نسمات

لغز سقوط الطائرة المصرية 995

1 يناير 1970 11:16 ص

في كل لحظة من اللحظات يحلق في السماء الدنيا ما لا يقل عن مليون طائرة مدنية، تجوب عنان السماء لتنقل ملايين الركاب والبضائع ولتختصر المسافات الطويلة!
ومع هذا التدافع الرهيب وسط السماء، تظل هنالك ألغاز كثيرة لا ندرك حقيقتها، ومنها سقوط بعض الطائرات أو اختفاؤها في ظروف غامضة، ومنها اختفاء الطائرة الماليزية الرحلة 370 mh في عام 2014 وعلى متنها 227 راكباً فوق المحيطة الهادي، وقد أجرى أقرباء الضحايا عمليات بحث كبيرة، إلى أن وجدوا قطعاً من الطائرة على جزيرة مدغشقر، لكن يظل لغز اختفاء الطائرة غامضاً إلى يومنا هذا!
اللغز الآخر هو لغز تحطم الطائرة المصرية 995 بتاريخ 1999، والتي سقطت في المحيط الأطلنطي، وكان مساعد الطيار المصري جميل البطوطي، قد تم اتهامه من هيئة سلامة الطيران الأميركية بأنه قد تعمد الانتحار وإسقاط الطائرة، وذلك بسبب تلفظه بعبارة «توكلت على الله»، مع أن الجميع كان يشهد له بأنه مثال للتدين والاخلاق الحسنة، وهو طيار متمرس وله خبرة طويلة في الطيران!
وقد كان على متن الطائرة «البوينغ 767» 217 راكباً، وعلى متنها أيضاً وفد عسكري مؤلف من 33 شخصاً وثلاثة خبراء في الذرة، وقد تم إلغاء مسؤولية سقوط الطائرة على شركة مصر للطيران، ومن المفارقة أن الجهة الوحيدة التي كانت مكلفة بالتحقيق في ذلك الحادث هي هيئة سلامة الطيران الأميركية!
ويكذب تفريغ أشرطة الصندوق الأسود، الزعم بأن الحادث كان ناتجاً عن انتحار مساعد الطائرة، حيث طلب الطيار من مساعده أن يعينه على التحكم بالطائرة بقوله: «شد معي!» وقد فسرت هيئة الطيران المصرية أسباب الحادث بأن هنالك صاروخين أطلقا على الطائرة واسقطاها!
لو تجاوزنا عن هذين الحادثين لطائرتي بوينغ، فقد وقع حادثان آخران لطائرتي بوينغ 737 ماكس، الأولى للخطوط الأندونيسية في أكتوبر الماضي، من بالي إلى جاكرتا وقتل ركابها الـ189، وقد سقطت الطائرة في بحر جاوه!
وقد ذكر طيارو الطائرة عن تفاصيل المشاكل التي واجهوها، وقد ذكر ناطق الشركة امام البرلمان الاندونيسي بأن النظام الآلي في الطائرة وجه مقدمتها إلى الأسفل، ما أدى إلى توقف المحركات عن العمل وسقوطها في البحر!
أما الحادث الآخر لنوع الطائرة نفسه فقد وقع للطائرة الاثيوبية، التي كانت متجهة إلى نيروبي وعلى متنها 157 راكباً، فقد سقطت في الظروف نفسها، وهي طائرة جديدة لم يمض على طيرانها أكثر من ثلاثة أشهر، وقتل جميع ركابها!
بالطبع فإن كثيرا من الدول قد أوقفت طيران هذا النوع من الطائرات، ولا شك أن ذلك السقوط مرتبط بأجهزة التحكم في تلك الطائرات، حيث يستبعد الحديث عن مؤامرات لإسقاطها!
سيكشف المستقبل لنا عن كثير من تلك الأسرار، ولكن لاشك أن اعتمادنا على التقنيات الحديثة له ضريبة باهظة، لا بد من دفعها، وستظل الأجواء ساخنة والمخاطر قائمة، ما دمنا نعتمد على التقدم التكنولوجي لتسهيل حياتنا!