وجع الحروف

... ماذا عسانا أن نفعل؟

1 يناير 1970 11:22 ص

تتابعون ما يجري على الساحة... وتقرأون ما يكتب في مواقع التواصل الإعلامي وما ينشر في كل قناة إعلامية مرئية? وتشاهدون ما يبث من مقاطع وروابط لندوات وكل ما يرسل: فماذا استفدتم منها؟
هذا السؤال نوجهه لأصحاب القرار ولكل متابع لشؤون الحياة وطريقة معالجة القضايا، التي تهم الشارع الكويتي.
الكتابة? والبث الصوتي والمرئي لمقاطع معينة تتناول مسألة معينة - اجتماعية? ثقافية? اقتصادية? إعلامية أو جزئية تتعلق في ركن من أركان حياة ومعيشة الفرد بما فيها التعليم والصحة - إنما هي انعكاس لقناعة مرسلها وكما تعلمون هناك قناعات صالحة وقناعات لها أجندة خاصة.
تعلمون عن رداءة الشوارع لدينا... وتخرج لنا وزارة الأشغال - أو البعض - بمقاطع عن صيانتها وهي إن كانت من باب التسويق لأعمالها فهو لا بأس، إن كانت تندرج تحت الأعمال المعدة والمخطط لها بعناية وفق جداول زمنية محددة، لكن بعد تحول الشوارع إلى مأساة وتخرج الأعمال متأخرة فإنها مؤشر للفشل.
تعلمون عن أهمية التخطيط الإستراتيجي وإدارة التكلفة للمشاريع ومدة التنفيذ? وعندما يقارن البعض عن تكلفة بعض المشاريع المبالغ فيها كتطوير حديقة أو صيانة طرق أو بناء منشأة معينة، فهذا له دلالة واضحة على عملية الاستنزاف، التي تعاني منها الميزانية ومؤشر لسوء إدارة المشاريع.
وعندما يحتشد قادة العالم ضمن مبادرة «جيل طليق» لتوفير التعليم الجيد والتدريب لليافعين، لخلق فرص عمل مستقبلية لهم بحلول عام 2030 (اليونيسف)، ونحن ما زلنا نبحث عمن يحرك ملف التعليم، الذي يعاني سوءاً في مستواه، ناهيك عن الشهادات المزورة والتزوير المتفشي في كل منشأة? فنحن أمام معضلة حقيقية؟
... فماذا عسانا أن نفعل؟
كتبنا وأرسلنا مقاطع وتجمعنا من باب تثقيف المجتمع وفئاته، لخلق جيل على علم ومعرفة بمجريات الحياة ومتطلباتها، وزد عليها ندوات أقيمت تتناول التنمية المستدامة سواء تلك التي أقامها ملتقى الثلاثاء التنموي الثقافي الاجتماعي أو تلك التي تبنتها دواوين وملتقيات أخرى... فماذا استجد حول ما أثير؟
على أرض الواقع? لا جديد.
المسألة ليست أزمة صرف مياه يقترح معها المجلس الأعلى للتخطيط استخدام «السطل» عوضا عن «الهوز»? ولا قضية التعيينات وازدواجية المعايير ولا غياب الوعي الصحي? التعليمي? الثقافي وانتشار حالة «التهكم» و«التحلطم» التي باتت تميز المجتمع الكويتي عن سواه.
... ماذا عسانا أن نفعل؟
أخبرونا فقد نكون مخطئين عند قراءة وتفحص الأرقام من قبل مختصين ماليين واقتصاديين? أو طريقة تنفيذ المشاريع وتكلفتها ومدة التنفيذ عندما يعرضها أصحاب الاختصاص أو أي قضية تطرح هنا وهناك؟
إننا نبحث عن عمل متكامل... المجتمع ومكوناته وأطيافه لهم توقعات إزاء الخدمات، التي تقدم لهم من قبل الجهات الحكومية والمفروض أن تتطابق توقعاتهم مع انطباعاتهم كي نصل إلى حالة الرضا التي بعدها نستطيع الحديث عن «الضرائب» أو الضريبة المضافة وخلاف ذلك يعد اجتهادات غير موفقة.
الزبدة:
التنمية المستدامة حددت أهدافها الـ17 واتفق قادة العالم عليها ومن ضمنها التعليم? الصحة? ومكافحة الفقر؟
فهل يوجد لدينا تعليم جيد؟ خدمات صحية متميزة كرعاية صحية لا سلع صحية؟ أو مستوى معيشي يحقق مفهوم الرفاه؟
الإجابات عن هذه الأسئلة هي المدخل لتطوير العمل لدينا? وهي العتبة الأولى لتوفير تعليم جيد وخدمات صحية «تشخيص وعلاج»? ومستوى معيشي ملائم... فماذا عسانا أن نفعل إن لم تتوافر قيادات تفهم واقع الحال؟
خلاصة القول إن ما يكتب وينشر ويبث إنما هو - أعني الصالح الذي يحاكي الواقع - يعكس حقيقة ما نعاني منه: فماذا عسانا أن نفعل بعد عقود «عجاف»؟
نحتاج إلى رجال دولة من قياديين على قدر من الكفاءة، ومجتمع فاعل للمثقفين وأصحاب الخبرة والاختصاص ودور حيوي في توجيه بوصلة اهتماماته بطريقة تنقل الهموم والاحتياجات لأصحاب القرار، بشكل منطقي يحاكي حقيقة الواقع والتوقعات المرجوة، كي نحقق التنمية المستدامة... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi