ولي رأي

مع أي فكرة للترشيد

1 يناير 1970 07:58 ص

إن ما نستهلكه من مياه يفوق حاجة البلد بكثير، وأغلبها يصرف هدراً، خصوصاً المياه قليلة الملوحة، شبه المجانية.
هدر يدمر التربة، ويتلف الأرصفة وأسفلت الشوارع الداخلية، وسيأتي يوم تعجز الدولة فيه عن تقديم خدماتها بالقدر والقوة الكافيتين، خصوصاً بعد هذا التوسع الهائل في المناطق الجديدة، وتضاعف سكان الضواحي الداخلية بسبب تعدد الأدوار التي أنشئت أخيرا، ما يعني أننا قد نعاني من انقطاع المياه، أو صعوبة وصولها إلى الأدوار العليا إذا استمررنا على هذه الحال.
لذا أشد على يدي السيدة الفاضلة إقبال الطيار - المسؤول عن ترشيد المياه بوزارة الكهرباء والماء - وأطالبها بعدم الالتفات لحملات الانتقاد والسخرية على اسم الحملة «العودة للسطل»، فقد كُفِّر دُعاة التنوير في السابق، وأُبعدوا عن العمل بالبلاد، عندما طالبوا بإدخال التعليم النظامي، وعندما سُئل شيخ الكويت مساعد العازمي: ما رأي فضيلتكم بالتنوير؟ أجاب بأن العلم نور، فأسكت هذه الحملة.
وتم التشهير بالمطالبين بالحريات الشخصية وحق المرأة في التعليم وعُدّوا من عديمي الأخلاق والتربية، وأقول للسيدة إقبال: استمري بحملتك وصُمّي الآذان عن أصوات النشاز المنتقدة، وكوني كهؤلاء، ولا تكوني كوزير سابق للتربية كان من المطالبين بالحريات والمساواة، ولكن في عهده تم صدور قانون منع الاختلاط في الجامعات، فسكت إرضاء للنواب حفاظاً على كرسي الوزارة، واكتفى بالانسحاب من جلسة التصويت على هذا القانون، الذي ضاعف كلفة التعليم العالي على الدولة، وصعّب حسن اختيار الدكاترة وأساتذة التدريس في الجامعة، وها هي جامعة جابر الأحمد تنتظر الافتتاح منذ سنوات!