالله أن «التعاون والتنسيق والتواصل الأمني مع المملكة المتحدة متواصل وهناك حديث عن إمكانية تواجد عسكري بريطاني على الأرض في الكويت وهناك تفاهم وتواصل وتنسيق ومحاولة جادة من الجانبين لإخراج هذا التواجد إلى حيز الوجود ولكن لا جديد في هذا الموضوع».
وبشأن ما يقال عن أن هذا الملف أغلق بسبب خلاف في وجهات النظر بين الجانبين، قال إن التنسيق الدفاعي والأمني بين البلدين موجود، «وبالتالي إذا تبلورت هذه الفكرة فمن الممكن أن تنطلق ويمكن العمل بها لكن الفكرة لم تتبلور بشكل نهائي بين البلدين».
وبشأن الوضع المتفجر في ليبيا، أعرب الجارالله عن أمله في حل الأزمة هناك، مشيراً إلى أن الاجتماع الوزاري العربي الذي سيعقد يوم الأحد المقبل سيناقش الوضع في ليبيا، كما سيناقش مسألة المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية حيث سيحضر الاجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأوضح أن هناك جهوداً تبذل ومساعي حثيثة لتهدئة الوضع في ليبيا والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإفساح المجال لمساعي المبعوث الأممي غسان سلامة، بما فيها سعيه لعقد مؤتمر وطني جامع، «وبالتالي أعتقد ان الاجتماع المقبل الذي سيعقد في القاهرة سيفتح الطريق واسعاً أمام جهود غسان سلامة».
ونفى الجار الله أن يكون من المقرر أن يناقش الاجتماع الوزاري العربي المقبل ما يسمى بـ«صفقة القرن»، وهي خطة السلام التي تعتزم الولايات المتحدة طرحها، موضحاً أنه سيناقش الوضع المالي للسلطة فقط «وهذا حسب طلب الاخوة في فلسطين».
وبخصوص الاحتفالات الكويتية التي ستقام في لندن بمناسبة مرور 120 عاماً على إقامة العلاقات الكويتية - البريطانية ومن سيمثل الكويت فيها، قال: «مبدئياً سيكون مستوى التمثيل في هذا الاحتفال على مستوى وزاري وقابل للارتقاء».
وعن المناسبة، أكد الجارالله عمق العلاقات التاريخية مع المملكة المتحدة مستذكراً «الدور المشرف» لبريطانيا في تحرير الكويت إبان الغزو العراقي.
من جانبه، هنأ السفير البريطاني لدى البلاد مايكل دافنبورت سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على التكريم الاستثنائي والمستحق من قبل مجموعة البنك الدولي، تقديراً لدعم سموه للسلام العالمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم.
وقال دافنبورت، في كلمة له خلال الحفل، إن سمو الامير يحمل رؤية طموحة للكويت و«نظراً لقوة العلاقات وعمق الشراكة والثقة المتميزة بين بلدينا فإنني على ثقة بأن بريطانيا ستكون جزءاً من الجهود المبذولة لجعل تلك الرؤية حقيقية».
وأشار إلى أن هذا العام يحمل دلالة خاصة لكل من الكويت وبريطانيا، إذ يحتفل البلدان بالذكرى الـ120 لتوقيع المغفور له الشيخ مبارك الكبير معاهدة الصداقة.
وذكر دافنبورت أن بريطانيا والكويت وقفتا جنباً إلى جنب دائماً، «ونحن فخورون بأن القوات المسلحة البريطانية قد قاتلت بشجاعة مع أصدقائنا بالكويت والتحالف من أجل ردع العدوان واستعادة سيادة واستقلال الكويت وهذا الالتزام سيبقى قوياً على الدوام».
وأكد أهمية استمرار هذه الصداقة بين الشعبين لدى الأجيال الشابة، ومن الأمثلة على ذلك هو ان المزيد من الكويتيين الشباب يدرسون حالياً في الجامعات البريطانية أكثر من أي وقت مضى، «وهذا العام سيقوم اتحاد الجامعات البريطانية الشمالية بإطلاق أول سنة تأسيسية دراسية في الكويت».
ورأى السفير البريطاني أن الكثير من الكويتيين يعتبرون بريطانيا وطنهم الثاني وهم دائماً موضع ترحيب في بريطانيا.