حوار / «كارول سماحة وإليسا أكثر فنانتين تناديان بحقوق المرأة... وهناك أيضاً سميرة سعيد»

علي المولى لـ «الراي»: توقّعتُ أن تثير «المُطَلَّقَة» الجدل... وسأستمرّ بتقديم هذا الخط

1 يناير 1970 05:14 م

الكتابة عن مُطَلَّقَةٍ تَطَلَّبَ منّي أن أضع نفسي مكانها والتعبير عما تشعر به

أنا مع الحقّ ... لستُ إلى جانب المرأة دائماً ولا إلى جانب الرجل دائماً

الفصحى المعقّدة لغوياً سقطتْ وموضتها انتهتْ والأفضل استخدام أسلوبٍ مبسّطٍ

شخصياً تهمّني الفكرة أكثر من اللغة وحتى أخطاء القواعد لا تهمّني 

أغنيتي لشيرين عبدالوهاب باللهجة اللبنانية عنوانها «يا بتفكّر يا بتحسّ»

 

 

 

 

 

أَحْدَثَتْ أغنية الفنانة اللبنانية كارول سماحة الجديدة «المُطَلَّقَة» ضجّةً كبيرة نظراً لجرأة موضوعها، وخصوصاً أنها تدور حول معاناة المرأة المُطَلَّقَة وتَعَرُّضها للظلم من الرجل والمجتمع لمجرّد كونها مُطَلَّقَة.
الأغنية عبارة عن قصيدة باللغة الفصحى كَتَبَها الشاعر اللبناني علي المولى بأسلوبٍ بسيط ومباشر، ولذلك استطاعت أن تصل إلى الناس بسرعة قياسية، وأن تحصد الكثير من الثناء على الرغم من انتقاد البعض لجرأتها.
المولى أكد لـ«الراي» أنه كان يتوقّع أن يثار الجدل حول الأغنية، موضحاً في الوقت نفسه أن المجتمع العربي صار يتقبّل في الوقت الحالي مثل هذا الكلام، «خصوصاً أن نظرة الجيل الجديد إلى المرأة المُطَلَّقَة تغيّرت»، مشيراً إلى أن الأغنية هي أسهل طريقة لإيصال الأفكار.

?  أَحْدَثَتْ أغنية كارول سماحة الجديدة «المُطَلَّقَة» جدلاً واسعاً، نظراً لجرأة موضوعها. فهل فوجئتَ بذلك وهل تعتقد أن المجتمع العربي مهيّأ لسماع كلام مماثل لمضمون الأغنية؟?  أَحْدَثَتْ أغنية كارول سماحة الجديدة «المُطَلَّقَة» جدلاً واسعاً، نظراً لجرأة موضوعها. فهل فوجئتَ بذلك وهل تعتقد أن المجتمع العربي مهيّأ لسماع كلام مماثل لمضمون الأغنية؟- بل توقّعتُ أن تثير الجدل، علماً أنه في هذا الوقت صار المجتمع العربي يتقبّل مثل هذا الكلام. عقدة المجتمع فُكت، والأحكام المسبقة عن الناس أو عن المرأة المُطَلَّقَة أو أي حالة اجتماعية أخرى لم تعد موجودة وتغيّرت نظرة الجيل الجديد إلى المُطَلَّقَة. وأعتبر أن الأغنية هي أسهل طريقة لإيصال الأفكار، وأتمنى أن يتم التركيز على مواضيع مماثلة.?  في رأيك، هل كانت الأغنية تعرّضت للانتقادات لو أن المجتمع العربي يتقبّل كلاماً مماثلاً؟- المجتمع ينقسم دائماً إلى قسميْن، قسمٌ يتمسّك بالأفكار الموروثة وقسم آخَر مُنْفَتِح، ولا يخلو الأمر من الانتقادات.?  وهل تعمّدتَ الجرأة في الأغنية عندما تحدّثتَ عن موضوع السرير الزوجي؟- هذه ليست جرأة. هو كلام عادي وطبيعي يتم تداوله بين الناس.?  أنت تقول بين الناس وليس في أغنية؟- وما الذي يحول دون كتابته وتقديمه في أغنية؟ هذه ليست جرأة، بل هذا هو الواقع.?  هل وجدتَ أن كارول سماحة ملائمة أكثر من سواها من الفنانات لتقديم الأغنية؟- هناك عدد لا بأس به من الفنانات اللواتي يتميّزن بالجرأة، ككارول وإليسا وجوليا بطرس وغيرهنّ. أنا بدأتُ مع كارول وسأستمر ولن أتوقف عن طرْح مثل هذه المواضيع في أعمالي المقبلة.?  هل ترى أن المجتمع لم يعد يقْبل الأغنيات المُفْعَمَة بالحب والرومانسية؟- بل ببساطة، الناس صاروا يعرفون الحقيقة ويريدون سماعَها. أخيراً تحدثتُ عن الحب في أغنية أدهم النابلسي، ولكن بطريقةِ وصْفٍ جديدة. الناس يحبون فكرة الروح وليس فقط «بحبك وتركتيني». الناس يريدون الكلام المباشر.?  هل صُفّيت الأمور بينك وبين أدهم النابلسي؟- لم يحصل شيء بيننا، بل لطالما كنا أصدقاء. لم يقع خلاف مباشر بيني وبينه، ونحن بقينا أصدقاء وآخِر أغنياته من كلامي.?  ولكن حصلت بينكما دعاوى وسجن؟- الموضوع ذهب في حال سبيله.?  في رأيك مَن هي أول فنانة رفضتْ خنوع المرأة وحَمَلَتْ لواء المرأة الجريئة في أغنياتها؟- أعتقد أن كارول وإليسا أكثر فنانتين تناديان بحقوق المرأة وهناك أيضاً سميرة سعيد.?  هل تتوقع أن تفتح أغنية «المُطَلَّقَة» أمامك الأبواب للتعامل مع فنانات عربيات بعد الجدل الذي أثارتْه؟- في الأساس هناك تعاون بيني وبين شيرين عبدالوهاب في أغنيةٍ ستقدّمها كشارةٍ في مسلسلٍ رمضاني (خمسة ونص)، كما هناك تَعاوُنٌ في مجموعة قصائد مع فناناتٍ غيرها.أقدّم الشعر الجريء باللغة الفصحى، وكنتُ أكتب بالفصحى قبل كتابة الأغنيات. وربما حان الوقت كي يتعرف الناس على علي المولى الذي يكتب بالفصحى، أي الكاتب وليس الشاعر الغنائي. ورغم أن حتى الأغنيات كتبتُها بطريقتي الخاصة، ولكن هناك جانباً آخر أريد أن يتعرف عليّ الناس من خلاله وهو القصائد، وكانت البداية بـ«نَسْخَة منِّك» مع أدهم النابلسي ثم «المُطَلَّقَة» مع كارول سماحة وسأستمرّ في هذا الخط.?  ألا تَجِد كرجلٍ صعوبةً في الكتابةِ عن المرأة؟- أبداً. الكتابة عن مُطَلَّقَةٍ تَطَلَّبَ منّي أن أضع نفسي مكانها والتعبير عما تشعر به.?  ولكنك رجل؟- الإحساس واحد عند المرأة كما الرجل.?  لكن هناك فارقاً شاسعاً بين المرأة المُطَلَّقَة والرجل المُطَلَّقَ؟- طبعاً. ومَن يتأثّر اجتماعياً بسبب الطلاق هي المرأة. أنا رجل يعيش في المجتمع ويسمع ماذا يقول الناس ولديّ الكثير من الصديقات المُطَلَّقات وأعرف معاناتهنّ والكلام الذي يدور بينهن. ولذلك، لا أجد صعوبة في الكتابة بإحساس امرأة. ربما غيري يستصعب ذلك، ولكنه موضوع بسيط جداً بالنسبة إليّ.?  هل أنتَ ممن ينادون بحقوق المرأة؟- بل أنا مع الحقّ. مثلاً، كلام أغنية «المُطَلَّقَة» لا ينطبق على كل النساء المُطَلَّقات. وكما أن هناك نساء مُطَلَّقات يتعرّضن للظلم هناك أيضاً مُطَلَّقات ظالِمات، وأنا كتبتُ عن الفئة الأولى. لكنني لستُ إلى جانب المرأة دائماً ولا إلى جانب الرجل دائماً.?  قررتَ التركيز على كتابة القصيدة. فهل هناك فنان معيّن ترغب في التعامل معه، خصوصاً أن الفنانين الذين يغنّون القصائد معروفون؟ - لستُ بحاجة لأن أنتظر فناناً يغني الفصحى كي أتعامل معه، لأنه بإمكان أيّ أحد أن يغنّيها. لا شك أن كاظم الساهر أكثر فنان يغني بالفصحى، وهذا أمر محسوم، ولكنني لا أفكر بأن أحصر تجربتي بمن يغنّون بالفصحى.?  ولكن لم ينجح كل الفنانين في غناء القصيدة؟- هذا صحيح. هناك عوامل عدة تساهم في نجاح الفنان الذي يغنّي القصيدة، كالصوت والإحساس والقصيدة نفسها. سأحضّر للعمل المقبل، ولكن لا توجد لديّ فكرة عنه حتى الآن.?  يتميّز أسلوبُك في كتابة القصيدة بأنه مبسّطٌ وهذا ما يساعد في وصولها إلى الناس بشكل أسرع؟- الفصحى المعقّدة لغوياً سقطتْ، وموضتها انتهت، والأفضلُ استخدام أسلوبٍ مبسّطٍ، من منطلق أن ليس كل الناس ضليعين باللغة العربية. هم يجيدونها كلاماً ولكنهم ليسوا بالضررة متعمّقين بالفصحى، ولذلك يفترض بنا أن نراعي هذه الناحية. شخصياً، تهمّني الفكرة أكثر من اللغة، وحتى أخطاء القواعد لا تهمّني.?  أغنيتك مع شيرين عبدالوهاب هي الأولى لها باللهجة اللبنانية. فما فكرتها؟- لا يمكن أن أقول سوى أن عنوانها هو: «يا بتفكّر يا بتحسّ».?  هل هذا يعني أنه لا يمكن الجمع بينهما؟- لا أعتقد ذلك. والأفضل عندي أن يفكّر الإنسان بإحساسه.